الحظر البريطاني لـ”حماس” والأسترالي لـ”حزب الله”.. استهداف لمحور المقاومة
السياسية : مرزاح العسل
في انحياز أعمى لكيان الاحتلال الصهيوني قد يساهم في تأجيج التوتر داخل المنطقة واستهدافاً لمحور المقاومة.. أقدمت كلا من السلطات البريطانية والأسترالية على تصنيف “حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله اللبناني” ضمن قائمة منظمات “الإرهاب” لديها.
وأعلنت وزارة الداخلية البريطانية بشكل رسمي، الليلة الماضية، إدراج حركة “حماس” ضمن قائمة منظمات “الإرهاب” المحظورة في المملكة المتحدة، وقالت: إنه بموجب القرار الذي نال موافقة البرلمان البريطاني، فإن حركة “حماس” أضحت “منظمة إرهابية”، سواء تعلق الأمر بشقها السياسي أو بجناحها العسكري.
وكانت أستراليا قد أعلنت الأربعاء الماضي تصنيف حزب الله بجناحيه العسكري والسياسي “منظمة إرهابية” في خطوة وسعت من خلالها نطاق العقوبات عليه.. وبموجب القرار بات محظورا في أستراليا حيث تعيش جالية لبنانية كبيرة، الانتماء إلى حزب الله أو تمويله.
ورداً على القرار البريطاني أكد طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنية، أن رئيس الحركة أعطى توجيهاته بالعمل على حشد أكبر عدد ممكن من المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية، خاصة على المستوى العربي والإسلامي والدولي لمواجهة القرار البريطاني الأخير بحق الحركة.
وقال النونو خلال لقاء على قناة الأقصى مساء الجمعة: إن “القرار البريطاني بحق حماس جاء بضغوط من اللوبي الصهيوني، ويأتي في محاولة ابتزاز الحركة والضغط عليها”.
وأشار إلى أن بريطانيا تجدد من خلال موقفها الخارج عن القوانين الدولية وحقوق الإنسان دعمها لمشروع الاحتلال الصهيوني.. مضيفاً إن “المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس تسجل حالة من التقدم والإنجاز على مستوى التأييد الدولي”.
ولفت في الوقت نفسه إلى أن الاحتلال يشهد حالة من التراجع في التأييد الدولي، وأنه مهما فعل لا يمكنه حجب جرائمه عن العالم أو الغرب.
وشدد على أنه “لا هذا القرار البريطاني ولا عشرات من أمثاله يمكن أن تغير مواقف حركة حماس، سواء تجاه القدس أو أي من ثوابت القضية الفلسطينية”، معتبرًا أن الأولى ببريطانيا معاقبة الاحتلال الصهيوني على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
وأكد النونو أن الشعب الفلسطيني مصمم على أخذ جميع حقوقه التي سلبها منه الاحتلال.. مبينًا أن حالة الغضب والعمليات الفدائية في الضفة الغربية ومراكمة القوة توازيها بالمقابل زيادة في حجم التأييد للقضية الفلسطينية، وأن الغرب يدرك أنه لا يمكن تجاوز المقاومة الفلسطينية وحركة حماس وقطاع غزة.
فيما علّق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على إدراج حزب الله مجدداً في لوائح “الإرهاب”، في خطابه الذي ألقاه، الليلة الماضية، قائلاً: إنّ ذلك “قد تكون له علاقة بتطورات المنطقة، أو بالانتخابات النيابية”.. مشدداً على أنّ “وضع المقاومة في لوائح الإرهاب لن يؤثّر في عزم المقاومين، أو وعي البيئة الحاضنة لها”.
من جهتها اعتبرت فصائل المقاومة الفلسطينية وخبراء سياسيون، أن قرار بريطانيا ضد حركة المقاومة الإسلامية حماس وقرار السلطات الأسترالية ضد حزب الله، يؤكد بأن محور المقاومة هو المستهدف الرئيسي لصالح الكيان الصهيوني.
وأكدت الفصائل الفلسطينية أن القرار البريطاني التي حظر حركة “حماس” وصنفها بأنها منظمة “إرهابية” جاء لمحاولة كسب ود اللوبي الصهيوني بعد تصاعد عزلة الاحتلال.. معتبرةً أنه “قرار باطل والمقاومة حق كفلته كافة الشرائع الدولية ومن حق الفلسطينيين الدفاع عن حقوقه”.
ودعت فصائل المقاومة، السلطة لتحمل مسئولياتها بمواجهة قرار بريطانيا وتحشيد الرأي العام، الأمة العربية والإسلامية على مقاطعة المنتجات البريطانية وصولًا للمقاطعة السياسية.
وطالبت برفع دعاوي قضائية ضد قرار بريطانيا والضغط عليها للتراجع عنه، كما دعت للتوافق على آليات للعمل ضمن مجموعة موحدة ومشتركة لإسقاطه، لما يمثله كضوء أخضر للاحتلال لمواصلة عدوانه على الفلسطينيين.
وقال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي “داود شهاب”: إن هناك حالة نفاق من قبل المجتمع الدولي تنافق العدو الصهيوني من خلال قرارات ملاحقة قوى المقاومة ومحور المقاومة.
وأضاف: إن هذه السياسات تستهدف إيران وحزب الله من خلال القرار الأسترالي باعتبار أن “حزب الله منظمة ارهابية” والقرار البريطاني باعتبار حماس أيضا “منظمة ارهابية”.. مبينا أن هذه القرارات كلها تأتي استجابة للضغوط الصهيونية.
ولفت إلى أن حالة الفرح والنشوة التي عكستها تصريحات قادة الاحتلال، خير دليل على ذلك.
وأكد أن هناك حالة نفاق وانحياز للعدو الصهيوني حيال قضايا العرب والمسلمين، قائلاً: “نحن نؤكد اعتزازنا بمواقف حزب الله المشرفة والقومية والاسلامية المنحازة للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، ويدرك العالم كله والأحرار أن هذه القرارات ضد حزب الله والجمهورية الاسلامية الايرانية إنما استهداف للمواقف القوية والداعمة للقضية الفلسطينية وتطلعات شعب فلسطين”.
وعبر شهاب عن ثقته بان هكذا قرارات لن تثني محور المقاومة والقوى المنضوية فيه عن مواصلة دورها، وإنما تزداد صلابة وقوة في مواجهة كل الضغوط والتحديات والتصدي للعدو الصهيوني.. مطالباً بمزيد من التلاحم بين قوى المقاومة سواء الفلسطينية أو اللبنانية أو القوى الرافضة للهيمنة الأمريكية والصهيونية في العالمين العربي والإسلامي.
من جهته أكد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم، أن تصنيف قوى المقاومة في المنطقة ضمن الإرهاب سواء حماس وحزب الله، جريمة بحق الشعب الفلسطيني واللبناني وانتهاكا لكل القوانين التي تكفل للشعوب مقاومة الاحتلال.
وقال: “هذا الانحياز الاعمى للاحتلال يساهم في تأجيج التوتر داخل المنطقة”.. مبينا أن الاحتلال الحقيقي هو الذي يحتل الأرض وينتهك المقدسات ويصادر الممتلكات ويغتال المقاومين.
كما أكد، أن هذه الدول تستخدم تصنيف قوى المقاومة للمزايدات الداخلية.. مطالبا فصائل المقاومة بان لا تسمح لهذه القرارات، أن تغير من إستراتيجية ومواقف المقاومة، “الذي يجب أن يستمر حتى إبطال مفاعيل تلك القرارات”.
بدوره اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني حسام الدجنى، أن كل الدول التي تذهب الى حظر حركات المقاومة في فلسطين او لبنان، تقدم هدايا مجانية للاحتلال الصهيوني وتشجعه على ارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات ضد القانون الدولي؛ وبذلك فهي تتحمل جزءا من المسؤولية اذا قام الاحتلال بأي جريمة سواء كان في فلسطين او لبنان.
وقال الدجني: إن خطاب الأمين العام لحزب الله “السيد حسن نصرالله” حول الأجندات الانتخابية، تعبير للواقع لأن الاتحاد الاوروبي يميل نحو التطرف ونحو اليمين الذي يخدم الكيان الصهيوني.. مطالبا بدبلوماسية فلسطينية وعربية وإسلامية للدفاع عن حق الشعب الفلسطيني واللبناني في مقاومة الاحتلال.
وكانت الفصائل الفلسطينية قد أعلنت الأسبوع الماضي عن إطلاق حملة وطنية ومؤتمر شعبي جامع لرفض القرار البريطاني بحق حركة حماس.. محذرة من تداعيات القرار البريطاني بوصف “حماس” “تنظيمًا إرهابيًا”.. وأكدت أن وصف حماس بمنظمة إرهابية هو استهدافًا للشعب الفلسطيني وامتدادا للسياسة الاستعمارية البريطانية.
إلى ذلك.. اعتبر أستاذ علم الاجتماع والدراسات الدولية اللبناني، سيف دعنا، أنّ “وضع حركات المقاومة على لوائح الإرهاب تصعيد مقصود”.. مشيراً إلى أنّ المنطقة الآن “أمام محور غربي متكامل يصعّد بسبب إنجازات محور المقاومة”.
وقال دعنا: إنّ “وضع الكيان الصهيوني برامج لمواجهة حزب الله والمقاومة يعني أنه يعاني من قدرات الحزب”.
وأوضح أنّ “ما يحدث في اليمن سيكون له تبعات إقليمية هامّة جداً”.. كما أنّه “لا يوجد خيار عسكري أميركي أو إسرائيلي للتعامل مع الملف النووي الإيراني”.. لافتاً إلى أنّ “المرحلة المقبلة ليست في صالح الولايات المتحدة وحلفائها”.. ومؤكّداً أنّ “التقديرات تشير إلى تعاظم قوة حركات المقاومة في المنطقة”.
بدوره، أوضح الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي، معن بشور، في حديثه للميادين، أنّ “مسار صفقة القرن لن يتوقف مع ذهاب ترامب”.. مؤكّداً أنّ “ما نشهده موجةً جديدةً من التطبيع مقرونةً بقرارات تهدف لمحاصرة المقاومة”.
وأضاف بشور أنّ “الهجوم على المنطقة يتم عبر محورين، الأول هو التطبيع والثاني استهداف قوى المقاومة”.. معتبراً أنّ “التطبيع في جوهره تحالف بين الحكومات المطبعة والكيان الصهيوني”.
وشدد على أنّ “الجديد في موضوع التطبيع هو الوقاحة التي يتم التعبير فيها عن المضي فيه”.. مؤكّداً أـنّ “الشعب المغربي أول من أطلق شعار “فلسطين أمانة.. التطبيع خيانة”.