السياسية – رصد:

 

دعا مؤتمر برلين بشأن اليمن الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي إلى الإسهام الفاعل لتحقيق السلام ووقف صادرات السلاح لدول تحالف العدوان على اليمن، وأكد مؤتمر برلين الثالث على أهمية رفع الحصار عن اليمن وإبداء حسن النوايا لإيقاف الحرب ووضع حد للمعاناة الإنسانية الناجمة عن حرب وحصار التحالف السعودي المستمرين منذ آواخر مارس/آذار 2015.

ودعا المؤتمر الذي عقده ناشطون يمنيون وعرب وأوروبيون في العاصمة الألمانية تحت عنوان “حان وقت السلام” التحالف العسكري السعودي إلى رفع الحصار الجوي – البحري، كعلامة ومؤشر سلام تمهدان لإنهاء الحرب على اليمن.

المؤتمر المنعقد منذ الـ26 مارس/آذار الجاري تزامنا مع حلول الذكرى السابعة لبدء العدوان على اليمن وتدشين العام الثامن من” العمليات العدائية على الجمهورية اليمنية، سلط الضوء على الحالة الإنسانية الكارثية التي يتعرض لها الشعب اليمني بسبب الضربات الجوية للتحالف السعودي وحصاره، وعلى الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب اليمني.

كما استعرض مؤتمر برلين الذي شارك فيه ناشطون وحقوقيون يمنيون وعرب وأوربيون، كما يقول المنظمون للمؤتمر سلبية الدور الغربي في الحرب وإعاقته جهود السلام بسبب الانحياز للمغريات المالية من الدول المشاركة في العدوان على اليمن وفضيحته الأخلاقية المتمثلة في ازدواجية المعايير فيما يتعلق بحقوق الإنسان واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها. كما يتطرق المؤتمر لتداعيات الحرب والحصار وتأثيراتها على الشعب اليمني وتأثير الحرب على نفسية الإنسان ولاسيما الأطفال وآثارها طويلة المدى.

وأعرب الدكتور أيمن المنصور، رئيس منظمة إنسان لحقوق الإنسان والسلام وهي الجهة المنظمة للمؤتمر، عن امتنانه  لجميع الحضور على مشاركتهم في المؤتمر واهتمامهم وتعاطفهم مع اليمنيين في الوقت الذي تسود فيه المعايير المزدوجة.

وبيّن المنصور في كلمة له أن المؤتمر ينعقد في وقت استغلت فيه السياسة كل القيم الحقيقية والمفاهيم الخاصة عن حقوق الإنسان وجيّرتها لمصالح مادية رخيصة.

وأضاف المنصور أن منظمة إنسان لحقوق الإنسان والسلام جعلت شعار النسخة الحالية (حان وقت السلام) إنطلاقاً من إيمانها بأن السلام يبقى السبيل الوحيد لعيش حياة كريمة، آملاً بأن يصل الناس لمرحلة يترسخ السلام والحوار كثقافة في المجتمع اليمني. مشيراً إلى أن المؤتمر يحاول تقديم مختلف رؤى السلام ووضع الخطوات الأولى لسلام حقيقي يحقق تطلعات كافة أبناء الشعب اليمني.

ويسعى المؤتمر كما يؤكد المنظمون وضع أرضيه مشتركة لليمنيين تمضي بهم إلى سلام مجتمعي استراتيجي يحمي المجتمع اليمني من صراعات تمزق نسيجه الاجتماعي ويجعل المشتركات الثقافية و الحضارية للشعب اليمني منطلقا للسلام والبناء وأساسًا راسخا للعيش المشترك يضمن الكرامة لكافة أبناء الشعب اليمني.

المشاركون في المؤتمر أكدوا بأن إرساء سلام شامل ومستدام في اليمن يتطلب من “تحالف العدوان” الاستجابة لدعوات رفع الحصار الجوي – البحري المفروض على اليمن وإبداء حسن نية للتوجهات نحو إنهاء الحرب.

ودعا المؤتمر جميع الأطراف لوقف الحرب في اليمن على الفور والانخراط في حوارات جادة لتحقيق السلام، مشدداً بأنه لا ينبغي للأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن (السيد هانز جروندبرج) التعامل مع الأزمة الإنسانية فحسب، بل يجب عليهما بذل المزيد من الجهود من أجل عملية السلام وإطلاق حوار بين اليمن من جهة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من جهة.

كما أكد المشاركون في مؤتمر برلين، ضرورة وقف كل من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبشكل فوري عمليات تصدير الأسلحة إلى الدول المشاركة في حرب اليمن حتى يكون هناك فرصه حقيقية للسلام، منوها إلى أهمية أن يلعب الاتحاد الأوروبي دورًا أكبر في عملية السلام والإسهام في الدفع نحو البدء بعمليات تفاوض جديدة بمساعدة الأمم المتحدة.

وقال المشاركون في المؤتمر بأنه يمكن لألمانيا أن تدعم عمليات السلام وعدم الاكتفاء بتقديم المساعدات الإنسانية، ولكن من خلال المساعدة من أجل الإيقاف الفوري لصادرات الأسلحة إلى الدول المشاركة وتعزيز عمليات السلام بشكل مكثف.

ودعا مؤتمر برلين المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها في الدفاع عن حقوق الإنسان واتخاذ مواقف واضحة تدعو إلى وضع حد لجرائم الحرب في اليمن ورفع الحصار، لافتا إلى أن لجنة الخبراء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة كانت قد قدمت تقارير من اليمن عن جرائم الحرب المرتكبة بحق الشعب اليمني.

وبهذا الصدد طالب المؤتمر باستمرار اللجنة الخاصة ودعمها من قبل مجلس حقوق الإنسان، لكشف عن العديد من جرائم الحرب والمعاقبة عليها في نهاية المطاف بما يحقق العدالة.

وشهد المؤتمر إلقاء محاضرة للمدير الإداري لمهرجانات السلام ملتا كلنق اوف حملت عنوان”دور تعزيز دور ألمانيا في السلام المنشود”.

كما شارك أيمن محمد قائد ممثلا عن المنظمة العربية لمراقبة الحقوق “اروى” بمداخلة عن معوقات وتحديات تحقيق السلام في اليمن.

فيما ألقى الطبيب النفسي الدكتور حسين الوارث عبر تقنية الفيديو – محاضرة عن الأمراض العقلية والروحية الناتجة الحرب في اليمن، وتناول ممثل وزارة حقوق الإنسان بصنعاء، سيف الوشلي، الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان اليمني خلال 7 سنوات من حرب التحالف السعودي المستمرة على البلاد.

كما ألقى رئيس الرابطة الدولية للمحامين ضد الأسلحة النووية، السيد راينر براون، محاضرة حول حرب الطائرات بدون طيار الأمريكية في اليمن، أما الناشط ماتياس تريتشوغ مؤسس مبادرة “أوقفوا الحرب في اليمن”، فقدم ورقة حملت عنوان ” الحرب في اليمن والدول المعنية – فتح تحقيق صحفي للحكومة الاتحادية”.

واستعرض المؤتمر سلسلة أفلام جرائم الحرب المنسية على اليمن والتي توثق جرائم العدوان على اليمن في 12 جزءاً مترجماً إلى لغات أجنبية عديدة وهي سلسلة أفلام تسرد جرائم العدوان باللغات المتعددة وزعت نسخ منها على وسائل الإعلام والمنظمات والشخصيات الحقوقية.

حضر المؤتمر عدد من الحقوقين ونشطاء في حركات سلام ألمانية وعربية بالإضافة إلى رئيسة جمعية الصداقة اليمنية الألمانية ودعاة السلام، وفقاً لما ذكرت منظمة إنسان المنظمة لمؤتمر برلين بشأن اليمن.

المصدر: موقع المنار