الموت يغيب سماح إدريس.. معاداة التطبيع والمطبعين حتى النفس الأخير
السياسية – وكالات :
توفي الخميس المثقف والناشر والمترجم اللبناني سماح إدريس، في بيروت، نجل مؤسس “دار الآداب” الراحل سهيل إدريس، والعضو المؤسس في “حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان” منذ 2002.
غيّب الموت سماح إدريس، الكاتب والمثقف البسيط والمتواضع، والمناضل في جبهات متعددة، الحائز شهادة دكتوراه في دراسات الشرق الأوسط من جامعة كولومبيا في نيويورك، وصاحب الكتب المتعددة في أدب الأطفال والناشئة والنقد الأدبي والترجمة، ورئيس تحرير مجلة “الآداب”. وكان الراحل في صدد إصدار معجمٍ عربي، هو أحد المؤلفين الرئيسيين له.
كرّس إدريس للأطفال جُلَّ إبداعه، وخصوصاً أن الاهتمام بأدبهم قليل جداً في اللغة العربية، ونجح في الوصول إليهم من خلال قناته عبر “يوتيوب”، بحيث كان يقرأ قصصه لهم. وذهب إليهم في المعارض والمدارس ومخيمات اللجوء، متحدثاً في كتبه بلغةٍ فصيحةٍ غير بعيدةٍ عن العامية، من أجل كسر الهوَّة، لدى الأطفال، بين اللغة التي يسمعونها في يومياتهم واللغة التي يقرأونها.
وتوفي سماح إدريس عن ستين عاماً، بعد معاناة مع مرض السرطان الذي أعلن عن إصابته به مؤخراً.
ترأس سماح إدريس هيئة تحرير مجلة الآدب البيروتية الورقيّة التي أسسها والده، الكاتب سهيل إدريس، منذ العام 1992 إلى 2012، ثم أصبح رئيساً لتحريرها بعد أن تحولت إلى مجلة إلكترونية منذ 2015.
ويحمل إدريس شهادة الدكتوراه في دراسات الشرق الأوسط من جامعة كولومبيا الأميركيّة، والماجستير في الأدب العربي من الجامعة الأميركيّة في بيروت. ولإدريس العديد من الدراسات والمقالات والكتب المترجمة، كما له كتابان في النقد الأدبي، وأربع روايات للناشئة، ومجموعة من قصص الأطفال.
واشتهر إدريس بتأييده للمقاومة ضد إسرائيل، ومهاجمته دعاة التطبيع والمطبعين، حيث لم يمنعه المرض من ذلك حتى أيامه الأخيرة، حيث كانت وصيته قبل وفاته: “إذا تخلّينا عن فلسطين تخلّينا عن أنفسنا”.