ليزا جاردنر*

في غابة أحلامي أحرقتُ كل الأشجار الفضّية
وردمتُ أشجار البلوط تحت ركام قصصي الثلجية
وخزّنته في “اللاب توب”..!
فهرب الحب لينهار تحت وطأة أوراق حياتي
ويلتهب بلسعات النّحل والحرب وما بينهما يرن هاتفي
يرن و يرن بنغمة المسعور يبحث عن بيته المهجور!
ويدق بحُرقةٍ على باب ذكرياتي المنسيّة..!

كلّ ما اسمع طرقًا عنيفًا
أدرك أنه صاروخ العدو..!
لكنّي لا أرغب في فتح الباب
و لا في الرّد على قلب أحد..!
سأفقع اليوم عينيّ
وأُمزّق جسدي….
لأهرب من جحيم الحرب…
وسأكون مع موكب اللاّجئين المُشرّدين…
وأصطفُّ في الصّفوف الأمامية لاجتاز الحدود الى ضفّة أخرى…
هناك… على أرض العسل و الحليب ….
عَلّي أجد الحب والأمن والسلام…!

جلستُ منكمشة في أسفل الشاحنة
اتمايل مع الطريق الطويلة المحطّمة المهجورة!
وكأنّي داخل غابة ضائعة ….
تجمدت أطرافي من شدّة البرد في انتظار الوصول!
بعد أن قُطعت جناحيّ
وضاعت الفراشة وانهارت خصلات شعرها الخشن
أمام التذكّر الأليم …!

بدأ جسدي يتحرّك فوق فراش الموت…
هل وصلتُ إلى أوروبا أم ما زلتُ على الشاحنة اليائسة..!؟
اه ..يا ويلي لقد رماني السائق في الغابة السوداء ..!
رماني لأني حمولة ثقيلة فلم تتحمّل الشاحنة ثقلي…!
إني مثقّلة بأوجاعي ومكبّلة بأوجاع وسخة مشوّهة…
علّي أن أقوم بتنظيفها بصابون أوروبيّ فوّاح…!
واستحم جيّدا لأنزع كل الأوساخ
وأتخلّص من كل صراخ ….
وأتملّص من رائحة الحرائق
وأنسى صوت القنابل العنقودية
التي صدّعت أذنيّ ولوثت دمي..!

لكني… ما زلت داخل غابة أحلامي
أنتظر…!

* نقلا عن :موقع الإبداع الفكري والأدبي بتصرف