السياسية : أمل باحكيم

جزيرة سقطرى: تتميز جزيرة سقطرى بموقعها الاستراتيجي في اليمن وما يميز هذه الجزيرة ليس الموقع الفريد الذي يربط طرق التجارة بين الشرق والغرب وقربها من مضيق باب المندب فحسب، بل تكوينها الايدلوجي حيث تحتوي الجزيرة على تضاريس مختلفة من جبال

وشواطئ ومناخ معتدل مما جعلها متنوعة في النباتات والطيور وغيرها من الحيوانات الفريدة والمستوطنة في الجزيرة.

 

تتميز سقطرى بغطاء نباتي كبير وتحتوي على نباتات ناذره جدا ولا يمكن ان توجد الا في الجزيرة ومنها ما تشتهر به الجزيرة كثيرا ومعلما لها الا وهي شجرة ” دم الاخوين”, يعود سببه التسمية إلى لون النسغ أو الصمغ الأحمر الذي ينضح من شقوق اللحاء أو من فروع الشجرة.

تعد شجرة دم الأخوين من أندر واغرب الأشجار الموجودة على الأرض ومن النباتات المستوطنة في جزيرة سقطرى، إذ اقترن اسم الشجرة باسم الجزيرة لشهرتها وأهميتها منذ أقدم العصور، ويعد الاسم الشائع للشجرة عند أهالي الجزيرة هو “عرحيب”، كما يطلق عليها أحياناً اسم “دم العنقاء”.

تعد شجرة سقطرى من الصادرات الرئيسية للجزيرة وجزءاً من تجارة التوابل في المنطقة، كما تدخل شجرة دم الأخوين في الكثير من الصناعات البدائية في الجزيرة ، وتعد من النباتات الطبية وتستخدم كعلاج.

مكوناتها:-

هي شجرة دائمة الخضرة وبطيئة النمو وتشبه في شكلها مظلةً ضخمة مقلوبة, تنمو في المناخ الجاف ولا تحتاج الى الماء, وتعد شجرة ذات كثافة غير متجانسة، وقد يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار، توجد أوراق الشجرة في نهايات الأغصان الصغيرة؛ وتتميز بكونها صلبة، ويصل طولها إلى 30 سنتيمترًا وعرضها إلى 3 سنتيمترات.

ويتكون جذع الشجرة من جذع له عدد من الفروع وينقسم كل فرع الى قسمين, ولها ازهار صغيرة وعطرية توجد باللونين الأبيض والأخضر, وتظهر ثمارها  على شكل حبات توت صغيرة ذات لون برتقالي تتميز ب “راتنج أحمر عميق”، يعرف باسم دم التنين يتغذى عليه الطيور خاصا “زرزور سقطرى”.

ولشكل الشجرة الغريب فوائد عدة حيث تعمل هذه المظلة على تقليل التبخر ويساعد على بقاء الشتلات التي تنمو تحت الشجرة البالغة.

كما تتميز شجرة سقطرى أيضا بتكيف للبقاء في الظروف القاحلة مع كميات منخفضة من التربة وقلة الماء.

 

أماكن التكاثر لشجرة دم الاخوين:-

 

توجد داخل أرخبيل سقطرى في هضبة ديكسام الوسطى، والمنطقة الشرقية من همادرو وسيراهون وكليسان، كما يمكن العثور عليها في جبل ظفار في عُمان، وأيضًا في عدد من الغابات شبه الاستوائية.

طريقة استخراج صمغ الشجرة ” المادة الصمغية”:-

توجد المادة الصمغية بشكل أساسي في قشر النبات وحراشيف الثمار ” لونها أحمر داكن وليس لها رائحة او طعم” ولها العديد من الفوائد والاستخدامات لدى الأفراد وتدخل في صناعة العديد من الأشياء حيث أنها تحتوي على مادة صبغية كبيرة تعرف باسم دراكو، كما تبلغ الكمية الموجودة من هذا الصمغ حوالي 55%.

ويتم استخراج هذه المادة عن طريق احداث شق في قشرة الشجرة عن طريق سكين او حجر او فاس او أي أله حادة (وبمجرد قطها تخرج مادة باللون الأحمر يكون فيها نسبة هائلة من الصمغ) , كما تباع على هيئة فصوص صغيرة الحجم ومتعددة الاشكال.

استخدامات وفوائد شجرة سقطرى:-

عرفت فوائد شجرة دم الاخوين منذ القدم في الطب القديم “الفرعوني” ناهيك عن الاستخدامات الأخرى في الطب الحديث ولدى السقطريون والتي استخدمت هذه الشجرة كصباغ وبخور ودهان ومضمضة في علاج الكثير من الامراض لاحتوائها على مواد فعالة وابرازها: –

تطهير وتعقيم الجروح: تستطيع المادة الصبغية الموجودة في شجرة دم الأخوين أن تقوم بتعقيم الجروح وكذلك تهدئة الحروق والمساهمة في علاج التقرحات الجلدية وذلك ل “تحتوي على مكونات تساعد على انقباض الأنسجة بشكل أسرع، وكذلك مواد تعمل على تطهير وتعقيم أي جرح”.

الاسنان واللثة: شد اللثة المترهلة ” لأنها تحتوي على مكونات قابضة” عن طريق المضمضة بمغلي دم الاخوين.

المعدة والامعاء: تقوي الأنسجة الخاصة بالمعدة وكذلك انقباض البطن وتعالج الإسهال الشديد والمزمن والدوسنتاريا وذلك ل” تحتوي على نسبة كبيرة من العفص”.

النزيف: حيث استخدمت في الطب القديم لدى الفراعنة في إيقاف النزيف الداخلي “في حالة إصابة أي جزء داخلي في الجسم بالنزيف ” ويرجع سبب ذلك انها تحتوي على نسبة كبيرة من المواد القابضة الطبيعية والتي لا تحتوي على آثار جانبية.

البواسير: حيث تم استخدامها في الطب القديم عن طريق عمل مادة منها كحقنة شرجية.

الجهاز الهضمي: استخدمت في علاج تقرح المعدة والنزيف الناتج عن أي جزء في الجهاز الهضمي، وكذلك تساعد في تخفيف الحموضة التي تكون من الآثار الجانبية لارتجاع المريء.

طارد للديدان: ويعتبر معالجا أساسيا وطاردا ممتازا للديدان بكل أنواعها التي تسكن الجسم والأمعاء مثل الدودة الشريطية

الجروح :  يستخدم في تسهيل التئام الجروح والدمامل، لاحتوائها على البروانثوسيانيدينز والتاسبين.

الروماتيزم: تستخدم جذورها في علاج الروماتيزم

علاج: تقليل تجلط الدم وارتفاع سكر الدم وخافض للحرارة.

نظارة البشرة: تساعد على زيادة صحة ونضارة البشرة من خلال مساعدة الجلد على إنتاج الكميات التي تحتاجها من الكولاجين, كما انها تقوي بصيلات الشعر, يدخل في صناعة المستحضرات التجميلية ومنها “أحمر الشفاة”.

قناع للوجهة: إنتاج بعض أنواع الأقنعة الطبية التي تستخدمها البشرة الدهنية المستخلصة من المادة الصبغية الموجودة في الشجرة.

صناعة معجون الاسنان: يتم استخدام دم الأخوين في صناعة معجون الأسنان لاحتوائه على مركبات مضادة للالتهابات ويساهم في معالجة بعض مشاكل اللثة لاحتوائها على مواد مطهرة وقابضة.

صناعة الورنيش ” الطلاء”: حيث استخدمت في القرن 18 من قبل صانعي الكمان الإيطاليين في صناعة الورنيش” كمادة ملونة للون الأحمر”

استخدم الراتنج : “ذو اللون الأحمر المستخرج من الجذوع ” لعددا من الأغراض على مدى عدة  قرون ” من قبل الرومانيين” بينما استخدم من قبل سكان جزيرة سقطرى في عدد من علاجات الطب الشعبي” كمرخٍ للعضلات لما تمتلكه من خصائص قابضة”

غداء : تستخدم المنشوارت كغذاء للماشية في مواسم الجفاف.

 صناعة: تستخدم في مستحضرات التجميل وفي طلاء الأظافر وأيضًا في طلاء الطين والفخار وكذلك يدخل  في صناعة بعض العقاقير الطبية.

خلايا النحل: حيث تتم صناعة خلايا النحل من خشبها

الحبال: ويتم صنعها من أوراق الشجرة

صبغة: يفيد في صبغ أنواع الرخام وبعض أنواع الصوف.

طلاء الأواني الفخارية.

للزينة: تلوين ورسم الجدران” حيث يقوم بهذا العمل سكان جزيرة سقطري”

صناعة: تدخل في صباغة الصوف وفي صناعة الحبر الاحمر

الفئات الممنوعة من استخدام شجرة دم الأخوين:-

بالرغم الفوائد المتعددة لشجرة دم الأخوين الا ان هناك فئات يجب عليها الا تستخدم هذه الشجرة لما ينتج عنها من أضرار لهم ومنهم:-

النساء الحوامل: حيث ان اعشاب الشحرة من الممكن ان تسبب اجهاض وذلك لما تحتويه من عناصر تساعد على زيادة تقلصات الرحم.

 

أثناء الرضاعة: فالأم تحتاج للعديد من الفيتامينات والمواد التي تفيدها وتفيد طفلها، لذا فتناول الأم المرضعة هذا النبات يضعف من صحة طفلها.

الأشخاص المصابين بأمراض الجهاز التنفسي: حيث إنه يمكن أن يؤثر عليهم ويعرضهم لنوبات تنفسية.

عقاقير الكالسيوم: ممنوع للأشخاص الذين يتناولون أي نوع من أنواع عقاقير الكالسيوم.

اللوكيميا: يحذر على أي شخص لدية سرطان في الدم تناول أي كمية من نبات شجرة دم الأخوين وذلك لأنها يمكن أن تؤدى لآثار سلبية لهم.

الأطفال تحت سن 12 سنة: يمنع عنهم لأنه يحتوي على الكثير من العناصر القلوية.

 

الجدير بالذكر ان هذه الشجرة يعود تاريخ وجودها إلى أكثر من 50 مليون سنة؛ وظهرت لأول مرة في البحر الأبيض المتوسط,قد يصل متوسط عمرها في الظروف المثالية إلى 650 عامًا.

وما يميز هذه الشجرة انها تتكيف مع البيئة القاسية من خلال الظل الذي تصنعه إذ إنها تحجب أشعة الشمس عن الشتلات التي تنمو تحتها كما أن الظل يقلل من معدل تبخر الماء، وتعمل أوراقها الشمعية على امتصاص الماء من الهواء.

كما تتميز بانها خالية من الأمراض والآفات على نحو ملحوظ، ولكن تواجهة مشكلة واحدة فقط وهي تعفن الجذور في حال كانت التربة غير جيدة التصريف.