كيف أحبط أنصار الله أنظمة الدفاع الجوي السعودية؟
السياسية – رصد :
دعا المتحدث باسم الجيش اليمني يحيى سريع أمس الأول ، إلى جولة جديدة من الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة الناجحة لأنصار الله على منشآت أرامكو النفطية ردا على استمرار العقوبات اللاإنسانية ضد البلاد، خاصة في مجال منع دخول النفط كحاجة أساسية وكبيرة للناس هذه الايام.
منذ عام 2019، عندما تعرضت المنشآت النفطية السعودية في بقيق وخريص لأول مرة في شرق السعودية لهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية في إطار عملية رادعة أوقفت نصف صادرات النفط السعودية. حتى الآن، دمرت هجمات الردع اليمنية بشكل متكرر بنيات تحتية اقتصادية وعسكرية للمملكة العربية السعودية.
يأتي ذلك في سياق حقيقة أنه في نفس الفترة التي تقارب عامين ونصف العام، سعى السعوديون، وبتكلفة مالية كبيرة، إلى سد الثغرات العسكرية من الضربات الصاروخية والطائرات دون طيار اليمنية، وخاصة في تعزيز الدفاع الجوي من خلال شراء واستخدام أنظمة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية؛ وفي هذا الصدد، تمت المفاوضات والصفقات الناجحة بشكل علني وسري مع دول مختلفة في العالم؛ ومع ذلك، في حالة عدم تصديق، لا يزال أنصار الله قادرًا على تنفيذ هجمات مفاجئة بنجاح على حقول النفط السعودية. يثير هذا الموقف التساؤل عن سبب فشل المملكة العربية السعودية تمامًا في إيجاد طريقة لمواجهة ضربات أنصار الله الصاروخية والطائرات بدون طيار.
الإجراءات السعودية لتقوية نظام الدفاع
منذ الكشف عن ضعف نظام الدفاع ضد الهجمات اليمنية، اتخذت المملكة العربية السعودية خطوات واسعة النطاق لشراء أنظمة الدفاع المتقدمة في العالم. ويلبي السعوديون معظم احتياجاتهم العسكرية الاستراتيجية من خلال صفقات السلاح مع الدول الغربية؛ لكن في مجال أنظمة الدفاع الصاروخي، فقد درسوا خيارات أخرى، بما في ذلك الصين وروسيا. خلال زيارة الملك سلمان إلى موسكو في أكتوبر 2017، وافقت الرياض على شراء نظام S400 الروسي المتقدم، وتم توقيع مذكرة تفاهم بين الصناعة العسكرية السعودية (SAMI) وشركة Rosoboronexport لدعم تطوير التعاون العسكري.
في فبراير 2018، أجرى المسؤولون الروس مزيدًا من المحادثات مع السفير السعودي في موسكو بشأن شراء S-400، وحتى بعد هجوم 2019 على أرامكو، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علنًا عن رغبته في بيع S-400 للسعوديين.
قائلا: ” على السعودية فقط أن تتخذ قرارا حكيما“. حدث هذا الاتجاه في مارس 2021، عندما التقى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارة للسعودية، حيث ذكرت شبكة العرب الإخبارية ومقرها لندن أن بيع منظومة الدفاع الجوي إس -400 “سيكون من بين الموضوعات التي ستناقش في الرياض“.
كما وضعت الرياض على جدول الأعمال شراء أنظمة دفاع من بائعين دوليين آخرين، مثل الكيان الصهيوني. في سبتمبر 2021، أفادت وسائل الإعلام عن مشاورات خلف الكواليس بين السعوديين والنظام الصهيوني بشأن شراء نظام “القبة الحديدية”، الذي بنتاه شركتا الدفاع الإسرائيليان رافائيل وباراك.
لكن على الرغم من الإجراءات المذكورة أعلاه، فإن الضعف المستمر للدفاع الجوي السعودي ضد الصواريخ اليمنية والطائرات دون طيار واسعة النطاق دفع السعوديين إلى مواصلة البحث عن شراء أنظمة دفاع جوي من البائعين الدوليين لتغطية ضعفهم. بطريقة ما، طغت هذه الحاجة عمليًا على عملية إقامة المعرض الدولي للمعدات العسكرية في المملكة العربية السعودية.
قال توماس كوسوفسكي ، مدير العمليات لأنظمة الحماية المتقدمة، لقناة فرانس 24 في 3 مارس 2022: “يقوم زوار معرض الرياض بالتركيز على أنظمة الدفاع الجوي المضادة للطائرات بدون طيار“. وكإحدى نتائج ذلك، باعت شركة بولندية منتجات البنية التحتية الدفاعية الخاصة بها في عام 2019 لمشغل الاتصالات الوطني في المملكة العربية السعودية.
وعرض المعرض أيضًا الشركات التي لديها تقنية أنظمة محمولة يمكنها حجب إشارات الراديو المستخدمة للتحكم في الطائرات بدون طيار. وأبرمت المديرية العامة للصناعات العسكرية السعودية خلال المعرض 22 صفقة مع شركات وطنية وعالمية بلغت قيمتها نحو ملياري دولار. وتركز الحكومة على بناء 50 بالمائة من الأسلحة التي تحتاجها بحلول عام 2030 من قبل الشركات المحلية. وبموجب هذه الصفقة، وهي الأولى من نوعها في المملكة العربية السعودية، ستعمل شركة لوكهيد مارتن الأمريكية مع الرياض لإنتاج مكونات لنظام الدفاع العالي (ثاد) داخل المملكة. بالطبع، هذه ليست قضية جديدة، وفي أكتوبر 2017، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على بيع نظام ثاد الدفاعي على ارتفاعات عالية كجزء من صفقة بقيمة 15 مليار دولار مع المملكة العربية السعودية، لكن من غير المتوقع تسليم النظام حتى عام 2023 على الأقل.
عجائب أنصار الله التكنولوجية في محور المقاومة
لكن بالإضافة إلى عدم قدرة المملكة العربية السعودية وحلفائها الواضح على بناء درع أمني فعال يحمي البنية التحتية الاقتصادية الحيوية للبلاد ضد ضربات الصواريخ والطائرات بدون طيار اليمنية، فإن التطورات المذهلة لأنصار الإسلام في بناء واستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية الهجومية، والتي زادت من عدم قدرة السعوديين على مواجهة الضربات الجوية اليمنية. في الواقع، يبدو أن أنصار الله يتقدم دائمًا بخطوة واحدة على المملكة العربية السعودية، بينما يقوم المستشارون العسكريون الغربيون بتحديث أدوات وأساليب تحقيق أهدافهم العسكرية على الأراضي السعودية، بحيث مع كل تحرك تقوم به الرياض لتغطية نقاط الضعف في جدارها الأمني، يفرض أنصار الله الهزيمة على العدو بحيل جديدة. يترافق هذا الوضع بالتأكيد مع عقبة تكنولوجية أقوى بكثير من مجرد نوع نظام الدفاع الصاروخي، ويمكن رؤية العديد من الأمثلة الأخرى لمثل هذه المفاجآت في المرور المتكرر والناجح لطائرات بدون طيار وصواريخ المقاومة اللبنانية والفلسطينية عبر نظام القبة الحديدية الصهيوني. بعبارة أخرى، يتركز التعاون الدفاعي التكنولوجي للمقاومة اليوم على حفظ التوازنات العسكرية في مناطق مثل الحرب اليمنية والحرب الباردة لحزب الله مع كيان الاحتلال في القدس.
* المصدر :الوقت التحليلي
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع