القوات الروسية تواصل عملياتها العسكرية لليوم الحادي عشر في أوكرانيا
السياسية – تقرير:
تواصل القوات الروسية، لليوم الحادي عشر على التوالي، تنفيذ عمليتها العسكرية في أوكرانيا وسط تصعيد الغرب دعمه السياسي والاقتصادي والعسكري لأوكرانيا.
وتقول روسيا إن عملياتها العسكرية تهدف إلى حماية دونباس ونزع السلاح الأوكراني لإزالة التهديدات الصادرة من الأراضي الأوكرانية لأمن روسيا ،فيما يتهم الغرب روسيا بغزو أوكرانيا ويفرض على موسكو عقوبات اقتصادية ويقدم دعما سياسيا واقتصاديا وعسكريا لأوكرانيا.
وبهذا الصدد، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس السبت تدمير البنية التحتية العسكرية والدفاع الجوي للقوات الأوكرانية بالكامل خلال العملية العسكرية الروسية لحماية سكان دونباس.. لافتاً إلى أنه لا يمكن تجاهل التهديدات الحقيقية لأمن روسيا.
وبين بوتين خلال زيارة مركز لتدريب الطيارين تابع لشركة إيروفولت أمس السبت أن قرار بدء العملية العسكرية الروسية صعب إلا أنه لا يمكن تجاهل التهديدات الحقيقية لأمن روسيا حيث أن سلطات كييف حاصرت أراضي دونباس واعتدت على السكان باستخدام الأسلحة الثقيلة طوال 8 سنوات وقتلت نحو 13 ألف روسي واستمرت في التنصل من اتفاقيات مينسك.
وأوضح أن جميع اقتراحات روسيا حول التسوية في أوكرانيا مطروحة على الطاولة أمام سلطات كييف وأن موسكو تأمل برد إيجابي عليها.. مشيراً إلى أن المطلب الأساسي هو إزالة النزعة العسكرية لأوكرانيا.
وقال بوتين يتعين على روسيا أن تفهم بصورة دقيقة وواضحة ما هي الأسلحة الموجودة لدى أوكرانيا وأماكن وجودها ومن يسيطر عليها مشيراً إلى وجود صيغ مختلفة تقوم روسيا بمناقشتها حالياً بما في ذلك مع ممثلي حكومة كييف في سير عملية المفاوضات في بيلاروس.
وأكد بوتين أن حلف الناتو يدعم أوكرانيا لأنها تقف ضد روسيا مشدداً على أن فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا يمثل مشاركة في أعمال عدائية ضد روسيا.
وأضاف بوتين إننا نسمع الآن أنه يجب فرض منطقة حظر طيران فوق أراضي أوكرانيا ولكن ذلك مستحيل ولا يمكن فرض مثل هذه المنطقة سوى من أراضي دول مجاورة.. وقال إن أي تحرك بهذا الاتجاه سنعده مشاركة في النزاع من قبل ذلك البلد الذي يخلق من أراضيه خطراً على قواتنا المسلحة بغض النظر عن الاحلاف والمنظمات التي ينتسب اليها.
وحول عزم أوكرانيا الحصول على صفة دولة نووية أوضح الرئيس بوتين أنه لا يمكن لروسيا أن تتغاضى عن ذلك لأنه يمكن مساعدتها من وراء المحيط في هذه الحالة وبعد ذلك يصبح حلف الناتو عدواً لروسيا ولأننا نعرف كيف يتصرف الغرب إزاءها.
وبشأن فرض الأحكام العرفية أو حالة الطوارئ في روسيا أكد بوتين عدم وجود مقدمات لفرض ذلك وليست هناك مخططات من هذا القبيل لأن حالة الأحكام العرفية تفرض بقرار من مجلس الاتحاد عند وقوع عدوان خارجي وتهديد حربي معرباً عن الأمل في ألا تصل الأمور إلى ذلك.
ولفت بوتين إلى أن العقوبات المفروضة على روسيا تشبه إعلان حرب عليها مبيناً أن تدمير البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا تم إنجازه عملياً مؤكداً أنه ليست هناك حاجة للمساعدة من قبل متطوعين في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وأكد الرئيس الروسي أن قرار وضع القوات النووية في حالة تأهب جاء بعد تصريح وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس بأن الناتو يمكن أن يشارك في المواجهة منتقداَ تجاهل دول العالم تصريحات تراس بشأن مشاركة “الناتو” في هذه الأزمة.
واعتبر بوتين أن النظام في كييف يتمتع بالكفاءات النووية منذ فترة طويلة ويمكنه صنع صواريخ نووية وسيكون مصير روسيا مختلفاً ويمثل تهديداً حقيقياً لها.
وبشأن الممرات الإنسانية وقيام المجموعات الإرهابية باحتجاز المدنيين في مدينة ماريوبول قال بوتين اتصلوا من كييف وطلبوا توفير ممر ووافقنا على الفور وعلقنا الأعمال العسكرية لكنهم لم يسمحوا لأي شخص بالخروج وهم يختبئون وراء السكان ويستخدمونهم كدروع بشرية.
وأشار إلى أن روسيا ترصد وجود مسلحين من منطقة الشرق الأوسط وعدد من الدول الأوروبية في أوكرانيا.. محذراً من أنهم يستخدمون ما يسمى بالجهاديين المتنقلين ويعبئون السيارات بالمتفجرات ويدفعونها ضد القوات لكن بدون جدوى.
وأعلن أن الهدف من العملية هو حماية الأشخاص الذين يتعرضون للاضطهاد والإبادة الجماعية من قبل نظام كييف منذ ثماني سنوات ومنع عسكرة أوكرانيا والتوجهات النازية فيها وتقديم جميع المسؤولين عن ارتكاب جرائم دموية ضد المدنيين في دونباس إلى العدالة
يأتي هذا فيما، أفاد تقرير صحفي أمريكي أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها تستعد لاحتمال أن يضطر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إلى الفرار خارج البلاد.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، مساء السبت، نقلا عن مسؤول أمريكي كبير لم تسمه، إن، الولايات المتحدة تخشى من هزيمة القوات الأوكرانية على يد الجيش الروسي، ومن ثم فقد وضعت وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون والوكالات الفيدرالية خططا في حالة احتياجهم لمساعدة زيلينسكي على الخروج من حدود الدولة.
وفقا للتقرير، تستعد الولايات المتحدة لسيناريو يقوم فيه زيلينسكي بتشكيل حكومة منفى وإدارتها من بولندا المجاورة.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيلينسكي يطلق على نفسه اسم “الهدف الأول لروسيا”، لكنه أكد لمواطنيه أنه على الرغم من التهديدات لحياته، إلا أنه لا ينوي مغادرة العاصمة كييف.
إلى ذلك، قال العضو المفاوض، ديميتري كوليبا، معلقا على واقع المفاوضات مع روسيا: “لا أستطيع أن أقول إن هناك على الأقل بعض التقدم”.
فيما أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية، السبت، مقتل أحد أعضاء الوفد الأول في محادثات مع روسيا دينيس كيرييف.
وذكر الإعلام الأوكراني، في وقت سابق من اليوم، نقلا عن نائب في البرلمان الأوكراني “الراد” أن جهاز أمني أوكراني قام باعتقال العضو في الفريق المفاوض الأوكراني دينيس كيرييف وقتله بعد ذلك.
من جانب آخر، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، إنه أجرى محادثات مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، السبت، لمناقشة العقوبات ضد روسيا وتعزيز قدرات كييف الدفاعية.
وبهذا الخصوص، وقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، السبت، مرسوما يقضي بأن تقوم الحكومة الروسية بوضع قائمة بالدول التي فرضت عقوبات على روسيا والشركات والمنظمات والأفراد في غضون يومين.
كما وقع الرئيس الروسي مرسوما آخر، بشأن الإجراء المؤقت للوفاء بالالتزامات تجاه بعض الدائنين الأجانب.
وأعلنت شركة شل البريطانية عن اضطرارها الشديد لشراء النفط الروسي. وجاء في بيان الشركة: “بالأمس اتخذنا قرارا اضطراريا بالحصول على شحنة من النفط الخام الروسي. تنتج مصافينا البنزين ووقود الديزل، بالإضافة إلى المنتجات الأخرى التي يستخدمها الناس بشكل يومي. ونود الاستمرار في ذلك بدون انقطاع إمدادات النفط الخام بالنسبة للمصافي”.
من جانب ثاني،أكد مصرف “سبيربنك” الروسي، السبت (الأحد بالتوقيت المحلي)، أن بطاقات شركتي “فيزا” و”ماستر كارد” التي يصدرها البنك ستظل تعمل داخل روسيا، وذلك بعد إعلان الشركتين تعليق خدماتهما داخل الأراضي الروسية.
وقالت الخدمة الصحفية للبنك في بيان، “قررت أنظمة الدفع العالمية تقييد عملها في روسيا خلال أيام. هذا القرار لن يؤثر على عمل بطاقات فيزا وماستر كارد التي يصدرها بنك سبيربنك داخل الدولة”.
وأشار البيان إلى أن جميع بطاقات عملاء سبيربنك ستظل تعمل داخل روسيا بشكل طبيعي، موضحا في الوقت ذاته أن المعاملات المالية عبر المتاجر الإلكترونية في الخارج ستكون محدودة.
وفي وقت سابق هذا الشهر، حظرت شركتا بطاقات الدفع الأمريكية “فيزا” و”ماستر كارد” العديد من المؤسسات المالية الروسية من شبكاتها، وذلك امتثالا للعقوبات الحكومية المفروضة على روسيا بسبب أوكرانيا.
وقال السفير الروسي في بريطانيا أندريه كيلين، إنه من الناحية القانونية، سيكون من الصعب انتزاع القصور من المواطنين الروس في لندن، على الرغم من وجود التهديدات بالقيام بذلك.
وفي سياق آخر، أكدت وزارة الخارجية الروسية إن ضخ الأسلحة لأوكرانيا من قبل الغرب يشكل تهديدا للطيران المدني.
فيما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن حوالي 1.2 مليون لاجئ من أوكرانيا وصلوا بالفعل إلى الاتحاد الأوروبي، وسيزداد هذا العدد عدة مرات في المستقبل القريب.
ميدانيا، في اليوم الحادي عشر من العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، واصلت القوات الروسية تقدمها باتجاه جنوب أوكرانيا وكييف.
وبهذا الصدد ،أعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت، أنها استأنفت “عملياتها” في أوكرانيا بعدما أعلنت عن وقف لإطلاق النار في وقت سابق من اليوم للسماح بإجلاء سكان مدينتين محاصرتين.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف في تصريحات مصوّرة “نظرا إلى غياب الرغبة من الجانب الأوكراني في التأثير على القوميين أو تمديد وقف إطلاق النار، استؤنفت العمليات (العسكرية) عند الساعة 18:00 بتوقيت موسكو (15:00 ت غ)”.
وفي وقت سابق السبت، أعلنت روسيا وقفا لإطلاق النار وأفادت بأنها فتحت ممرّات إنسانية ليتمكن المدنيون من مغادرة مدينة ماريوبول الاستراتيجية الساحلية وفولنوفاخا المجاورة.
وقال كوناشينكوف إن “أي مدني” لم يتمكن من المغادرة عبر الممرات الإنسانية.
وأضاف أن “التشكيلات القومية تستخدم سكان المدينتين كدروع بشرية”.
وذكر أن “كتائب قومية” استغلت وقف إطلاق النار “لإعادة تنظيم صفوفها وتعزيز مواقعها”.
وأفاد مسؤولون في ماريوبول المحاصرة من القوات الروسية، السبت أنهم يؤخّرون إجلاء المدنيين، متّهمين القوات الروسية بخرق وقف إطلاق النار.