السياسية: متابعات

أعلنت كل من روسيا وأوكرانيا ،اليوم السبت، حصيلة خسائر الطرف الآخر خلال الساعات والأيام الماضية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقد دوت من جديد الانفجارات بالعاصمة الأوكرانية كييف لتقطع فترة هدوء قصيرة بعد ليلة قاسية عاشها سكان العاصمة، في حين رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عرضا أميركيا بالمساعدة في الخروج من كييف.

وفي أحدث التطورات، أعلنت نائبة رئيس الحكومة الأوكرانية عن سقوط أكثر من 3 آلاف قتيل من الجيش الروسي، وناشدت الصليب الأحمر بالتدخل لنقلها، ومن جهته أعلن الصليب الأحمر عن قلقه من تطورات الأوضاع في أوكرانيا، وقال إنه يجب ضمان حماية المدنيين والالتزام بالقانون الدولي.

* خسائر الطرفين

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها استهدفت البنية التحتية العسكرية الأوكرانية بصواريخ دقيقة من الجو والبر والبحر، وقدمت جردا للخسائر العسكرية الأوكرانية خلال الساعات والأيام الماضية.

وذكرت الوزارة أنها أسقطت في معارك الليلة الماضية 7 طائرات و7 مروحيات و9 مسيرات أوكرانية، ودمرت 87 دبابة و28 راجمة صواريخ و118 آلية وسيارة، و24 منصة دفاع جوي “إي 300″ و”أوسا” (OSA) و48 رادارا.

كما ذكرت الوزارة أن الأسطول الروسي دمر 8 زوارق للبحرية الأوكرانية، وأن قواتها سيطرت على محطة كييف للطاقة الكهرومائية، بيد أن وكالة إنترفاكس نفت ذلك، وقالت اليوم السبت نقلا عن وزارة الطاقة الأوكرانية إن القوات الأوكرانية (وليس الروسية) هي التي تسيطر على محطة كييف للطاقة الكهرومائية شمالي العاصمة الأوكرانية.

وأكد أسطول البحر الأسود الروسي أن 80 عسكريا أوكرانيا استسلموا خلال السيطرة على جزيرة الأفعى وأنه تم نقلهم إلى القرم.

وأعلن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي أن العملية في أوكرانيا مستمرة حتى تتحقق الأهداف التي تحدث عنها الرئيس بوتين.

وفي مقابل البيانات الروسية عن الخسائر الأوكرانية، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن الجيش الأوكراني أسقط مروحية عسكرية روسية ومقاتلة من طراز “سوخوي 25” (Sukhoi 25)، وأنها أسقطت 14 مقاتلة روسية و8 طائرات عمودية منذ بداية الهجوم.

وذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن من وصفته بالعدو الروسي بدأ تحريك وحداته من الاحتياط على حدودنا، وأن هناك هجوما صاروخيا في كييف على شركة أرسنال للاتصالات الحكومية.

واتهمت وزارة الدفاع الأوكرانية القوات الروسية بارتكاب جريمة حرب أخرى ضد السكان المدنيين في أوكرانيا بقصف مبنى سكني مكون من نحو 17 طابقا.

وذكر رئيس الوزراء الأوكراني، أنه خلال اليومين الماضيين تعرضت مستشفيات ورياض أطفال ودور أيتام للقصف في مدن أوكرانية عدة.

وبدوره أكد مستشار وزير الداخلية الأوكراني أن المرافق المدنية في منطقة ميكولايف وضواحيها وليس في كييف فقط تتعرض للقصف الروسي، في حين قال الدفاع المدني الأوكراني إنه يحاول إطفاء حريق شب في مطار كييف بعد تعرضه للقصف.

وقال وزير الصحة الأوكراني إن 193 قتيلا من المدنيين بينهم 3 أطفال سقطوا في معارك خلال الأيام الثلاثة الماضية. كما أكد عمدة كييف إصابة 35 شخصا بينهم طفلان خلال التصدي لهجوم القوات الروسية على أحياء كييف أمس.

وفي تطور آخر، أعلنت بلدية كييف عن تعليق عمل ميترو الأنفاق وتحويل منشآته إلى ملاجئ.

* سيناريو حرب سوريا قد يتكرر

كشف مسؤولون أمريكيون، عن مساعي الجيش الأمريكي لإقامة خط اتصال مع نظيره الروسي لتجنب أي حسابات خاطئة محتملة داخل أوكرانيا وحولها.

وذكرت شبكة سي إن إن الأمريكية أنه في ظل في غياب قنوات الاتصال بين الجيشين واستمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، سعى الجيش الأمريكي إلى التواصل مع الروس بشأن إنشاء خط اتصال لتبادل الإخطارات بشأن العمليات الجوية المحتملة في أوكرانيا خاصة مع وجود الجيشين على مسافة قريبة، حيث تواجد قوات أمريكية في بولندا.

وأوضح المسؤولون أن الولايات المتحدة لا تزال تعمل على صياغة المقترحات.

ورغم عدم تحليق أي من طائرات حلف الناتو أو الطائرات الأمريكية فوق أوكرانيا ففي الوقت الراهن لكن المسؤولين يعتقدون بوجود حاجة محتملة لمثل هذه الآلية في الأيام والأسابيع المقبلة، والتي قد تتخذ أشكالاً مختلفة مثل تحديد منطقة حظر جوي أو منطقة “حظر طيران” للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى أوكرانيا، لكن كيفية تطبيق هذه الآلية لم تتضح بعد.

ووفقا للبيانات الرسمية، تحدث وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان الأمريكي مع نظرائهم الروس في الأسابيع الأخيرة، لكن هذه الاتصالات انقطعت بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا.

المرة الأخيرة التي تحدث فيها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع نظيره الروسي سيرغي شويغو في 18 فبراير/ شباط. كما تحدث الاثنان أيضا قبل أسبوع واحد.

وكذلك تحدث رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي آخر مرة مع نظيره الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف في 11 فبراير/ شباط.

ويوجد خط اتصال مماثل بين الجيشين الروسي والأمريكي في سوريا التي يعمل في حدودها قوات من البلدين.

واتاحت الآلية في سوريا تجنب وقوع مواجهات بين القوتين النوويتين الأقوى في العالم.

* ماكرون: الحرب طويلة

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يتوقع أن تطول الحرب في أوكرانيا.

ففي تصريحات للصحفيين ،اليوم السبت، خلال افتتاح المعرض الدولي للزراعة في باريس، قال ماكرون إن الحرب عادت إلى أوروبا وستطول.

وحذر من تداعيات الحرب التي بدأتها روسيا أول أمس الخميس على الاقتصاد الفرنسي وخاصة على قطاع الزراعة، حيث تبلغ قيمة الصادرات الزراعية الفرنسية إلى روسيا 780 مليون يورو سنويا.

وكان ماكرون أجرى بعيد بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ودعا إلى ترك باب الحوار معه مفتوحا.

ولاحقا، أعلن ماكرون أن بلاده فرضت -على غرار دول الاتحاد الأوروبي- عقوبات على روسيا.

* إنهاء الهجوم وتشديد العقوبات

في هذه الأثناء، دعا المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم السبت المجتمع الدولي بأسره إلى توحيد الجهود والمساعدة في إنهاء ما وصفه بالعدوان العسكري الروسي على أوكرانيا.

وقال بوريل إن التصويت الذي جرى الليلة الماضية في مجلس الأمن الدولي يظهر تجاهل روسيا لمسؤولياتها والتزاماتها كعضو دائم في المجلس.

وكان يشير بذلك إلى استخدام موسكو حق النقض ضد مشروع قرار أميركي يندد بالهجوم الروسي على أوكرانيا.

من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إن ما وصفه بالعنف الروسي يجب أن يتوقف، مضيفا أن القصف العشوائي للمدنيين انتهاك للقانون الدولي.

على الصعيد الأوروبي، قال وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي إن الروس لم يحققوا أهدافهم من الهجوم الجاري على أوكرانيا، وإن الرئيس بوتين ومن حوله سيشعرون بالقلق، مضيفا أنهم لم يتوقعوا أن تسير العمليات القتالية على هذا النحو.

وتأتي تصريحات المسؤولين الأوروبيين بينما قال الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وكندا أمس الجمعة إنهم قد يستبعدون روسيا من نظام سويفت للمدفوعات العالمية بين البنوك، في إطار تشديد محتمل على روسيا.

* دول أوروبية تغلق أجواءها

بعد يوم من قرار بريطانيا إغلاق مجاله الجوي أمام شركات الطيران الروسية، أعلنت كل من بولندا وجمهورية التشيك وبلغاريا قرارا مماثلا عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، في إطار الردود على الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الحكومة البولندية بيوتر مولر على تويتر أمس الجمعة إن “الحظر سيطبق اعتبارا من منتصف الليل (23:00 بتوقيت غرينتش)”.

وفي السياق أعلنت شركة “إل أو تي” (LOT) الوطنية البولندية تعليق رحلاتها إلى موسكو وسان بطرسبورغ اعتبارا من بعد ظهر أمس الجمعة.

من جهته قال وزير النقل التشيكي مارتن كوبكا على تويتر “اعتبارا من منتصف الليل، نوقِف حركة كل شركات الطيران الروسية في المجال الجوي التشيكي”.

كما دخل حظر مماثل حيز التنفيذ في بلغاريا أيضا عند منتصف الليل (22:00 بتوقيت غرينتش)، ردا على “تفاقم النزاع العسكري وتضامنا مع أوكرانيا”.

وبحسب بيان صادر عن وزارة النقل، فإن الطائرات الروسية “لم تعد تستطيع دخول المجال الجوي السيادي لبلغاريا، بما في ذلك فوق المياه الإقليمية”.

يأتي ذلك في أعقاب قرار مماثل اتخذته بريطانيا يوم الخميس الماضي ضد شركة “إيروفلوت” (Aeroflot) الوطنية الروسية. كما أعلن وزير النقل البريطاني غرانت شابس مساء أمس الجمعة فرض حظر على الطائرات الروسية الخاصة بمفعول فوري.

وردت روسيا من جانبها بحظر تحليق كل الطائرات المرتبطة بالمملكة المتحدة فوق أراضيها، بما في ذلك رحلات الترانزيت.

* المصدر: وكالات