العميد سريع يكشف تفاصيل المرحلة الثانية من عملية “ربيع النصر” في مأرب
السياسية:
كشف المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، في مؤتمر صحفي اليوم بصنعاء، مستجدات الموقف العسكري في محافظة مأرب، وتفاصيل المرحلة الثانية من عملية “ربيع النصر”.
وأشار إلى أن القوات المسلحة تواصل، وبدعم وإسناد من القبائل الأصيلة، عملياتها العسكرية لتحرير البلاد حتى تحقيق الحرية والاستقلال.
وأوضح أن العمليات العسكرية في محافظة مأرب تكللت بالنجاح، وبدعم وإسناد مستمر من قبائل المحافظة الأحرار، مؤكدا استمرار القوات المسلحة في تأدية واجباتها الدّينية والوطنية تجاه الشعب والوطن حتى تحقيق الحرية والاستقلال.
وقال: “خلال الأيام الماضية، نفذت قواتنا المسلحة المرحلة الثانية من عملية ربيع النصر، واستكملت قواتنا المسلحة عملية التقدم لتحرير المزيد من المناطق التابعة لمحافظة مأرب، من خلال مسارات عدة، استمرت قواتنا في التقدم باتجاه مديريتي الجوبة وجبل مراد”.
ولفت إلى أنه، وخلال تنفيذ العملية، “كبدت قواتنا المرتزقة عملاء العدوان الأجنبي خسائر كبيرة، لاسيما أولئك الذين أصروا على القتال، أما من تركوا القتال فقد سمحت لهم قواتنا بالمغادرة”.
وأضاف: “تدخّل الطيران الحربي التابع للعدوان، ورغم كثافة الغارات الجوية، لم يوقف تقدم مجاهدينا -يحفظهم الله ويرعاهم- حيث بلغ عدد غارات طيران العدوان 159 غارة، معظم هذه الغارات استهدف مديرية الجوبة إضافة إلى مديريتي رحبة وحريب”.
وبيّن أن الدفاعات الجوية للقوات المسلحة تمكّنت من تنفيذ 86 عملية تصدٍ .. موضحاً أن “استمرار العدوان -من خلال الغارات الجوية- لن يثنينا عن استكمال تحرير بلدنا، ودحر العدوان والاحتلال”.
وقال العميد سريع: “خلال المرحلة الثانية من عملية ربيع النصر، نفذت القوة الصاروخية 47 عملية استهداف للعدو، منها 31 عملية استهدفت مواقع العدو في المناطق المحتلة في الداخل اليمني، و16 عملية استهدفت عمق العدو السعودي”.
وأشار إلى أن سلاح الجو المسيّر نفذ 141 عملية استهداف للعدو، منها 128 عملية استهدفت العدو في المناطق المحتلة، و13 عملية استهدفت العدو في العمق السعودي.
وأضاف: “استهدفت عمليات القوة الصاروخية، وكذلك سلاح الجو المسيّر، تجمّعات ومعسكرات العدو في المناطق المحتلة، وكذلك منشآت وقواعد عسكرية تابعة للعدو السعودي، منها عمليات لم يتم الإعلان عنها”.
وتابع القول: “إنه وخلال المدة المحددة، ووفق الخطة العملياتية، كانت قواتنا قد حققت تقدماً كبيراً في مديرية الجوبة وصولاً إلى مركزها، كما اتخذت قواتنا كافة التدابير اللازمة للحفاظ على أرواح المواطنين في مركز المديرية، وفي غيرها من القرى والمناطق”.
ونوّه بأن القوات المسلّحة، وتنفيذاً لتوجيهات القيادة، مستمرة في منح المسارات الأخرى، منها الاجتماعية، فرصة للعمل على تحقيق الأهداف في تحرير المناطق التي ينسحب منها عملاء العدوان الأجنبي من المرتزقة والخونة، مبينا أن المسار الاجتماعي كان له دور كبير في تحرير المزيد من المناطق في محافظة مأرب.
وأردف قائلاً: “اليوم القوات المسلحة تسجّل بكل فخر الدور البارز لمشايخ مأرب وأحرارها الأبطال على دورهم الكبير في تحرير مناطقهم وتأمينها، وتسجل كذلك بكل اعتزاز دور السلطة المحلية ودور كل المواطنين الأحرار من أبناء المحافظة”.
وذكر العميد سريع: “كان للأحرار من أبناء مديرية جبل مراد موقف مشرف بانحيازهم إلى بلدهم وشعبهم ضد الغزاة والمحتلين من عملاء واشنطن وتل أبيب”.
واستعرض العميد سريع نتائج المرحلة الثانية من عملية “ربيع النصر”، قائلاً: “تحرير مديريتي الجوبة وجبل مراد في محافظة مأرب بمساحة إجمالية تقدر ب ١١٠٠ كم٢ كما هو واضح في الخريطة”.
وأضاف: “بتحرير هذه المناطق تكون القوات المسلحة، وبعون الله تعالى، قد حررت جميع مديريات محافظة مأرب، عدا الوادي ومدينة مأرب، وهي مستمرة في أداء واجبها الجهادي تجاه الشعب والبلد، ولن تتردد في المضي قدماً نحو تحرير ما تبقى من المحافظة”.
وأشار إلى أنه، وفور تحرير وتطهير الجوبة وجبل مراد، كانت السلطة المحلية والأجهزة الأمنية قد باشرت مهامها في تطبيع الحياة، وتحقيق الأمن والاستقرار للمواطنين، وكذلك بقية الجهات المختصة، وتنفيذاً للتوجيهات الصادرة سارعت إلى تأدية مهامها في المناطق المحررة.
وأوضح: “أدت عملية ربيع النصر، بمرحلتها الثانية، إلى وقوع المئات من مرتزقة العدوان ما بين قتيل ومصاب، وأكثر من 200 قتيل، وأكثر من 550 مصابا، كما اغتنمت قواتنا أيضاً كميات من الأسلحة المتوسطة والخفيفة”.
وقال متحدث القوات المسلحة أن “القوات المسلحة، وهي تعلن هذه الانتصارات لشعبنا الكريم، تؤكد حرصها المستمر على دماء اليمنيين، بمن فيهم المرتزقة الخونة العملاء، كما تجدد تحذيرها لمن تبقّى منهم في مديرية مأرب إلى سرعة الاستجابة لما ورد في بياناتها السابقة بالتوقف الفوري عن القتال”.
وأضاف : “استمرار المرتزقة والخونة والعملاء في مواقفهم سيدفع القوات المسلّحة إلى اتخاذ إجراءاتها المناسبة في إطار الدفاع عن الشعب والبلد، كما تجدد تأكيدها للمواطنين في مدينة مارب بأنها مستمرة في تأدية واجباتها تجاههم وتجاه كل أبناء اليمن، بلدنا جميعاً، الذي نحرره اليوم، ووطننا جميعاً الذي نحقق له اليوم الاستقلال، لنحيا جميعاً على أرضه أحراراً أعزاء”.
وأشار إلى أن “المرتزقة والعملاء والخونة ألفوا الذل والخضوع والعيش تحت أقدام الغزاة، وبالتالي لن يكون مصيرهم افضل من مصير كل المرتزقة في كل البلدان، وفي كل مراحل التاريخ”.
وأضاف: “من يصنع مستقبل اليمن هم من يصنعون اليوم ملاحم الحرية والكرامة، من يسطرون بتضحياتهم هذه الانتصارات.. والمجد للشهداء.. والتحية كل التحية لكل أسره قدمت شهيداً في سبيل لله، دفاعاً عن الشعب والبلد، ولكل قبيلة قدمت شهداء في هذه المعركة المصيرية، وفي هذا الجهاد المقدّس”.
ولفت إلى أن “كل انتصار جديد تحققه القوات المسلحة -بفضل الله تعالى- هو انتصار لدماء الشهداء الزكية، شهداء يمن الإيمان”.
ووجّه العميد سريع التحية لكل مجاهد في كل جبهة على طول مسرح العمليات القتالية في كل جبل من جبال اليمن الشامخ، وفي كل وادٍ من أودية اليمن العزيز، وفي كل صحراء .. في برنا وفي بحرنا.
كما وجّه متحدث القوات المسلحة رسالة للنظام السعودي أدوات الأمريكي في المنطقة بالقول: “إن حربكم (لا نقول العبثية) بل الاجرامية العدوانية، سترتد عليكم ذُلاً وعاراً وهزيمة، فهذا الشعب الذي ينتصر اليوم لكرامته وسيادته لن يفرط في دماء شهدائه، ولن يفرط في تضحيات أبنائه”.. مستعرضاً مشاهد العملية، وما وثقه المجاهدون الأبطال من الإعلام الحربي.
وأضاف: “شنّوا عدوانهم لإخضاعنا، لم يخضع اليمن، ولن يخضع، وحاصَرونا لإركاعنا فلم يركع اليمن ولن يركع، رغم الحصار الجوي والبري والبحري، رغم الدمار والقصف والاستهداف، رغم العدوان الشامل العسكري والسياسي والاقتصادي والإعلامي”.
وأردف قائلاً: “راهنوا على سقوطنا وها هو اليمن ينهض ويقف على قدميه شامخاً عزيزاً أبياً مؤمناً بالله ومتوكلاً عليه، وراهنوا على استسلامنا، ونحن لم ولن نستسلم”.
وإلى من يتعرّضون اليوم لعدوان بني سعود، وتدخلاتهم السافرة، وجّه العميد سريع رسائل مهمّة لهم بالقول: “اليمن، الذي ظل تحت الوصاية لعقود، ها هو اليوم وبكل قوة يرفض الوصاية ويرفض التبعية، كما أن اليمن الذي ظل يتحكم به السفراء، وظل قراره في السفارات، ها هو اليوم يتجه بكل شموخ نحو استكمال معركته لتحقيق كامل الحرية وكامل الاستقلال”.
وأكد أن “المعركة المصيرية التي نخوضها هي جهادنا المقدس، وهو واجبنا الديني والأخلاقي والإنساني والوطني والمبدئي، تجاه أنفسنا وشعبنا وأمتنا وتاريخنا بماضيه وحاضره ومستقبله”.
وقال : “معركة الاستقلال والحرية معركة الشعوب الحرة حتى تنال استقلالها، معركة حتمية لانتزاع الحرية، معركة مصيرية لفرض السيادة، معركة لا تؤجل ولا تُبدل، ولا ترتبط بمصلحة إلا مصلحة البلد ومصلحة الشعب، ولا تخضع لحسابات الساسة وأجندات السياسة، ولا تتوقف عند موازين القوة، ولا تعترف بتوازنات القوى، بل تخضع لمبدأ واحد – الكرامة – السيادة – الحرية والاستقلال”.
وختم العميد سريع الإيجاز الصحفي بالقول: “إن القوات المسلحة، ومعها كل أحرار الشعب، ماضية -بعون الله- نحو تحرير كافة أراضي الجمهورية حتى تحقيق الحرية والاستقلال، وهو عهدنا للشعب، وعهدنا لليمن، وهو عهدنا للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي نؤكد اليوم ما جاء في خطابه الأخير [سنحرر كل بلدنا، ونستعيد كل المناطق التي احتلها تحالف العدوان، وسنضمن لبلدنا أن يكون حراً مستقلاً لا يخضع لأي احتلال، ولا يخضع لأي وصاية، وسنواصل مشوارنا في التصدّي للعدوان على بلدنا، وفي نصرة أمتنا في قضاياها الكبرى، وسيكون شعبنا حراً كريماً عزيزاً”.
سبأ