السياسية – رصد:

لم يخطئ وزير الاعلام اللبناني بتصريحه حول عبثية الحرب اليمنية، بل أعاد على المسامع ما كانت الإدارات الأميركية المتعاقبة قد قالته غير مرة، لكن ما لا يستطع ولي العهد السعودي ان ينتقده في البيت الأبيض خوفاً وتبعية، حوّل أنظاره إلى حيث اشترى من “الذمم” ما يكفي ليقدموا له فروض الطاعة، والذين خبروا التزلف للبلاط الملكي طيلة سنوات. خسرت السعودية في اليمن وعادت لتنتهز الفرصة وتقتحم السيادة اللبنانية بعد انكفاء ساهم بشكل أساسي في تأخير تشكيل الحكومة وتعقيد الأوضاع الداخلية في البلاد.

 

السعودية مصابة بعقدة استوكهولم؟

لم يتغير سلوك الولايات المتحدة تجاه السعودية منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود وصولا إلى سلمان وولي عهده محمد، الا ان ما كان يقال في الغرف المغلقة والأحاديث الداخلية ثم ينشر بالوثائق السرية المسربة من ابتزاز واستغلال وشتائم، قاله الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب علانية بعدما وصل التهور عند محمد بن سلمان إلى ارتكاب حماقات تغلّب فيها على أسلافه، من شن الحرب على اليمن بهذا الشكل إلى قتل جمال خاشقجي التي تسببت بأزمة دبلوماسية متعددة الأطراف ثم الطموح السريالي بإقامة عدد من المشاريع العالمية التي تحتاج أموالا طائلة ستغرق الرياض في مستنقعات قانونية ومالية ضخمة. وهنا عرض لأبرز الاهانات التي وجهت للرياض مباشرة دون التباس وصل بعضها إلى التنمر والابتزاز وعلى الملأ أمام مئات وسائل الاعلام العالمية:

– الرئيس الأميركي جو بايدن في حملته الانتخابية في 21 تشرين الثاني 2019 في حوار مع شبكة NBC News:

“السعودية بجب أن تدفع ثمن جرائمها في اليمن… يجب أن تكون السعودية دولة منبوذة على الصعيد الدولي. ويجب ملاحقة السعوديين بتهم قتل الأطفال والأبرياء”.

-الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 29أيلول 2018 في خطاب له في ولاية فرجينيا:

“تحدّثت هاتفياً وبشكل مطوّل مع الملك سلمان، وقلت له: إنك تمتلك تريليونات من الدولارات، والله وحده يعلم ماذا سيحدث للمملكة في حال تعرّضت لهجوم. أيها الملك، ربما لن تكون قادراً على الاحتفاظ بطائراتك إذا تعرّضت السعودية للهجوم، لكن معنا أنت في أمان تامّ. لكننا لا نحصل في المقابل على ما يجب أن نحصل عليه”.

-الرئيس الأميركي دونالد ترامب 5 تشرين أول 2018 في خطاب في ساوثهافن بمسيسيبي

“…وقلت له: أيها الملك، إنك لن تبقى في السلطة أسبوعين دون حماية أميركا العسكرية… أنا أحب الملك سلمان، لكنني قلت له: نحن نحميك، لذلك يجب عليك أن تدفع لنا”

-السيناتور ليندسي غراهام 10كانون أول 2018 في حديث في برنامج “صنداي مورنينغ فيوتشرز” على شبكة “فوكس نيوز”:

“دعني أكون صريحا جدا، لولا الولايات المتحدة لكانت السعودية ستتحدث الفارسية في غضون أسبوع واحد فقط.. نحن لسنا بحاجة للسعودية، ولا يجب أن ندعم نظامها القاتل”.

-نائب الرئيس الأميركي جو بايدن – 1 تشرين الأول 2014 – خطاب في جامعة هارفارد:

“مشكلتنا الكبرى هي السعودية وكذلك الإمارات العربية المتحدة والأتراك. هؤلاء يشنون حربا بالوكالة ضد الشيعة، ويقدمون مئات الملايين من الدولارات وعشرات آلاف الأطنان من الأسلحة لكل الإرهابيين الذين يقبلون أن يقاتلوا الأسد”.

-السيناتور جو بايدن 22 تشرين الأول 2001 في مقابلة مع “مجلس العلاقات

“السعودية هي التي تحتاجنا، وأما نحن فلا نحتاجها… ماذا فعل السعوديون في مواجهة التطرف المنبثق من بلادهم؟ -لا شيء!.. -لا، لا لقد فعلوا شيئا.. زادوا تمويلهم للمدارس المتطرفة في جنوب آسيا”

-الرئيس الأميركي دوايت إيزنهاور7 شباط 1958 في حديث مع المستشار السياسي في البيت الأبيض شيرمان آدامز:

“يجب أن أعترف بأن الذي يقف في صفنا في العالم العربي، ليس إلاّ قطعة ضخمة من اللحم اسمها ملك السعودية”.

تعليقاً على هذه التصريحات، أشار أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله إلى الانتقائية عند دعاة السيادة بالقول:” ما بحب الملك سلمان، بكرهو من أعماق قلبي، بس انا وعم اسمع ترامب حرقني قلبي عليه، هلأد الاذلال؟ هلأد الإهانة، هلأد المسح والانسحاق؟ وين العروبة والحرمين الشريفين؟ ولا كلمة؟ بعض الناس بلبنان لما بحكي انا، كلمة عن السعودية بيطلعوا بردوا علينا، فرجونا يا شجعان يا ابطال يا أهل الشهامة ردوا، هذا ترامب أهان ملككم، ما حدا تنفس..”!

تمت السيطرة على مأرب عملياً، وستنتهي الحرب بخسارة السعودية رسميا، وستذهب إلى المفاوضات دون مكاسب وأوراق رابحة، عندها سيؤنب بن سلمان مجددا على اخفاقاته وهذه المرة من واشنطن وتل أبيب، فهل سنرى حملة مماثلة على الإدارة الأميركية؟ أم ان الرياض وأدواتها مصابان فعلا بمتلازمة ستوكهولم؟

  • المصدر : موقع الخنادق اللبناني
  • المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع