تحرير الجوف: قوات صنعاء على الحدود السعودية
السياسية- متابعات:
كشفت عملية تحرير 1200 كلم مربع في منطقة اليتمة وجوارها عن امتلاك الجيش اليمني قدرات عسكرية يستطيع بها نقل المعركة إلى جبهات تشكّل حساسية للرياض، حيث أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع عن “عملية عسكرية واسعةٍ (عملية فجرُ الصحراء) وقدْ أدتِ العمليةُ إلى التالي: تحرير كاملَ منطقةِ اليتمة وما جاورَها وبمساحةٍ إجمالية تقدرُ بأكثر من 1200 كلم مربع وتكبيد قواتِ العدو خسائرَ فادحة واغتنام كمياتٍ كبيرةٍ من الأسلحة”.
أهمية محافظة الجوف الاستراتيجية
تكمن أهمية المحافظة التي تصل مساحتها إلى 39 ألفاً و400 كيلومتر، في وقوعها على الشريط الحدودي الذي يصل ما بين منطقتي حضرموت والجوف. فيما تعد السيطرة على اليتمة التي تتجاوز 1200 كلم مربع صفقة بحد ذاتها، ذلك لأنها كانت خارجة عن سيطرة الجيش اليمني طيلة 6 عقود مضت.
تعد محافظة الجوف من أكبر المحافظات الشمالية من حيث المساحة، وتكتسب أهمية بالغة نظراً لوقوعها في محاذاة محافظة مأرب وعمران وحضرموت وصنعاء وصعدة -التي تشكل هاجساً لدى الرياض نتيجة ارتباط اسمها بقياديي حركة أنصار الله الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي وأخيه السيد عبد الملك الحوثي- إضافة لوجود كميات هائلة من النفط والغاز المسال فيها.
بتحرير الجوف يكون الخط الدفاعي الأول عن نجران السعودية قد سقط، حيث أن المحافظة تمتد على طول الحدود السعودية بمسافة 266 كيلومتراً، الأمر الذي يجعل استهداف السعودي أسهل وأكثر مرونة مع وجود الأسلحة المناسبة لذلك والتي كشفت عنها قوات صنعاء طيلة السنوات الماضية. كما أنه بذلك أصبح الاطباق على مأرب أمراً واقعاً أكثر من أي وقت مضى.
من جهة أخرى، فإن الاختراق الذي حققه الجيش واللجان الشعبية ما بين هاتين المنطقتين- نجران والجوف- يفتح الطريق أمام تنفيذ عدد أكبر من العمليات العسكرية على الحدود ما يجعل كل المناطق الحدودية أكثر عرضة للهجمات رداً على استمرار قصف الأحياء السكنية اليمنية وارتكاب المجازر وهو في “إطار حق الرد المشروع” حسب تصريح العميد سريع.
كما ان السيطرة على اليتمة سيجعل من اتباع قوات صنعاء مسار التقدم نحو منفذ الوديعة الذي يشهد جرائم واعتداءات طيلة الفترة الماضية، وقطع الطريق الدولي الي يربط بين حضرموت ومأرب.
حاولت السعودية طيلة الفترة الماضية تأليب الرأي العام ضد حركة أنصار الله، حتى ان سعيها لإثبات انها تواجه محوراً بأكمله في اليمن وليس فقط اليمنيين، في محاولة لتبرير خسائره المتزايدة، جعلها تقع في أكثر المستنقعات وحولة لأنه بُثّ على كم هائل من القنوات التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي أيضاً. غير ان ذلك لن يكون شيئاً امام اعلان العميد سريع خبر اعلان تحرير مأرب قريباً.
وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في آذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته منصور هادي، أُطلق عليها اسم “عاصفة الحزم”، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين.
- المصدر: موقع الخنادق اللبناني
- المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع