السياسية -رصد :

شنت بعض وسائل الاعلام اللبنانية هجوما حادا على وزير الاعلام اللبناني الاعلامي جورج قرداحي بسبب موقفه من حرب اليمن خلال مقابلة معه في برنامج “برلمان الشعب” الذي يعرض على احدى منصات الجزيرة في السوشل ميديا.

وقالت مصادر لبنانية مقربة من السعودية في بيروت ان تصريحات القرداحي ستفضي الـى ازمة دبلوماسية جديدة مع المملكة، بعد الازمة التي احدثتها تصريحات وزير الخارجية اللبناني في الحكومة السابقة “شربل وهبي” والتي افضت الى استقالته من الحكومة حينها.

وجاء في كلام القرداحي ردا على سؤال في البرنامج عن رايه بحرب اليمن، قائلا “ان الشعب اليمني لم يعتد على احد، فهم يدافعون عن انفسهم في وجه عدوان خارجي ويتعرضون لقصف منازلهم وجنازاتهم وافراحهم، هناك عدوان على اليمن وهناك اضرار جسيمة وهذه الحرب عبثية ويجب ان تتوقف”.

موقف القرداحي لم يمر في بيروت باعتباره حرية رأي، فشنت على الفور حملة إعلامية وسياسية عليه من فرقاء لبنانيين، يرفعون شعار حرية الرأي ويزعمون انهم حماتها والمدافعين عنها.

واعتبر كلام القرداحي ضربا للعلاقة مع السعودية والامارات، وسببا لازمة دبلوماسية، وطالبت منصات وشخصيات لبنانية باستقالة القرداحي من الحكومة.

ردّ وزير الاعلام ​جورج قرداحي على ما أثير حول تصريحاته لبرنامج “برلمان شعب”، قائلا: “لم أقصد ولا بأي شكلٍ من الأشكال الإساءة للسعودية أو الامارات اللتين أكنّ لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء”.

وأوضح أن “ما قلته بأن حرب اليمن اصبحت حرباً عبثية يجب ان تتوقف قلته عن قناعة ليس دفاعاً عن اليمن ولكن أيضاً محبةً بالسعودية والامارات وضناً بمصالحهما”. وأضاف “ان الجهات التي تقف وراء هذه الحملة اصبحت معروفة، وهي التي تتهمني منذ تشكيل الحكومة بأني آت لقمع الاعلام”.

ولفت إلى أن “المقابلة المتداولة أجريت في الخامس من شهر آب الماضي أي قبل شهر من تعييني وزيراً في حكومة الرئيس ميقاتي”.

تبرير القرداحي الدبلوماسي والهادئ والذي يحمل تراجعا ضمنيا عن تصريحاته، واشارته الواضحة ان تاريخ المقابلة معه جاءت قبل تسلمه مهام منصبه، لم توقف الحملة، وقالت وسائل اعلام السعودية والامارات في لبنان ان تصريحات القرداحي مسيئة بمعزل عن توقيت تسجيل المقابلة لانها تدل على نيات مطلقها.

وتعليقا على الموقف في خضم الحملة على القرداحي، صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بيانا جاء فيه

إن دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، يعلن تمسك لبنان بروابط الاخوة مع الدول العربية الشقيقة والمحددة بشكل واضح في البيان الوزاري للحكومة التي ينطق باسمها ويعبر عن سياستها وثوابتها رئيس الحكومة والحكومة مجتمعة .

اما بخصوص كلام وزير الاعلام جورج قرداحي الذي يجري تداوله، والذي يندرج ضمن مقابلة أجريت معه قبل توليه منصبه الوزاري بعدة اسابيع، فهو كلام مرفوض ولا يعبر عن موقف الحكومة اطلاقا، خاصة في ما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب وتحديداً الاشقاء في المملكة العربية السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي.

ان رئيس الحكومة والحكومة حريصون على نسج أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية ويدينون اي تدخل في شؤونها الداخلية من أي جهة أو طرف أتى .فاقتضى التوضيح.

المفارقة في المشهد اللبناني ان هناك خطاب لدى شخصيات سياسية وحزبية ووسائل اعلام لبنانية يهاجم بشكل يومي سورية وايران، ويسيء بشكل مباشر لقادة البلدين، عدا عن التدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول، اطلاق مواقف،تصريحات علنية مسيئة واحيانا لا تخلو من الشتائم والاتهامات المباشرة، وقد أنشأت مؤخرا منصات في لبنان ومواقع لهذه الغاية.

مع ذلك تعتبر تلك الأطراف التي تدين اليوم موقف القرداحي وتطالب باقالته، بان كلامها عن تلك الدول يندرج في اطار حرية التعبير والراي والحر.

المادة الصحفية : تم نقلها حرفيا من موقع رأي اليوم