رئيس الوزراء يشارك في مؤتمر البورد العربي حول الرؤية المستقبلية للتعليم والتدريب في اليمن
السياسية:اعتبر رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، قضية التدريب بمفهومها الواسع ومجالاتها المتعددة عاملاً أساسياً لتطوير القدرات وصقلها والتأهيل المستمر للكوادر في مختلف الميادين.
جاء ذلك خلال مشاركة رئيس الوزراء، اليوم، في افتتاح أعمال المؤتمر العربي الدولي الـ11 بشأن الرؤية المستقبلية للتعليم والتدريب في اليمن وورش العمل المصاحبة له، بتنظيم من البورد العربي للاستشارات والتدريب والتنمية البشرية بالتعاون مع جامعة الرازي.
وأشار إلى أن هذا المؤتمر من أهم المؤتمرات التي تُعقد في هذا الوضع الاستثنائي، وتُقدم أفضل ما لديها في مثل هذه المؤتمرات واللقاءات والفعاليات المختلفة، التي لم يتوقف خلالها نشاط الوزارات والمؤسسات.
وأوضح رئيس الوزراء أن الجميع يعمل وينجز، كل في مجاله، طيلة سبع سنوات رغم الظلم الكبير الحاصل على البلاد، بسبب العدوان والحصار والأوجاع والآلام والتضحيات في الجبهات، والتداعيات التي يتسبب بها حتى اليوم .. مشددا على أن مطالبة دول العدوان للشعب اليمني بالاستسلام من المفردات التي يرفضها أي حر ومناضل في اليمن.
وقال: “نُحيي، من هذه القاعة العلمية، قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي يقود معارك في الجبهات العسكرية والأمنية والسياسية والدبلوماسية، وأيضاً علمية عبر تمثيلنا له في القطاع المدني بجوانبه العلمية، لأنه يتفرّغ للقضايا الكبرى على رعايته لهذه الأنشطة والفعاليات، كما نشكر كل القيادات السياسية والإدارية للوطن”.
وعبّر الدكتور بن حبتور عن شكره لرئيس البورد العربي في اليمن وعدد من البلدان العربية، الدكتور أحمد البدري، ولهذه المؤسسة التعليمية المهمة على تنظيم الفعالية، التي تُعتبر الثالثة على مستوى الوطن، ولكل من حضر وشارك في هذا البورد من متدربين أو مدربين أو قيادات.
وأشار إلى أن الجوانب النظرية تبقى جوانب مشرقة، لكنها لن تتحول إلى واقع فعلي حقيقي إلا عبر عملية التدريب الذي يمثل حلقة مهمة بعد الجوانب النظرية التي يتلقاها الطالب، وحتى الأستاذ على مستوى الجامعات.
كما اعتبر الانتقال، تحت مسمى البورد العربي للتدريب، قضية مفصلية محورية مهمة لا غنى عنها على الإطلاق في سياق تحويل المواد النظرية إلى تطبيق واقعي.
وذكر أن هذه الفعاليات، وغيرها من البرامج، تنشّط القدرات الذهنية وتوسع مدارك الجميع .. لافتاً إلى أن النشاط التدريبي رسالة يقوم بها أي إنسان يمتلك ضميرا وعقلا حيا تجاه وطنه وشعبه ومواطنيه.
وعبّر عن اعتزاز الجميع بهذه الطاقة الهائلة من طاقات الشباب وذوي الخبرة العالية في مختلف الاختصاصات ومختلف المجالات.
وأضاف: “بالأمس شاركنا في نشاط يستوعب طاقات الشباب في المجالين التجاري والتسويق عبر الغرفة التجارية، لمن تمكنوا خلال ثلاث سنوات من تحقيق نتائج باهرة في السوق المحلية، صحيح أننا نُحاصر ونُقتل، لكننا مع ذلك نُحيي القطاعات التي لها مصلحة مباشرة في حياة مواطنينا”.
ووجّه رئيس الوزراء المؤسسات والجهات الحكومية بإسناد هذه المبادرات التي تساعد على تطوير واقع المجتمع .. وقال: “لا نسيّر حياتنا وفق حسابات الربح والخسارة، إذا ما أردنا أن نخطو خطوات نحو إلى الأمام”.
وبيّن أن النشاط التدريبي الواسع للبورد العربي للتدريب عربياً ووطنياً مفخرة كبير للبورد ذاته ولليمن، لأن الكوادر التدريبية حاضرة بفعالية في الفضاء العربي.
من جانبه، أكد وزير التعليم الفني والتدريب المهني، غازي أحمد علي محسن، أن انعقاد المؤتمر العربي الدولي حول الرؤية المستقبلية للتعليم والتدريب في اليمن ينطلق من الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، التي ركزت على بناء قدرات الإنسان وتنمية مهاراته.
ونوّه بجهود البورد العربي وجامعة الرازي في إعداد وتنظيم المؤتمر، لدراسة واقع التعليم والتدريب في اليمن، وإيجاد رؤية مستقبلية لتطوير العملية التدريبية وفقاً لمتطلبات واحتياجات سوق العمل في تحقيق التنمية المستدامة.
واستعرض الوزير غازي منظومة التعليم الفني والأضرار التي لحقتها، جراء استهدافها من قِبل العدوان، وتأثير ذلك على سير العملية التعليمية والتدريبية، والحلول والمعالجات المقترحة .. داعياً البورد العربي إلى ضرورة عقد المؤتمر القادم في العاصمة الاقتصادية (عدن).
وفي المؤتمر، بحضور وزراء التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب والأشغال غالب مطلق والثقافة عبدالله الكبسي والثروة السمكية محمد الزبيري والدولة الدكتور حميد المزجاجي ومستشار الرئاسة الدكتور عبد العزيز الترب، أشار نائب وزير الإعلام، فهمي اليوسفي، إلى أهمية المؤتمر في خدمة العملية التعليمية وتنمية العقول، لاسيما في ظل التحديات التي تواجهها الدولة جراء العدوان.
وأكد سعي مؤتمر البورد العربي لتشخيص الوضع الراهن للعملية التعليمية والتدريبية في اليمن، والخروج برؤية مستقبلية لتطوير أساليب التعليم والتدريب للإسهام في عملية البناء والتنمية وفقاً لأسس علمية صحيحة.
واعتبر اليوسفي إقامة المؤتمرات والندوات العلمية التي تجري على الساحة الوطنية جزءاً من محور الصمود والمقاومة والانتصار للقضية الوطنية التي تواجه اليوم العدوان بالتسلح بالعلم والمعرفة.
بدوره، أوضح رئيس البورد العربي، الدكتور أحمد البدري، أن المؤتمر، الذي يشارك فيه نخبة من الأكاديميين والمدربين اليمنيين، سيناقش عدداً من الأبحاث وأوراق العمل حول” دور التعليم العالي في تطوير المنظومة التعليمية والتدريبية والبنية التحتية لتكنولوجيا الاتصالات، والتدريب الحلقة المفقودة في المواءمة بين مخرجات التعليم العالي وسوق العمل والتطور التاريخي للتعليم الفني وتطوير مناهج التعليم الفني والمهني في ضوء التطور التكنولوجي”.
ولفت إلى أهمية دور مؤسسات التدريب الأهلية والخاصة في نشر التدريب والتعليم الإلكتروني وفقاً لمعايير قياسية، والتطرق إلى أهم محاور ومعوّقات ومفاهيم التعليم الإلكتروني وأدواته وأساليبه ومجالاته، وآخر مستجدات العصر الرقمي في هذا المجال.
وذكر أن ضعف البنية التحتية والتجهيزات وتدني مستوى الثقافة الالكترونية أثرت بشكل مباشر على استمرارية العملية التعليمية والتدريبية في البلاد .. مبيناً أن المؤتمر سيتطرق إلى أساسيات التدريب وعلاقته بجودة التعليم.
وفي المؤتمر، الذي حضره وكيل وزارة التعليم العالي لقطاع البحث العلمي الدكتور صادق الشراجي والوكيل المساعد الدكتور خليل الخطيب ومدير أكاديمية الشرطة اللواء الدكتور مسعد الظاهري، اعتبر رئيس جامعة الرازي، الدكتور خليل الوجيه، التدريب محطة جوهرية لبناء قدرات الفرد وإكسابه مهارات حياتية ومهنية متقدمة تمكنه من التفكير الجيد والاعتماد على الذات في رسم ملامح مستقبله، وجعله عنصراً فاعلاً ومؤثراً في المجتمع.
وأكد أن المؤتمر يأتي استجابة لتطلعات ورسالة الجامعة لتحقيق الشراكة مع مؤسسات التدريب الأهلية والخاصة، لخدمة المجتمع والارتقاء بخدمات التعليم والتدريب والتطوير في المجالات الأكاديمية والمهنية والمجتمعية .. مبيناً أن الجامعة قدّمت 20 منحة مجانية تنافسية في مختلف التخصصات، تنافس عليها أكثر من 300 طالب وطالبة.
بدوره، استعرض مدير البورد العربي، ماهر البدري، نبذة حول البورد العربي، والإنجازات والخطوات التي حققها على الصعيدين المحلي والإقليمي في المجالات التدريبية.
تخلل المؤتمر، بحضور مدير مركز تقنية المعلومات الدكتور فؤاد عبد الرزاق ورؤساء الجامعات وعدد من المعنيين، أنشودة لفرقة البورد العربي، تلاها تكريم الرعاة والجهات المنظمة.
إلى ذلك، اطلع رئيس الوزراء على محتويات المعرض الثاني للجامعات والمؤسسات العلمية والأكاديمية وخدمات التعليم والتدريب الذي أقيم على هامش المؤتمر بمشاركة الجهات المعنية وذات العلاقة، ومخرجات البور العربي في إعداد وتأهيل المدربين، والمنح المجانية في مجال البرمجة الإيجابية، “وكن صاحب مشروع الخطوة الأولى لريادة الأعمال”.
سبأ