السياسية : أمل باحكيم

قرية هي  لوحة فنية تدمج بين الحقيقة والخيال وترى نفسك في أحضان السحب وتحتك أرضا خضراء،فكلما فتحت نافذ احد منازلها سترى منظر يبعث البهجة خاصة عند الصباح الباكر مع بزوغ الشمس مع الضباب.

هل تعلم أين ستجد هذا المنظر الرباني مع مباني من صنع بنائين مهرة ؟ ستجد هذه المباني على طراز معماري  فريد  بناها الأجداد منذ القدم في اليمن في “قرية الحطيب”التي بنيت في قمة جبل حراز.

قرية الحطيب قرية يمنية بنيت منذ القدم في عهد الدولة الصليحية كقلاع لحمايتهم من العدو، تتميز هذه القرية ببنائها الساحر الذي يعانق السماء حيث بُنيت على سفح جبل مرتفع جداً يصل ارتفاعه إلى 3200 متر فوق سطح الأرض لدرجة تجعل السحاب كأنه يتساقط من تحتها.

وانفردت القرية بكونها الوحيدة في العالم التي بنية فوق السحاب في القرن الحادي عشر الميلادي ويسكنها فئة من الناس لا يتجاوز عددهم 400 فرد تقريبا وتم تصنيفها الى قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 2002 , تجمع ما بين الثقافة والطبيعة وهي موقع له قيمة عالمية استثنائية وهي من أهم المعالم الأثرية والسياحية في اليمن.

 أين تقع قرية الحطيب” حراز” ومما تتكون؟

تقع قرية الحطيب في اليمن شرق منطقة جبل حراز وهي عبارة عن منطقة جبلية واقعة بين صنعاء والحديدة، التابعة لمناخه غرب العاصمة اليمنية صنعاء ب(90 كيلومترا ) والتي بنيت وفقا لمراجع تاريخية إلى عام 439-459هـ تقريبا قبل 8 قرون.

وتم بناءها على قمة جبل “حراز” بارتفاع يصل إلى 3200 متر فوق سطح البحر مما جعلها تبنى فوق السحاب ، وبنيت من الحجر الرملي الأحمر المطل على التلال وتتكون من عده قرى محاطة بالأسوار العالية ” تشبه القلاع” مثل قرية بيت القميص وقرية بيت شمران وقرية مناخه في وسط جبال «حَراز» وقرى أخرى…الخ

وتعتبر قرية الحطيب المنطقة الجبلية الإستراتيجية منذ المملكة   الحميرية من عصور ما قبل الإسلام,وتقع في موقع مهم بين سهل تهامة الساحلي المحاذي للبحر الأحمر من الشام طولاً إلى إقليم الحجاز من مكة وجازان إلى صنعاء لذا كان جبل حَراز يعتبر” نقطة توقُّف مهمة للقوافل التجارية عبر التاريخ”, وكلمة البهرة هي في الأصل كلمة هندية  قديمة ومعناها التاجر,وتقول بعض الروايات التاريخية عن “الحطيب” إنها كانت مركزاً ل” آل الصليحي” ليحتموا فيها من أي غزو قد يهاجم اليمن .

ما أهم ما يميز  القرية؟

اُشتهرت القرية  منذ القدم بإنتاج أفضل وأجود أنواع البن اليمني، حيث يتم زرع أشجار البُن في وديانها وتسقى من أنهارها، وتحتوي هذه القرية على أكثر من خمسة مساجد والعديد من الفنادق والمطاعم السياحية، بالإضافة إلى مستشفى مزود بكافة الوسائل الطبية ويوجد بها بوابتي حراسة وحدائق ومنتزهات، وجميع من يزورها يرغب في رؤية حصونها التاريخية.