قائد الثورة: المشروع القرآني للشهيد القائد تجاوز المراحل الصعبة واستمر وتعاظم
السياسية :
من منطلق الانتماء الإيماني وأهمية الحفاظ على هوية الأمة وصمودها في مواجهة مؤامرات أعدائها، تحرك الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي بمشروعه التحرري النير، معلنا عن ميلاد عهد جديد وصحوة إيمانية لاستعادة مجد وعزة الأمة التي سلبت منها نتيجة ارتهان الأنظمة العميلة، وتحولها إلى أداة بيد العدو لإخضاع شعوب الأمة الإسلامية والسيطرة على مقدراتها.
الكثير من العناوين والنقاط المهمة تضمنتها كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في الذكرى السنوية للشهيد القائد، حول هذا القائد الرباني ومشروعه القرآني العظيم، وقضيته المحقة والعادلة، الذي تحرك لمواجهة الأخطار التي تواجه الأمة الإسلامية والتصدي لها، برؤية قرآنية، وإحساس عال بالمسؤولية.
وتطرق قائد الثورة إلى المعاناة التي واجهها الشهيد القائد عندما انطلق بمشروعه القرآني، وتبنى الموقف السليم، والحكيم والإنساني، والحقٌ بكل الاعتبارات، في مرحلة حساسة وخطرة، شكلت منعطفاً في مستقبل هذه الأمة، ولو لم يتحرك فيها لكان مستقبل اليمن خطيرا جدا.. مبينا أن ما عاناه الشهيد القائد وحورب لأجله نرى صورة تقريبية له فيما تعانيه الأمة والشعوب الحرة والمقاومة في فلسطين في هذه المرحلة، في التصدي لأعدائها، وإفشال محاولاتهم المستميتة لاستهداف دينها ودنياها.
تحرك الشهيد القائد في ظل هجمة أمريكية إسرائيلية غربية شرسة على شعوب الأمة، مستندا في ذلك على مشروعه القرآني الذي شخص الواقع وقدم الشواهد من الواقع العملي والأحداث التي تمثل مصاديق متطابقة مع الآيات القرآنية، وكيفية مواجهة الحملات التضليلية التي تستهدف الأمة.
قائد الثورة أوضح أن المشروع القرآني للشهيد القائد يركز بشكل أساسي على تحصين الأمة من الداخل لحمايتها من مكائد ومؤامرات أعدائها وهي النقطة الجوهرية والأساسية في الصراع مع العدو الذي يسعى لاختراق الأمة من خلال تحريك أدوات من داخلها لتكون خاضعة وموالية له ومتقبلة لمؤامراته، ومنفِّذة لمخططاته، على اعتبار أن نجاح الكثير من مؤامرات الأعداء يعتمد على اختراق الأمة من الداخل، وبدون ذلك فإنهم سيفشلون لا محالة.
وبهذا الخصوص أتى المشروع القرآني ليحصِّن المجتمع الإسلامي من الداخل، وينهض به، وينير دربه في مواجهة الحملات التضليلية، والمؤامرات بكل أشكالها وأنواعها، برؤيةً مستوحاة من القرآن الكريم، تقدِّم الوعي والبصيرة كأول متطلبات لهذا الصراع، وأول وسيلة وسلاح تحتاج إليه الأمة لفضح مؤامرات الأعداء.
تبنى الشهيد القائد الكثير من المواقف في إطار توجهه القرآني، كان من أبرزها إطلاق شعار البراءة من أعداء الأمة، ومقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية والإسرائيلية، فتعرض لكثير من أشكال المعاناة والحرب متعددة الأشكال، ولايزال هذا التوجه يحارب حتى اليوم مع أنه يستند إلى القرآن الكريم، وعلى حقائق واضحة وماثلة في الواقع، تكشف عن العدو الحقيقي لهذه الأمة، في تنكر واضح للثوابت التي كانت معترفاً بها ومقراً بها في مراحل معينة.
وبهذا الصدد يشير قائد الثورة إلى المؤامرات التي تعرض لها الشعب اليمني في المراحل الماضية والتي سحقت حتى النظام نفسه في مراحل معينة، واخترقت المكونات الحزبية وكانت الساحة مهيأة للعدو بدون أي عوائق، لولا المشروع القرآني الذي كان له أهمية كبيرة في إفشال مساعي الأعداء، وفي أن يكون للشعب اليمني دور بارز يعبر عن أصالته، وهويته وانتمائه، ومقامه الحقيقي، وموقفه الصحيح تجاه الأحداث والمستجدات والمتغيرات، في وقت حمل الآخرون عنوان الخيانة باسم التطبيع مع العدو الإسرائيلي، واتجهوا لتنفيذ مؤامرات أمريكا بشكلٍ علنيٍ وصريح.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن هذه التوجه الذي ينسجم مع أصالة الشعب اليمني الإيمانية ويتكامل فيه مع أحرار الأمة هو التوجه الصحيح بكل الاعتبارات وله نتائج عظيمة في الدنيا والآخرة.
قائد الثورة أكد أيضا أن الأمة كانت وما تزال مستهدفة من قبل أعدائها وفي كل الأحوال في إطار معتقد ديني وتوجهات عدائية وأطماع في السيطرة على الأمة وشعوبها وأرضها وثرواتها ومقدراتها لتبقى مستضعفة ومنهارة، وهنا تتجلى أهمية وعظمة المشروع القرآني، في الحث على التحرك في إطار المسؤولية والواجب الإنساني تجاه الأمة والأجيال للتحرر من هيمنة عدو يسعى لإحكام سيطرته لدرجة ألَّا يكون هناك صوتٌ في داخل الأمة يعارض هيمنته، أو تحركٌ جادٌ يعيق شيئاً من مخططاته ومؤامراته.
كما تتجلى أهمية التحرك وفق المشروع القرآني في كونه السبيل الأمثل والناجح للحفاظ على كرامة واستقلال الأمة وهويتها وانتمائها الإيماني، وحقوقها المشروعة في الحرية، والكرامة لتدير شؤونها على أساسٍ من انتمائها وهويتها الإسلامية والإيمانية،
يكتسب المشروع القرآني، وفقا لقائد الثورة ميزة مهمة كونه يستند إلى الحق، الذي يجمع عليه المسلمون وهو القرآن الكريم، الذي يمثل أو يتضمن الرسالة الإلهية الحقة، ودَّون الله فيه كل الالتزامات العملية بحكم الانتماء إلى الإسلام، وشخَّص الواقع، لينير الحياة لأبناء الأمة ويساعدهم على مواجهة الحملات التضليلية، بما فيها تلك التي يسعى الأعداء لصبغها بصبغة دينية.
ولأن الأمة أحوج ما تكون إلى العودة إلى القرآن، شدد قائد الثورة على أهمية المضي على النهج والموقف السليم الذي تحرك الشهيد القائد على ضوئه، نظرا لأهميته على مستوى الوعي، والبصيرة، والفهم الصحيح، وإيجابيته على مستوى العزة والكرامة والحرية الحقيقية، وأيضاً في مواجهة هذه التحديات والأخطار، بينما لو كان الخيار هو الاستسلام، لكانت الخسارة الكبرى في الدنيا، والخسارة الأبدية في الآخرة.
واستدرك قائد الثورة بالقول :”لو لم يكن هذا الخيار ناجح، لكان هذا المشروع القرآني وهذه المسيرة القرآنية انطفأت وانتهت وتلاشت، ولما بقي لها أثر، بعد أن استهدف الأعداء بمتابعة وإشرافٍ أمريكي، مؤسس هذه المسيرة والمنطلقين معه، من أجل انهاء ما يعتبرونه مشكلةً وعائقاً أمام مخططاتهم في اليمن ويخشون من امتداداته على نطاقٍ أوسع”.. لافتا إلى ما تعرض له هذا المشروع من حروب بكل الأساليب، ومنها الحروب العسكرية التي لم تتوقف، ابتداء من الحرب الأولى، وحتى السادسة، والتي تعاون فيها النظامان اليمني والسعودي، إلا أن المشروع القراني استطاع بإمكانياته البسيطة والمتواضعة أن يعبر المراحل الصعبة ويستمر ويتعاظم.
استهدى الشهيد القائد بالقرآن الكريم فأبصر به وسمع ونطق به وتحرك مستنيرا بهداه وبنظرته الاستباقية واستطاع ان يرقب الأحداث ويكشف مكائد الأعداء ومؤامراتهم تجاه الأمة الإسلامية والتي كان يعتبرها البعض أحداثا عابرة قبل أن تثبت الأيام صوابية رؤية الشهيد القائد وقراءته لتلك الأحداث التي كانت تستهدف شعوب المنطقة بشكل أساسي.
مسيرة إيمانية حافلة لقائد رباني ملهم استطاع بإنسانيته وإيمانه الراسخ ومشروعه القرآني أن يغير مسار تاريخ اليمن المعاصر من بلد تابع إلى دولة حرة مستقلة القرار والإرادة في زمن الخنوع والارتهان لقوى الهيمنة والاستكبار العالمي.
(سبأ)