السياسية:

يبدو أن الطائرات المسيرة خرجت عن السيطرة في منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2021، فلقد أصبحت أداة في يد الحركات المسلحة خاصة الحليفة لإيران، وتستخدم على نطاق واسع لدرجة أنها خرجت عن سيطرة طهران في بعض الأحيان.

فخلال عام 2021، واصلت الطائرات المسيرة ثورتها التي وصلت لذروتها في عام 2020، عندما غيرت الطائرات المسيرة التركية مسارات المعارك في ليبيا وإدلب بشمال سوريا وحرب ناغورنو قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان.

ولكن المستخدمين الرئيسيين للطائرات المسيرة في 2021، لم يكونوا من الدول بل من الحركات المسلحة، حيث استخدمتها حماس إلى جانب الصواريخ لمحاولة اختراق القبة الحديدية الإسرائيلية؛ وهو أمر أثار قلق الجيش الإسرائيلي أكثر من الصواريخ بالنظر لقدرة الطائرات بدون طيار على التهرب من الرادرات، كما استخدمها الحوثيون بكثافة، ورغم إسقاط الدفاعات الجوية السعودية للعديد منها فإن هذه الطائرات شكلت أكبر ضغط على الداخل السعودي من قبل الحوثيين مع الصواريخ.

الطائرات المسيرة سلاح إيران وحلفائها المفضل 

وكان للحركات المسلحة التابعة والحليفة لإيران نصيب كبير من استخدام الطائرات المسيرة.

نشر موقع Atlantic Council الأمريكي تقريراً حول التحولات الأمنية الكبيرة التي صنعتها الأسلحة الإيرانية في منطقة الخليج العربي والتي تنامت أخطارها على مدار السنوات الأخيرة، خصوصاً الطائرات المسيرة الإيرانية، التي نالت السعودية النصيب الأكبر من ضرباتها.

وأدَّت الطائرات المُسيَّرة الصغيرة والمُسلَّحة والمتطوِّرة الإيرانية الصنع إلى تقويض التوازن الأمني في منطقة الخليج على مدار السنوات القليلة الماضية، مِمَّا أدَّى إلى ظهور تهديدٍ جديد غير متكافئ، لدرجة تزايد الحديث عن تعاون بين إسرائيل وبعض دول الخليج لمواجهة هذا الخطر. 

المعركة التي غيرت النظرة إلى الطائرات المسيرة

كان هجوم أرامكو في 18 سبتمبر/أيلول 2019 الحدث الذي أظهر كيف يمكن أن تؤدي الطائرات المسيرة في يد دولة معزولة مثل إيران أو الجماعات المسلحة أن تخترق واحدة من أكثر الدفاعات الجوية في العالم تقدماً.

الهجمة الجريئة- التي قيل إنها تمت بواسطة طائراتٍ مسيَّرة إيرانية الصنع يبلغ مداها 550 ميلاً- أدَّت إلى أكبر اضطرابٍ في تاريخ إنتاج النفط العالمي بين عشيةٍ وضحاها. 

ورغم أن الحوثيين في اليمن زعموا أنهم نفَّذوا الهجوم- مِمَّا سَمَحَ لإيران بإنكار تورُّطهم فيه- كشفت الولايات المتحدة أن الحرس الثوري الإيراني أطلق هذه الطائرات من الأراضي الإيرانية. 

العنصر الفارق الذي أظهرته الطائرات المسيرة في هجوم أرامكو أكثر حتى من معارك الطائرات المسيرة التركية، أن السعودية تمتلك أنظمة دفاع جوي تعد من الأفضل في المنطقة.

وعادة ما يتم التركيز على أن نجاحات الطائرات المسيرة التركية قد جرت في حروب منخفضة الكثافة وضد جيوش متأخرة، وبصرف النظر عن أن هذا غير دقيق، لأن في إدلب وليبيا وناغورنو  قره باغ كانت بها أنظمة دفاع جوى روسية، ولكن في الحالة السعودية كان الأمر أكثر فجاجة.

إذ يمتلك الجيش السعودي رادارات طيران كان ينبغي لها رصد الهجوم الوشيك، إضافة إلى امتلاكه أنظمة صواريخ باتريوت المتطورة. كما عجزت الولايات المتحدة عبر وجودها العسكري بالمنطقة عن رصد أية علامات كانت ستمكنها من اكتشاف الهجوم المحتمل (ومصدره، الذي قد يكون إيران أو العراق).

وبعد مرور عامين على الهجوم على منشآت أرامكو، أصبح من الواضح أكثر من أيِّ وقتٍ مضى أن التهديد الذي تشكِّله الطائرات المسيَّرة الإيرانية على المملكة السعودية ليس ذا تأثيرٍ مؤقَّت على حرب اليمن، كما كان يُعتَقَد في البداية، بل تأثير موجود كعنصرٍ أساسي في على المستوى الإقليمي وقدرات الردع لدى الجمهورية الإسلامية. 

يُعَدُّ هذا تطوُّراً بعيد المدى، لأنه مَنَحَ طهران طريقةً جديدةً وفعَّالة لإيذاء كلٍّ من جيرانها والغرب، من خلال استهداف الممرات البحرية وسوق الطاقة العالمية، متى شاءت، مثل الهجوم الذي نُفِّذ على سفينة إسرائيلية وأدى إلى مقتل بحار بريطاني وآخر روماني في يوليو/تموز2021.

وفي حين أن تكلفة التصنيع والمواصفات الدقيقة للطائرات المسيَّرة في ترسانة إيران غير واضحة، تمتلك طهران طائراتٍ مسيَّرة مسلَّحة أكثر من دولٍ مثل المملكة المتحدة أو روسيا، بميزانيةٍ عسكرية أقل من 15 أو 20 مليار دولار سنوياً. 

على الأقل منذ عام 2017، بدأ الحوثيون في إطلاق طائرات مسيَّرة مُحمَّلة بالمتفجِّرات تُجمَّع بمكوناتٍ مشحونة من إيران، وشبه مطابقة للطائرات التي تستخدمها إيران وحزب الله اللبناني. وكثيراً ما استهدفت هذه الضربات المستمرة مناطق مدنية وبنى تحتية حيوية للسعودية.  

ومع استمرار الحرب، أصبح من الواضح أنه في حين أن المملكة السعودية قادرة عادةً على اعتراض صواريخ الحوثيين باستخدام بطاريات باتريوت الأمريكية وأنظمة الدفاع الجوي غربية الصنع التي تحمي مواقعها الحسَّاسة، يبدو أن الطائرات المُسيَّرة منخفضة الارتفاع يصعُب كبحها. 

فالدفاع الجوي السعودي عاجزٌ في مواجهة أسراب ضخمة من هذه الطائرات المُسيَّرة التي تحلِّق في وقتٍ واحد، ولا يوجد العديد من الأجهزة الجاهزة القادرة على التعامل معها. ووفقاً لذلك، يبدو أن طهران زادت من استثماراتها في هذه الطائرات المُسيَّرة في اليمن. 

على مرِّ السنين، أشارت لقطاتٌ لضربات الحوثيين وادِّعاءات الجماعة إلى حصولهم على طائراتٍ مُسيَّرة من طراز صماد-2 وصماد-3 إيرانية الصنع واستخدموها، وتتجاوز هذه الطائرات مئات الأميال في مداها. 

علاوة على ذلك، في يناير/كانون الثاني 2021، أشارت صور الأقمار الصناعية إلى نشر طائرات شاهد-136 الإيرانية الانتحارية (بمدى 1200 ميل) في اليمن، وبالتالي لديها القدرة على تغطية شبه الجزيرة العربية بأكملها وكذلك البحار المحيطة. ولا يوجد دليلٌ على استخدام هذه الطائرات المسيَّرة المتقدِّمة حتى الآن، ولكن نظراً لنفوذ إيران على الحوثيين، فإن موقفهم يسمح عملياً لطهران بشنِّ هجماتٍ بطائراتٍ مسيَّرة ضد أهدافٍ بعيدة في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب الاستراتيجي، مع استغلال الحوثيين كوكيلٍ من أجل إنكار المسؤولية. 

في العراق، الكل يمتلك طائرات مسيرة 

 أصبح العراق واحدة من أهم ساحات الطائرات بدون طيار في العالم، حيث تمتلك قوى متحاربة عدة هذه التقنية.

على مدار السنوات الماضية حصلت الميليشيات العراقية على طائراتٍ مُسيَّرة متنوِّعة من إيران. 

في فبراير/شباط 2019، تحطَّمَت ثلاث طائراتٍ مسيَّرة انطلقت من العراق داخل مجمع قصر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في الرياض. وبعد شهر، في مارس/آذار، كما أنه يحتمل أن هجوم أرامكو إنطلق من العراق، وليس إيران أو كليهما.

شهد العراق، خرقاً أمنياً كبيراً لأمنه القومي، في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وهو محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي عبر ثلاث طائرات مسيرة محملة بمتفجرات؛ تم إسقاط اثنتين منها، وسقطت الثالثة على مقر إقامة الكاظمي في المنطقة الخضراء.

كان السلاح المستخدم في محاولة اغتيال الكاظمي طائرةً مسيَّرة بدائية للهواة، من النوع الذي يُمكن شراؤه عبر الإنترنت ببضعة آلاف من الدولارات. وقد أُضيف إليها أربع شفرات مروحية على غرار المستخدمة في طائرات الهليكوبتر وبطارية كبيرة الحجم وقنبلة صغيرة قليلة الوزن، ولكنها قوية بما يكفي لتفجير سيارة أو ربما قتل رئيس دولة، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Washington Post  الأمريكية.

فحص المحققون شظايا الطائرة المسيرة، التي كانت إحدى طائرتين استهدفتا المقر الرسمي لرئيس الوزراء العراقي في 7 نوفمبر/تشرين الثاني، وسرعان ما نسبوا الهجوم إلى الميليشيات العراقية القوية المدعومة من إيران.

وخلص الخبراء إلى أن القنبلة نفسها ذات تصميم سبق أن كان له ارتباط بإيران.

أما النتيجة الثالثة التي جاءت مفاجِئة لبعض المحللين: فهي أن المسؤولين العراقيين خلصوا إلى أن طهران لم تأذن بالهجوم، بل عارضته بشدة في الواقع، وأن محاولة اغتيال مصطفى الكاظمي كانت من عمل الميليشيات الخاصة التي أصبحت الآن مسلحة بطائرات مسيَّرة ولديها الجرأة والقدرة على تنفيذ ضربات ذات عواقب كارثية، وأحياناً دون انتظار الموافقة من رعاتها الإيرانيين.

ولم تكن هذه المحاولة سوى آخر المشاكل التي تتسبب بها الطائرات المسيرة، إذ سقطت أواخر شهر يوليو/تموز 2020، طائرة من دون طيار، بالقرب من منزل الرئيس العراقي برهم صالح، بالمنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد.

مصدر أمني عراقي رفيع المستوى، قال لـ”عربي بوست”: “اعتدنا رؤية الطائرات المسيَّرة في العراق، وزاد عددها في الأيام الأخيرة، لكن الأمر أصبح تهديداً كبيراً للأمن العراقي، ويجب اتخاذ المزيد من الإجراءات الصارمة لمواجهة تلك الظاهرة المثيرة للقلق”.

في معركة العراق ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، والتي لعبت فيها الفصائل المسلحة العراقية (الحشد الشعبي)، دوراً كبيراً، أمدَّت خلاله الجمهورية الإيرانية، الجماعات المسلحة العراقية المقربة منها، بالطائرات المسيَّرة، التي عملت على تطويرها، حتى باتت قادرة على حمل صواريخ ومواد متفجرة.

وقال قائد شبه عسكري، ينتمي إلى كتائب حزب الله المسلحة المقربة من إيران لـ”عربي بوست”، إن مقاتلي الجماعات المسلحة لديهم القدرة على تطوير الطائرات المسيَّرة، فيقول: “ساعدتنا الجمهورية الإيرانية الإسلامية في الحصول على هذه التكنولوجيا، أثناء حربنا ضد داعش”.

قد تتسبب في حرب غير مقصودة بين إيران وأمريكا

في الأشهر القليلة الماضية، نشرت جماعة “عصبة الثائرين”، وهي فصيل شيعي جديد ومسلح، ولا يتبع هيئة الحشد الشعبي العراقي، مقطعاً مصوراً، تظهر فيه طائرة من دون طيار تابعة لها، تقوم بتصوير محيط السفارة الأمريكية الموجودة بالمنطقة الخضراء، في العاصمة العراقية بغداد.

وكان الجنود والدبلوماسيون الأمريكيون من بين الأهداف التي تعرضت لهجمات بطائرات الميليشيات المسيّرة في الأشهر الأخيرة، وهو ما أثار مخاوف أمريكية من احتمال وقوع هجوم مميت يمكن أن يؤدي إلى أزمة عسكرية مع إيران، بصرف النظر عما إذا كان في الأمر دليل واضح يربط الهجوم بطهران.

داعش والمهرِّبون وحتى القبائل تستخدمها

لا يقتصر استخدام الطائرات من دون طيار غير الحكومية، على الفصائل المسلحة فقط، فمنذ عام 2014، استخدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق الطائرات المسيَّرة، في ضرب مواقع القوات الأمنية العراقية، والاستطلاع لتسهيل دخول وخروج مقاتليه على الحدود العراقية السورية.

يقول النائب العراقي السابق حيدر الموسوي، لـ”عربي بوست”: “إلى الآن ما زال داعش يستخدم الطائرات المسيَّرة بالعراق، وبالأخص في محافظة الأنبار، حيث توجد معسكرات التدريب التابعة له، ولا تستطيع الأجهزة الأمنية العراقية استهداف تلك الطائرات أغلب الوقت”.

وأشار الموسوي إلى أن بعض أفراد القبائل وعصابات التهريب تستخدم الطائرات المسيَّرة، لتهريب المخدرات على الحدود، أو الاستطلاع عن أماكن وجود القوات الأمنية.

ولا يوجد لدى العراق قانون يحظر استخدام الطائرات من دون طيار، كما يقول المحللون الأمنيون العراقيون، لكن يتم استيراد تلك الطائرات الخاصة بالتصوير، ويتم تطويرها داخل العراق لتصبح قادرة على حمل الصواريخ والمواد المتفجرة.

المعارضة السورية.. استخدام محدود

كان تنظيم “داعش” هو أول فصيل مسلح في سوريا يستخدم الطائرات من دون طيار بشكل واسع، حيث اعتمد على طائرة صينية تنتجها أيضاً شركة “دي جي أي” وتسمى “فانتوم إف سي 40” واستخدمها في استطلاع محيط مطار الطبقة العسكري قبل اقتحامه واستخدمها أيضاً لاستطلاع مناطق في عين العرب كوباني السورية وفي الفلوجة العراقية. تتميز بكاميرا عالية الجودة وإمكانية تلقّي بثها لاسلكياً ويصل سقف تحليقها أيضاً إلى نحو 2 كم.

وفي عام 2018، حدثت فضيحة للجيش الروسي في سوريا حيث تعرضت قاعدة أحميم بشمال غرب  البلاد لهجوم يعتقد أن وراءه جبهة النصرة، استُخدمت فيه طائرات بدائية بدون طيارٍ عام 2018، اخترقت النظام الدفاعي الروسي رغم إسقاط بعضها.

وحالياً تملك فصائل المعارضة السورية طائرات مسيّرة يطلق عليها اسم “الطيران المكبسي” للاستخدامات البسيطة، إذ لا تستطيع التحليق على علوّ مرتفع، ما يمكّن من إسقاطها بنيران عربات “الشيلكا” أو مدافع “عيار 23 مليمتراً”.

ولم تأخذ الطائرات المسيّرة التي تملكها الفصائل دوراً بارزاً في عملية الرصد والاستطلاع على خطوط الجبهات، بعكس الطائرات التركية الداعمة لهذه الفصائل.

لكن استخدام بعض الفصائل للطائرات المسيّرة على خطوط الجبهات، يعطي معلومات جيدة عن القواعد ومواقع سلاح قوات النظام وانتشارها، ويرصد خط الجبهة بعمق كيلومتر واحد، أي كشف المنطقة أمام المقاتلين على الأرض، حسب الرائد يوسف حمود.

أما الطائرات المسيّرة “المذخرة”، فلم تستخدمها الفصائل العسكرية للمعارضة، حسب المعلومات المتوفرة.

طائرات شهاب تقلق الإسرائيليين أكثر من صواريخ حماس

بينما كانت صواريخ المقاومة الفلسطينية هي التي جعلت الإسرائيليين يفرون إلى الملاجئ خلال حرب غزة في مايو/أيار 2021، فإن ما يُقلق الجيش الإسرائيلي أكثر، هو طائرات حماس المسيَّرة وخاصة الطائرة المعروفة باسم طائرات شهاب التي استُخدمت بالفعل خلال هذه الحرب.

ويعتقد أن حماس لديها طائرات مسيرة انتحارية، كما يُعتقد أن لديها أيضاً طائرات مسيَّرة متسكعة التي تحوم في الجو لتبحث عن الأهداف، وتهاجمها بمجرد تحديدها.

 ولقد نشرت حماس فيديو لعملية إطلاق أشهر طائراتها المسيَّرة شهاب، وتفيد تقارير بأنها قد تحمل رأساً حربياً يصل وزنه إلى 30 كيلوغراماً، ويمكن أن تطير بسرعة 250 كيلومتراً في الساعة. ويُعتقد أنها مبرمجة بإحداثيات GPS وصور الأقمار الصناعية للعثور على هدفها، كما يمكن توجيهه بصرياً إلى الهدف باستخدام مشغّل أرضي وكاميرا، ويُعتقد أنه يتم إطلاقها من سكة حديدية ويمكن نقلها على متن شاحنة.

ويرجَّح أن الإيرانيين قد أعطوا حماس بعض الأمثلة الأولية، وكذلك كُتيبات تدريبية حول كيفية بناء هذه الطائرات، وبمجرد نقل هذه الخبرة، أصبحت حماس بارعة جداً في تصنيع طائراتها الخاصة في غزة، حسبما نقل موقع the National News.

عندما تحلق المسيرات في ظلال الصواريخ

في حين أن صاروخ “القسام” مجرد لعبة نارية عملاقة بدون توجيه يمكن أن يهبط في أي مكان، فمن المحتمل أن يكون لدى “شهاب” نظام تحديد المواقع العالمي. إذا كان أداؤها يتطابق مع أداء Ababil الإيرانية التي تشبهها، فقد تكون قادرة على الوصول إلى مسافة 10 أمتار من نقطة الهدف الموجهة إليه من مدى 30 كيلومتراً.

بصفة عامة تمثل الطائرات المسيَّرة مشكلة بالنسبة للصواريخ الدفاعية وأنظمة الرادارات، لأنها قد تكون مصنوعة من مواد لا تعكس أشعة الرادار، ومحركاتها كهربائية وليست حرارية، مما يصعب تتبُّعها من أجهزة الرصد الحراري التي تستطيع رصد الصواريخ.

يُظهر فيديو نشرته حماس، ما يوصف بـ”أول عملية ناجحة موثقة” لحركة حماس باستخدام طائرة شهاب الانتحارية “كاميكازي” الجديدة. ويُظهر المقطع هجوماً على مصنع كيماويات إسرائيلي في مستوطنة نيرعوز، ولكن لم يتسن التأكد منه من جهة مستقلة.

القدرة على ضرب أهداف دقيقة، خاصةً المنشآت المعرَّضة للخطر مثل تخزين النفط والغاز والمصانع الكيماوية، تجعل طائرات حماس المسيَّرة تهديداً أكبر بكثير من وابل الصواريخ غير الموجهة، حسب تقرير لمجلة Forbes الأمريكية.

ويبدو أن كتائب القسام التابعة لـ”حماس” تستخدم تكتيكاً مدروساً، لإطلاق طائرات شهاب، حسب موقع zenith الألماني المعنيّ بالشؤون العربية.

يعتمد هذا التكتيك على أنه بينما تركز جميع أنظمة الدفاع الإسرائيلية على الصواريخ، تحاول حماس توجيه الطائرات الانتحارية في رحلة منخفضة المستوى وبالتالي يصعب اكتشافها. ويبدو أنها حققت نجاحاً أوَّلياً، حسب الموقع الألماني.

دور صواريخ “القسام” أنها تشكل ضغطاً على القبة الحديدية، الأمر الذي يزيد فرص مرور الطائرات المسيَّرة التي هي أكثر خطورة بسبب دقَّتها، وأنها أطول مدى، إضافة إلى قدرتها على الطيران في مسارات غير متوقعة، ولأنها قد تنخفض إلى ما دون تغطية الرادار.

ميزة طائرات شهاب المسيَّرة أيضاً هي صغر حجمها مقارنة بتلك التي يستخدمها الحوثيون، مما يجعل من الصعب اكتشافها بواسطة أنظمة الدفاع، بسبب المقطع العرضي للرادار الصغير.

بلغ اهتمام إسرائيل بطائرات حماس المسيرة لدرجة أنها طورت منظومة تسمى (قبة الطائرة المسيرة)، على غرار القبة الحديدية المخصصة لإسقاط الصواريخ.

وحتى الآن يبدو أن نظام دفاع العدو الإسرائيلي قادر على صدِّ طائرات شهاب التابعة لـ”حماس” بشكل كافٍ، ومنعها من إحداث خسائر كبيرة، حسبما قال دوغلاس باري، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

ولكن باري يرى أن الأمر قد يكون مجرد مسألة وقت قبل أن تخترق طائرة فلسطينية انتحاريةٌ الدفاعات الإسرائيلية. 

* المادة الصحفية نقلت حرفيا من موقع عربي بوست ولايعبر عن وجهة نظر الموقع