تحت شعار “المقاومة بهاء فلسطين”.. إحياء ذكرى استشهاد قائد أركان المقاومة “أبو العطا”
السياسية : مرزاح العسل
تحت شعار “المقاومة بهاء فلسطين” وفي مهرجان مهيب.. أحيت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مساء اليوم الجمعة، الذكرى الثانية لاغتيال قائد أركان المقاومة “بهاء أبو العطا” الذي أذاق المحتل الصهيوني الويلات، وأرعب المستوطنين “الصهاينة” في غلاف غزة، بصواريخه التي قضت مضاجعهم، وأربكت حسابات قادة الاحتلال.
ويعتبر الشهيد “أبو العطا” أحد القادة الذين عملوا على نقل العمل في سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي نقلة نوعية، فقد عمل على تنظيم عمل الوحدات الصاروخية وغيرها من الوحدات الأخرى، كما عمل على تطوير العمل في “الوحدة الصاروخية” لسرايا القدس، بالاعتماد على نخبة من المهندسين والقادة الميدانيين في مجال التصنيع العسكري.
وسطع نجم هذا القائد الشهيد من خلال انجازاته الكبيرة التي قدمها لـ”سرايا القدس” والمقاومة بشكل عام في فلسطين، وخصوصاً بعد أن تولى قيادة “المنطقة الشمالية” لسريا القدس في قطاع غزة، وعلى إثر ذلك سعى العدو لاغتياله بشتى الطرق، وتم ذلك بتاريخ 12-11-2019، فيما ردت سرايا القدس بشكل مباشر على اغتياله بقصف مدينة “تل الربيع” المحتلة بصواريخ البراق وغيرها من الصواريخ.
ويذكر أن كيان الاحتلال اغتال الشهيد القائد “أبو العطا” وزوجته بعد استهداف منزله في حي الشجاعية شرق مدينة غزة بطائرة صغيرة مفخخة تعرف بـاسم “كواد كابتر”.
وردًا على ذلك.. أطلقت سرايا القدس معركة صيحة الفجر، ودكت فيها المدن والمستوطنات “الإسرائيلية” بمئات القذائف والصواريخ، ووصلت إلى مناطق مأهولة، وأوقعت إصابات وأضرار كبيرة، ووصفت بأنها المعركة التي كسرت هيبة “إسرائيل”.
وأنهت حركة الجهاد الإسلامي “إقليم غزة” اليوم الجمعة، استعداداتها لمهرجان تأبين إحياء الذكرى الثانية لاغتيال قائد أركان المقاومة الشهيد “بهاء أبو العطا” “أبو سليم” وشهداء صيحة الفجر.
وأكد مسؤول الحركة خميس الهيثم، أن الحركة أنهت كافة الاستعدادات الفنية واللوجستية لإحياء مهرجان تأبين القائد الشهيد “أبو العطا” والذي جاء بعنوان (مهرجان المقاومة بهاء فلسطين).
ودعا الهيثم أبناء الشعب الفلسطيني للمشاركة الواسعة في مهرجان تأبين الشهيد القائد “أبو سليم” وشهداء “صيحة الفجر”.. مؤكدًا أن المهرجان سيبدأ بعد صلاة العشاء مباشرة اليوم الجمعة.
وشدد الهيثم على أن الحشد المرتقب سيحمل رسالة قوية تُدلل على تمسك أبناء الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة والجهاد كخيار أول وأخير لتحرير كامل تراب فلسطين من دنس المحتل الإسرائيلي.. كما أنه يحمل رسائل عدة لأبناء فلسطين وللعدو الاسرائيلي وللمقاومة الباسلة.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم الجمعة، في بيان لها بهذه المناسبة: “إن رحيل القادة لا يزيدنا إلا قوة وإصرارًا على مواصلة طريق المقاومة حتى التحرير والنصر”.
وأضاف البيان: “إن مراهنة العدو على إضعاف حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري عقب اغتيال القائد أبو العطا، مراهنة فاشلة، فقد أثبت الميدان أن رحيل القادة لا يزيد البناء إلا قوة وصلابة وإصرارا على مواصلة الطريق”.
وأكدت أن مسيرة الإعداد والتجهيز، لم تزل مستمرة بوتيرة أعلى وأوسع، لا يوقفها اغتيال، ولا يرهبها تهديد ولا حصار، وإن إيماننا بالمقاومة خيارا لإزالة الاحتلال يزداد يوما بعد يوم.
وأوضحت الحركة أن جنود سرايا القدس، لم يزالوا قابضين على الزناد، سائرين على الدرب، محافظين على العهد، حتى تحرير الأرض والمقدسات والأسرى.
وأشارت أن سرعة الرد على اغتيال القائد بهاء أبو العطا، بقصف العمق الصهيوني بمئات الصواريخ، وإطلاق معركة صيحة الفجر، شاهد على مدى جهوزية مجاهدي سرايا القدس وكافة مجاهدي شعبنا لرد الصاع صاعين.
من جهته أكد عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد، خالد البطش أن قائد أركان المقاومة الشهيد بهاء أبو العطا، أبو سليم ثأر مرات عديدة لشهداء الحركة الوطنية والإسلامية، لم يتأخر عن أداء دوره الرسالي والقيادي.
جاء حديث البطش في كلمة له خلال المهرجان التأبيني الكبير الذي نظمته الحركة مساء اليوم، في مدينة غزة.. قائلاً: إن “العدو ارتكب خطأ استراتيجيًا كبيرًا عندما قرر اغتيال المجاهد الكبير بهاء أبو العطا أبو سليم، ومحاولة اغتيال القائد العام لسرايا القدس أكرم العجوري”.
وأضاف: “بعد اغتيال القائد أبو سليم خرج رفاق دربه بمعركة صيحة الفجر ليؤكدوا أن سيفهم مشرع لتبقى إسرائيل مستنزفة”.
وتابع: “في مثل هذا اليوم غطت صواريخ سرايا القدس كل المدن المحتلة، رغم محاولات العدو لإخماد هذه الصواريخ إلا أنها ستبقى حية تدافع عن أبناء شعبنا”.
وشدد بالقول: “لن نسمح لأحد أن يأخذ منا سلاح المقاومة أو أن يغير وجهته أو أهدافه وسيبقى موجه نحو نحر العدو”.
وحذر البطش الاحتلال من شن أي هجوم على غزة او افتعال أي أزمة.. مؤكدًا أن صواريخ المقاومة جاهزة لحماية مواطنينا ومقدساتنا.
وجدد عضو المكتب السياسي للجهاد رفض حركته لمشاريع التسوية والتصفية والتطبيع مع الاحتلال التي تهدف لدمج كيان الاحتلال في المنطقة.. مؤكداً أن وعد المقاومة بتحريرهم ما زال قائما.
من جانبه.. أكد القيادي في حركة الجهاد محمد شلح، أن اسم الشهيد القائد بهاء أبو العطا سيظل حتى يرحل الاحتلال عن أرضنا وكامل التراب الفلسطيني.
وقال شلح في كلمة باسم عوائل الشهداء خلال حفل التأبين: إننا “نحمل رسالةً واحدة، وهي لمن يهمه الأمر، لقد قدمنا هؤلاء الشهداء ونقدم المزيد من أجل فلسطين”.. مضيفاً: إن المعركة بالنسبة لنا هي معركة كرامة.
وشدد شلح على أن فلسطين ليست لواء الاسكندرونة ولا مثلث حلايب.. بل هي أرض الإسراء.. فلسطين هي بيت المقدس، ونحن حراس الأقصى.
وأوضح أن القائد بهاء أبو العطا رفض وتصدى لمؤامرة التطبيع، ورفع لواء المقاومة عالياً.. مشيراً إلى أن فلسطين ليست للبيع ولا للإيجار.. وقال: “مشكلتنا اليوم ليست في إقامة منطقة صناعية، ولا مدينة ملاهي أو تأتوا لنا بلقاحات كورونا فاسدة، مطلبنا نريد وطن ومواطن فليرحل المستوطنون”.
وخاطب رئيس حكومة الاحتلال.. قائلاً: “بهاء أبو العطا لم يمت يا بينت.. بهاء كالقيامة ذات يوم آتي”.
هذا وأطلق إعلاميون ونشطاء فلسطينيون، مساء اليوم الجمعة، حملة على وسائل التواصل الاجتماعي بعنواني (بهاء فلسطين) و(صيحة الفجر)؛ إحياءً للذكرى السنوية الثانية لاستشهاد بهاء أبو العطا قائد أركان المقاومة في فلسطين، ومعركة صيحة الفجر.
وتفاعل نشطاء وصحفيون فلسطينيون وعرب مع الحملة بالتغريد على وسمي (#بهاء_فلسطين) و(#صيحة_الفجر)؛ وفاءً لدم القائد أبو العطا” وشهداء معركة صيحة الفجر.. لافتين إلى أن أبو العطا غاب جسداً، لكن لم تغب الفكرة، واستشهد ورسالته وصلت للاحتلال في قلب “تل أبيب”.
وعبر المتفاعلون مع الحملة عن حبهم لأيقونة الثبات في مواجهة الاحتلال “الإسرائيلي” دفاعًا عن فلسطين والأمة.. مشيرين إلى أن “أبو العطا” استشهد لينير بدمه مشاعل التحرير فكان بهاءً لفلسطين كلها”.
وكشفت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عن راجمات جديدة تحمل اسم القائد الشهيد “بهاء أبو العطا”.
وظهرت راجمات خلال مهرجان حاشد أقامته الحركة في مدينة غزة مساء اليوم بحضور الآلاف من أنصارها في ذكرى اغتيال القائد الشهيد بهاء أبو العطا.
أكد عضو المجلس العسكري لسرايا القدس أبو محمود الجعبري، أن رفيق دربه الشهيد بهاء أبو العطا “أبو سليم” كان قائداً وجندياً وأباً وأخاً، لأبنائه واخوانه في المقاومة وسرايا القدس.
وقال الجعبري في حفل التأبين “لقد كنت الأسوة والقدوة وأنت تجعل من نتنياهو أضحوكة العصر”.
وطمأن رفيق دربه الشهيد أبو العطا بأن جحافل سرايا القدس ستبقى على العهد.. مضيفًا “سلامٌ لك من قلب أحبك وأخوةٍ لك هتفوا باسمك”.
وتابع الجعبري قائلا: “حفظ الله قائد السرايا أبا محمد العجوري الذي ارتقى نجله معاذ خلال محاولة اغتياله”.
إلى ذلك سلّم والد الشهيد بهاء “أبو العطا” للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة “سيف القدس” خلال مهرجان حاشد اقامته الحركة في مدينة غزة بحضور الآلاف من أنصارها في ذكرى اغتيال القائد بهاء أبو العطا.
وتسلم القائد في سرايا القدس وعضو المجلس العسكري تيسير الجعبري نيابة عن الأمين العام “سيف القدس”.
وأكد عريف الاحتفال أن “سيف القدس” هو رمز للمواجهة التي خاضتها الفصائل الفلسطينية في مايو الماضي وكبدت فيها الاحتلال خسائر فادحة وسجلت فيها المقاومة إنجازات كبيرة من خلال قصفها المدن الصهيونية بمئات الصواريخ.
ويعد الشهيد بهاء أبو العطا من القادة الذين كان لهم دورٌ بارز في الإشراف على تنفيذ العديد من العمليات الجهادية التي خاضتها المقاومة ضد العدو الإسرائيلي.. وأصبح مصنفاً لدى كيان الاحتلال كواحد من أبرز المطلوبين مؤخراً على مستوى الإقليم بأكمله، وليس على نطاق القطاع.
ولد الشهيد القائد “بهاء سليم أبو العطا” في حي الشجاعية الصمود والتحدي بمدينة غزة في 25/11/1977م، وينحدر من عائلة عريقة ومجاهدة، ودرس في مدارس الشجاعية، وأنهى مرحلة الثانوية وواصل مسيرته الجامعية ودرس علم الاجتماع.
والشهيد متزوج وله 5 أبناء، وكان ملتزما بواجبه تجاه دينه ووطنه، واتصف بالكرم والجود، وباراً بوالديه، مولعا في حب الجهاد والمقاومة.. والتحق في صفوف حركة الجهاد الإسلامي منذ بداية العام 1990، وتدرج في العمل التنظيمي حتى أصبح قائد المنطقة الشمالية بسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وقاد جولات التصعيد والحروب على قطاع غزة بنفسه، فكان نعم القائد في الميدان ونعم الموجه للجنود.
وتعرض “أبو العطا” لـ3 محاولات اغتيال كان آخرها عام 2014 خلال العدوان على غزة.. كما تعرض للاعتقال على يد أمن السلطة الفلسطينية عدة مرات على خلفية نشاطاته العسكرية في سرايا القدس.
الجدير ذكره أن عبارة (الساعة التاسعة بتوقيت البهاء) يحبها الفلسطينيون، لأنها تذكرهم بالمقاومة الحرة، والصاروخ المنتقم، وبكل ردٍ على أي قطرة دم فلسطينية تسيل على أرض فلسطين، وبكل لحظة ذل وهوان عاشها الاحتلال وقادة كيانه بسبب صواريخ سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، التي أطلقها الشهيد المقدام رجل المهمات الصعبة القائد بهاء أبو العطا”.. الذي مر عامان على ارتقائه.