فصائل فلسطينية:- القمة الخماسية في القدس انحدار خطير وخيانة
السياسية – وكالات :
أكدت فصائل فلسطينية أن عقد قمة خماسية على مستوى وزراء خارجية في القدس المحتلة بمشاركة أنظمة عربية إلى جانب الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية يعد انحدارًا خطيرًا وخيانة لفلسطين كقضية مركزية للأمة، وأن خطورتها تكمن في تكريس رؤية الاحتلال.
كما أكدت هذه الفصائل في أحاديث منفصلة مع وكالة أنباء “صفا” الفلسطينية اليوم السبت رفضها واستغرابها من إصرار بعض الأنظمة العربية على الاشتراك بمثل هذه اللقاءات التطبيعية التي تمتد خطورتها لتطال المنطقة ككل، وتعطي مشروعية وغطاء للكيان الإسرائيلي نحو المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق الأرض والحق الفلسطيني.
وأعلن وزير خارجية الاحتلال يائير لبيد ظهر أمس الجمعة عقد قمة خماسية في القدس المحتلة الأسبوع المقبل، وصفت بأنها “تاريخية”، وتضم 5 وزراء خارجية بينها دول عربية.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن القمة تضم عدا الكيان، وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكين”، وزراء خارجية الإمارات والبحرين والمغرب، مشيرة أن القمة ستعقد يومي الأحد والاثنين المقبلين، وستناقش قضايا إقليمية وعالمية تهم المشاركين.
وتأتي القمة بعد أيام من قمة ثلاثية في شرم الشيخ ضمت مصر “وإسرائيل” والإمارات، وناقشت قضايا إقليمية وأمنية.
ووصف الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم هذه اللقاءات خلال حديثه لـ”صفا” بالانحدار الخطير من قبل الدول العربية المشاركة، خاصة أنها تأتي كامتداد للقاءات التطبيعية ومشاريع التصفية للقضية الفلسطينية ودمج الاحتلال في المنطقة”.
وقال برهوم: إن “خطورة هذه اللقاءات ليست على فلسطين فقط وإنما على المنطقة ككل، كونها تعطي مشروعية للكيان الإسرائيلي وتكرس القرار الأمريكي باعتبار مدينة القدس عاصمة له”.
وأضاف أن “اختيار مدينة القدس المحتلة لعقد مثل هذا اللقاء وبهذا المستوى لإظهار الطابع الاحتلالي للمدينة، والاحتلال سيستخدم هذا الاجتماع لتكريس فكرة القدس كعاصمة لكيانه لتسويقها عبر العالم”.
وشدد برهوم على رفض حماس مثل هذه اللقاءات التي تشرع جرائم وانتهاكات الاحتلال وتشكل دعما له، “خاصة أنها تتزامن مع الهجمة على القدس المحتلة وارتكاب جرائم في النقب وأيضا الاستمرار بحصار قطاع غزة وتسلط الاحتلال على أبناء شعبنا بالضفة وقرار بناء ألف الوحدات الاستيطانية”.
ولفت إلى أن الحراك الإسرائيلي بهذا الاتجاه يهدف إلى دمج الكيان الإسرائيلي في المنطقة، بحيث يصبح صاحب القرار العسكري والأمني والسياسي بالمنطقة ومسيطرًا على مقدراتها.
وطالب الناطق باسم حماس الجماهير العربية والمسلمة وكل الأصوات الحرة برفض هذه اللقاءات وتعريتها بإيجاد حالة عربية إسلامية تدعم الحق الفلسطيني لمواجهة هذه المشاريع.
بدوره، قال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل لـ “صفا” إن عقد هذه اللقاءات وعلى وجه الخصوص في مدينة القدس المحتلة خيانة لقضية الأمة المركزية، مشيرًا إلى أن استمرار عقدها ومشاركة أنظمة عربية فيها يؤكد “الانهزام والتبعية التي وصلت إليها هذه الأنظمة”.
ولفت إلى أن “إسرائيل” تحاول تقوية نفسها من خلال تحالفات في المنطقة مع بعض الأنظمة العربية، خاصة في ظل تراجع الدور الأمريكي في المنطقة وخشية وتخوف هذه الأنظمة.
وأشار إلى أن هذه اللقاءات تعزز من الفجوة بين هذه الأنظمة وشعوبها التي أصبحت ناقمة عليها.
وأضاف المدلل أن “هناك محاولة لفرض الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة وإظهار أن العدو المركزي في المنطقة هو إيران وفصائل المقاومة “.
كما اعتبر القيادي في الجبهة الشعبية هاني الثوابتة أن اللقاءات التي جرت والتي ستجري لاحقًا في هذا السياق تأتي استكمالاً لمشروع التطبيع لخدمة أجندة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الثوابتة لـ”صفا” إن “اللقاء في القدس المحتلة له دلالة وعلاقة بمكانة المدينة المقدسة ورؤية الاحتلال لها”.
وأضاف “في الوقت الذي تنشغل الإدارة الأمريكية بصراعات خارج المنطقة يسعى الكيان لملء الفراغ، بإنشاء تحالف يخدم مشروعه في المنطقة ويعادي توجه المقاومة وداعميها بالتنسيق مع الولايات المتحدة وحلف الناتو”.
وتابع “هذا التحالف ليس جديدًا وقائم منذ فترة كبيرة وما يجري ترسيم وإخراج هذا التحالف للعلن، وهذه الأنظمة العربية التي تحضر للقدس لها اتفاقات سياسية وأمنية واقتصادية مع الكيان”.
وطالب القيادي في الجبهة الشعوب العربية بالتصدي لهذه المحاولات التي تسعى لتكريس كيان الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة والاصطفاف إلى جانب عدو الأمة.