قمر “نور 2”: عين إيران الاستخباراتية في الفضاء
السياسية- رصد:
في 26 نيسان/ أبريل عام 2013، نشرت مجلة فورين بوليسي بعض الوثائق التي رفعت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السرية عنها والمتعلقة بالحرب الإيرانية-العراقية. كان من أهم ما جاء فيها انه “خلال عام 1988، وبينما كانت الحرب الإيرانية-العراقية المفروضة في أيامها الأخيرة، علمت الولايات المتحدة، من خلال صور التقطتها أقمارها الصناعية، أن إيران كانت توشك على تحقيق مكسب استراتيجي باستغلالها نقطة ضعف في الدفاعات العراقية. وقد نقل مسؤولو المخابرات الأميركية إحداثيات مواقع القوات الإيرانية إلى العراق، وهم يدركون تمامًا أن الجيش العراقي كان سيهاجمها باستخدام أسلحة كيميائية، بما في ذلك غاز السارين، وهو مركَّب كيميائي سام يستهدف أعصاب الإنسان ويؤدي إلى الموت”.
هذه الصور التي قدمتها الوكالة، استطاع النظام العراقي من خلالها استهداف عدد من النقاط الحيوية للجيش واستشهد جراءها عدد من الجنود الإيرانيين إضافة لمدنيين عزّل، وهو ما رجح الكفة لصالح قوات صدام حسين.
هذه التجربة تركت أثرها في استراتيجية الجمهورية الإسلامية وعقيدة الجيش بكل تشكيلاته، وبناء عليه كان مشروع تطوير الأقمار الاصطناعية الاستخباراتية، بغية الحصول على معلومات أساسية حول إمكانيات وأنشطة الخصم، وهو ما يندرج ضمن نطاق حماية الأمن القومي، والذي تتنافس عليه الدول اليوم.
حرس الثورة الاسلامية أعلن عن “إطلاق قمر صناعي ثانٍ لأغراض عسكرية، يحمل اسم “نور 2” إلى الفضاء بواسطة حامل الأقمار “قاصد”، واستقر في مداره حول الأرض على مسافة 500 كيلومتر بنجاح”، بالتزامن مع انعقاد المحادثات للوصول إلى اتفاق نووي في العاصمة النمساوية فيينا.
ونور 2 هو قمر صناعي عسكري أطلقته إلى الفضاء القوة الجو-فضائية التابعة لحرس الثورة، عبر صاروخ “ناقل للأقمار الصناعية يسمى قاصد”، فيما لم يكشف بعد عن تاريخ الاطلاق في حين ذكر أنه قد أطلق من “صحراء شاهرود” الواقعة على بعد 300 كلم إلى شرق العاصمة طهران.
من جهته أكد وزير الاتصالات عيسى زارع بور “التقاط الإشارات الأولى من “نور 2” بنجاح من قبل المحطات الأرضية”، مشيراً إلى أن القمر “سيدور حول الأرض مرة كل 90 دقيقة، ومهمته تمتد 3 أعوام على الأقل”.
تجربة الاطلاق الناجحة هذه، هي الثانية بعد نجاح حرس الثورة بإطلاق قمر صناعي في 23 نيسان/ أبريل عام 2020، سمي “نور 1”.
وقد تم اختيار توقيت إطلاق “نور1” الذي حمل صورة قائد قوة القدس الشهيد اللواء قاسم سليماني، خلال الاحتفال في الذكرى الـ 41 لتأسيس حرس الثورة، ما يجعل هذا الحدث، بتوقيته وارفاقه صورة الشهيد رسالة مباشرة للولايات المتحدة التي قامت باغتياله.
ونور 1 هو قمر صناعي تم إطلاقه بواسطة صاروخ “قاصد” أيضاً، وضع في مدار الأرض على بعد 425 كيلومتراً، لتنفيذ مهام استطلاعية خاصة للقواعد الأميركية في المنطقة.
وقتها، أشار قائد الحرس، الجنرال حسين سلامي انه “في عالم اليوم، لا يمكن أن يكون لأقوى جيوش العالم خطة دفاعية شاملة دون أن يكون لها وجود في الفضاء. تحقيقنا هذا التفوق التكنولوجي، الذي حملنا إلى الفضاء ووسَّع نطاق قدراتنا، هو إنجاز استراتيجي”.
- المصدر: “الخنادق” اللبناني
- المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع