قائد الثورة: مشروع الشهيد القائد يحصن الأمة من الداخل وهو نقطة جوهرية في الصراع مع العدو
السياسية :
أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن المشروع القرآني الذي تحرك فيه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، يقدم الشواهد العملية من الواقع ويعمل على تحصين الأمة من الداخل.
وأشار السيد عبدالملك الحوثي في كلمته اليوم بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد، إلى أن المشروع القرآني للشهيد القائد، استند على الحق وشخّص الواقع وساعد على مواجهة الحملات التضليلية التي يحاول الأعداء أن يصبغوها بصبغة دينية.. لافتاً إلى أن هذا المشروع يعمل على تحصين الأمة من الداخل وهذه هي النقطة الجوهرية في الصراع مع العدو.
ولفت إلى أنه في هذه الذكرى الأليمة عن الشهيد القائد نستذكره كعنوان لمشروعه القرآني وقضيته المحقة الواضحة، خاصة في هذه المرحلة ونحن نعيش فيها التحديات والأخطار التي واجهها الشهيد القائد وتصدى لها برؤية قرآنية وعلى بينة واضحة وبإحساس عالٍ بالمسؤولية.
وقال “ما عاناه الشهيد القائد وما حورب لأجله نرى صورة تقريبية له فيما تعانيه أمتنا وشعوبنا والمقاومة وأحرار الأمة وهم يتبنون الموقف الصحيح الذي يفرضه عليهم انتمائهم للإسلام وهذه الأمة ويفرضه عليهم الحق في كل اعتباراته وتفرضه الفطرة الإنسانية في التصدي لأعداء الأمة”.
وأضاف “عندما نتأمل في هذه المرحلة بشكل عام ثم نتجه بأنظارنا إلى فلسطين القضية الواضحة التي شهدت في مراحل معينة من تاريخ الأمة شبه اجماع على أنها قضية حق وأنه يجب على الأمة أن تلتف حولها وأن الكيان الإسرائيلي هو عدو مغتصب مجرم استهداف الأمة بشكل عام والشعب الفلسطيني بشكل خاص”.
وأشار السيد عبد الملك الحوثي، إلى أنه تتجلى في هذه المرحلة مواقف متنكرة للحق الواضح البين في فلسطين وتتجه للتطبيع والتحالف مع العدو الإسرائيلي وإقامة العلاقات والتحالفات معه وتحاول أن تغير في الصورة التي تمثل الحقيقة الثابتة عنه كعدو لهذه الأمة ومجرم له سجل مليء بالجرائم البشعة التي يهتز لها الضمير الإنساني في كل العالم.
وأكد أن البعض يحاول تزييف صورة كيان العدو كمحتل غاصب إلى صديق يجب التحالف والتعايش والتعاون معه ويفترض في واقع الأمة أن تتجه بكلها إلى إقامة علاقات كاملة وشاملة وصولا إلى إقامة تحالفات معه.
وقال “من يتحالفون مع العدو الصهيوني أصبحت نظرتهم سلبية تجاه المقاومة الفلسطينية التي تمثل الحق الفلسطيني والموقف في الثبات على ذلك الحق من العدو القاتل المجرم المغتصب المنتهك لكل الحرمات والمستهدف للشعب الفلسطيني في كل شيء والعدو لهذه الأمة بشكل عام”.
وأكد قائد الثورة، أن الإعلام المعادي يحاول تشويه صورة الشعب الفلسطيني وأن مجاهديه يعملون لصالح إيران وليسوا أصحاب قضية، مع التنكر لكل الحقائق الثابتة أن العدو الإسرائيلي هو عدو اغتصب الأرض وانتهك الحرمات ويقتل الشعب الفلسطيني .. وقال “هناك تنكر لكل هذه الحقائق وكأن المغتصب والمتعنت والخاطئ والمجرم هو الفلسطيني ومن يجب أن يتوجه إليه اللوم والانتقاد وتتوجه إليه الحملات الإعلامية الشديدة العدائية”.
وأشار إلى أن الأنظمة العميلة تعمل على توهين كل مظاهر القوة التي يملكها الشعب الفلسطيني وانتصاراته وتشيد بالموقف الإسرائيلي .. مضيفا “نجد داخل الأمة أنظمة عميلة وكيانات تتبنى هذا التوجه السلبي المتنكر للبديهيات والثوابت التي كانت محل اعتراف وإقرار عربي وإسلامي”.
ونوه إلى أن الأنظمة العميلة تعادي حزب الله وتحاربه إعلامياً وسياسياً واقتصادياً وتضخ الأموال بهدف حصار هذا الحزب والمقاومة اللبنانية الباسلة التي حققت انتصارات عظيمة للأمة كلها ووقفت المواقف التي هي شرف لكل الأمة الإسلامية في صراعها مع العدو الاسرائيلي.
وبين قائد الثورة، أن الأنظمة العميلة تعادي أيضا سوريا والعراق وإيران وشعب البحرين المظلوم وكذلك الشعب اليمني الذي شنت عليه حربا شاملة وقاسية وعدائية من أبشع الحروب التي ارتكبت فيها أفظع الجرائم على مستوى العالم .. مشيراً إلى أن الأنظمة العميلة اليوم أصبح لها ارتباط وتحالف صريح مع أعداء الأمة.
وأكد أن التنكر للحقائق وحملات الاستهداف المكثف من القوى العميلة هو ما عاناه الشهيد القائد حين تحرك بمشروعه القرآني وتبنى الموقف الحق السليم الصحيح الإنساني الذي هو حق بكل الاعتبارات وحكيم بكل ما تعنيه الكلمة.. لافتا إلى أن الشهيد القائد تحرك في ظل هجمة أمريكية إسرائيلية غربية شرسة على الأمة.
وذكر أن الهجمة الأمريكية بعد 11 سبتمبر التي ترافق معها تصعيد إجرامي عدواني إسرائيلي في فلسطين دخلت الأمة في مرحلة جديدة من الهجمة الأمريكية على الأمة .. مبينا أن تماهي الأنظمة العميلة مع الهجمة الغربية كاد يحقق لأمريكا وإسرائيل السيطرة التامة على الأمة الإسلامية وعلى الشعب اليمني للوصول إلى مستوى الاستسلام التام وعيش حالة من العبودية والذل والهوان وخسران الدنيا والدين.
وأوضح السيد عبد الملك الحوثي، أن التحرك الأمريكي الذي انطلق تحت عنوان “مكافحة الإرهاب” هو تحرك عدائي حتى لو تحالف معها البعض .. مؤكدا أن الاستسلام في مواجهة المشروع الأمريكي كان سيمنح أمريكا السيطرة المباشرة لأمد طويل وتصبح عملية التحرر مكلفة وبطيئة.
ولفت إلى أن الأعداء لا يريدون أن يكون هناك أي تحرك جاد وصوت حر يعيق شيئا من مخططات أمريكا وإسرائيل ومن معهم، ويجب أن يحارب هذا الصوت ويمنع وأن يتم التعامل معه كعدو.. مؤكدا أن عداء أمريكا وإسرائيل للأمة الإسلامية هو معتقد ديني يؤمنون به وثقافة معتمدة لديهم ورؤية فكرية وإستراتيجية .
وأشار إلى أن أمريكا وإسرائيل تنظر باحتقار للنظامين السعودي والإماراتي وآل خليفة في البحرين وكل المطبعين، ولا ترى في الأنظمة العميلة إلا أدوات لا قيمة ولا احترام لها وهذا عبر عنه الكثير من المسؤولين.
وذكر قائد الثورة أن اللوبي اليهودي الصهيوني يعقد مؤتمرات مخرجاتها عدائية للأمة ومنها تقسيمها وإثارة النزاعات الطائفية والسياسية والمناطقية وضمان بقاء المسلمين في حالة تخلف وبؤس، وأن يبقى العالم الإسلامي في وضعية مربكة لا استقرار سياسي ولا اقتصادي ويعمل على الحيلولة دون نهضة هذه الأمة.
ولفت إلى حرص أنظمة وحكومات عميلة على تنفيذ خطط الأعداء والتسلط على شعوب الأمة ونهب ثرواتها والسيطرة على الجغرافيا وفرض قواعد عسكرية في المناطق الاستراتيجية في بلدان هذه الأمة والاستغلال أيضا للثروة البشرية حسب الحاجة.
وأوضح أن الأمريكيين يرون أن ضمان أمن كيان العدو هو دفع المسلمين نحو الانهيار التام والاستسلام وأن يصبحوا خداما له، وينظرون إلى المطبعين كأدوات رخيصة وفي حال الاستغناء عنهم يسحقونهم.
وقال “يريدون من أمتنا الإسلامية أن نوالي الأعداء، وأن نجعل من هذا الولاء معتقدا دينيا”.. لافتاً إلى أن العملاء في الأمة عملوا على جعل حالة الولاء لليهود والنصارى معتقدا دينيا.
وأضاف “جاؤوا بفكرة “الإبراهيمية” ليفرضوا زعامة دينية لليهود الصهاينة على الأمة الإسلامية والمجتمع الغربي النصراني كذلك”.. مبينا أن الوارث الحقيقي للنبي إبراهيم وموسى وعيسى وكل الكتب السماوية هو رسول الله محمد صلى عليه وآله وسلم.
وذكر أن الأعداء والعملاء ذهبوا لمصادرة الحق الفلسطيني باسم الدين وبتحريف معاني الآيات القرآنية لخدمة هذا الهدف.
وقال” يُسمّون الاستسلام والقبول بمصادرة الحقوق بالسلام، ويأتون لاستعباد أمتنا وإفسادها تحت عنوان الحرية وحقوق الإنسان”.. مبينا أن أخطر ما عمل عليه الأمريكيون والصهاينة هو توجيه بوصلة العداء في الأمة الإسلامية نحو أعدائهم.
ولفت إلى أن الأمريكيين والصهاينة عملوا على تصوير إيران كأنها عدو العرب والمسلمين وأن كيان العدو هو الصديق .. مؤكدا أن الأمريكيين والإسرائيليين يريدون أن يبقى وضع الأمة الإسلامية مأزوما ومضطربا بما يمنع نهضتها.
وبين قائد الثورة، أن اليهود يربون النشء على العداء والاحتقار والكراهية للمسلمين ويرسمون صورة نمطية سلبية عن الإسلام.
وقال” القرآن الكريم لفت نظرنا منذ البداية إلى أنهم أعداء {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا} اليهود في المقال الأول والذين أشركوا في المقام الثاني”.. مبينا أن إثارة الفتن وارتكاب الجرائم والحصار هو ضمن السياسات التي ينفذها عملاء أمريكا وإسرائيل داخل الأمة لإضعافها وإفسادها.
وأضاف” تحركنا ليس مصدر المشاكل، فنحن نتمسك بحقوقنا وانتمائنا الإسلامي وحريتنا واستقلالنا”.. مؤكدا أن أعداء الأمة يعملون لإضعافها واستغلالها وتدميرها كي تبقى مفككة ومعذبة في كل شؤون حياتها، والعدو يسعى لإحكام سيطرته على الأمة لدرجة ألا يرتفع صوت يعارض هيمنته أو تحرك ناجح يعيق مخططاته.
وأكد أن نجاح مؤامرات الأعداء يعتمد على اختراق الأمة من الداخل، وبدون هذا الاختراق هم فاشلون .. لافتا إلى أن “مشروع الشهيد القائد انطلق من انتمائنا الإيماني للحفاظ على شعبنا وهويته وانتمائه وصموده في مواجهة المؤامرات”.
وقال ” جاءت المواقف التي تعبر عن هذا التوجه، مثل الشعار والمقاطعة التي تحرك الشهيد القائد على أساسه فحورب وما يزال هذه التوجه يُحارب إلى اليوم كونه يستند إلى القرآن الكريم وعلى حقائق واضحة في الواقع”.
وتابع ” المؤامرات ضد شعبنا سحقت حتى النظام بنفسه، واخترقت المكونات الحزبية، فكان للمشروع القرآني الأهمية الكبيرة في إفشال مساعي الأعداء، وموقفنا في التصدي للأعداء موقف صحيح وسليم نتكامل فيه مع أحرار أمتنا وعلى رأسهم المقاومة الفلسطينية التي صنفوها بالإرهاب”.
وجدد قائد الثورة التأكيد على أن الخيار الأسلم والأصح هو أن يكون الإنسان حرا شجاعا مستقيما منسجما مع انتمائه الإيماني لا أداة رخيصة بيد أعدائه .. مبينا أن خيار الأنظمة العميلة في الولاء لأمريكا وإسرائيل خيار دنيء تنكروا فيه لانتمائهم الإنساني والإسلامي.
وأكد أن الموقف الصحيح إنسانيا وإسلاميا وإيمانيا هو مواجهة الأعداء ودفع شرّهم ومخططاتهم .. وقال” راهنا في خيارنا على الله، وهم رأوا في أمريكا وإسرائيل كل شيء”.
وأضاف” مهما واجهنا من صعوبات وتحديات فإننا نواجهها بشرف وكرامة وعزة نجسد فيها الكرامة الحقيقية” .. مؤكدا أن العملاء يعتمدون على المستشارين الأمريكيين والصهاينة والبريطانيين، ونحن نعتمد في خيارنا على هدى الله وقرآنه الكريم.
وقال” ندرك قيمة موقفنا في الاعتماد على الله سبحانه وتعالى في مواجهة أعداء الأمة، ونحن مستمرون على هذا النهج، ولو لم يكن خيارنا ناجحا لكانت المسيرة القرآنية تلاشت بعد الحرب الأولى والثانية والتي استهدف فيها الأعداء بإشراف أمريكي مؤسسها الشهيد القائد”.
وأضاف” رغم إمكانياتنا البسيطة والمتواضعة استمر المشروع القرآني وعبرنا كل المراحل الصعبة، ومسارنا تصاعدي لأنه يعتمد على الله تعالى وعلى الحقائق والثوابت الواضحة والعدوان الذي نواجهه اليوم يريد تدمير كل شيء وأن يصل بشعبنا إلى الاستسلام ليسيطر عليه”.
كما أكد قائد الثورة أن قوى العدوان تريد اليمن مُطبّعا وخاضعا لأمريكا وإسرائيل وخادما لأعداء الأمة الإسلامية، إلا أن الشعب اليمني صمد واعتمد على الله وبات العدو الإسرائيلي قلقا من مستوى القدرات التي وصل إليها الشعب اليمني.
وأضاف” اليوم بات العدو الإسرائيلي يقلق أشد القلق ويعبر عن قلقه الكبير بمستوى القدرات التي وصل إليها الشعب اليمني خاصة عندما وصل القصف الصاروخي الدقيق إلى ابو ظبي، ولم تتمكن التقنية الأمريكية من اعتراضه أو منع وصوله وكان قلق العدو الإسرائيلي بالغا”.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن هذه التوجه الذي ينسجم مع أصالة الشعب اليمني الإيمانية والذي يتكامل فيه مع أحرار الأمة هو التوجه الصحيح بكل الاعتبارات ويحفظ لنا ويصل بنا إلى النهايات والنتائج العظيمة في الدنيا والآخرة.
وأكد “أن اليمن سيعبر هذه التحديات والصعوبات مهما كانت على المستوى الاقتصادي وعلى مستوى المعاناة الشاملة، بقدر ما نكون صادقين مع الله ثابتين على مواقفنا قائمين بمسؤولياتنا وواجباتنا فلن يخلف الله وعده”.
واختتم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي كلمته مخاطبا الشعب اليمني قائلا” يا يمن الإيمان، الثبات الثبات، لتكون معاناتنا حافزا إضافيا وعزما جديدا لتحركنا القوي في القيام بمسؤولياتنا في التصدي لهذا العدوان الذي تشرف عليه أمريكا والذي اعتبرته اسرائيل جزءاً من أهدافها ومخططاتها”.
(سبأ)