اختتام المؤتمر الدولي الـ35 للوحدة الإسلامية في طهران
السياسية – وكالات :
اُختتمت اليوم السبت أعمال المؤتمر الدولي 35 للوحدة الاسلامية والذي عقد في العاصمة طهران بعنوان (الوحدة الإسلامية والصلح والحذر من الفرقة والصراع في العالم الإسلامي) بمشاركة واسعة من العلماء والنخب من مختلف الدول الإسلامية بصورة حضورية وفي الفضاء الافتراضي مع مراعاة الأسس الصحيّة.
وبحسب وكالة تسنيم الدولية للأنباء نقلا عن وكالة التقريب جاء في البيان الختامي للمؤتمر: أنّ “واقع الساحة العالمية يتطلب من كل أصحاب القرار السياسي ومن كل الأطياف الفكرية والعلمية والإعلامية والفنية أن يعملوا على إخماد نيران الحروب العدوانية وأن يوفّروا الأجواء لإحلال السلام في ربوع المعمورة وهذا يتطلب تعاونًا دوليًا مخلصًا بعيدًا عن ممارسة الضغوط والتهديد”.
وشدد البيان على أن الأزمات الموجودة في العالم بعامة وفي الدول الإسلامية بخاصة والتي تتمثل في الحروب والصراعات وحالات الإرهاب إلى جانب سوء الإدارة وعدم أهلية المجتمعات الدولية لمعالجة هذه الأزمات لهي أمورٌ تظهر ضرورة مبادرة الدول الإسلامية إلى معالجتها أكثر من أي وقت مضى.
وأوضح أنّ جذور الإرهاب لا يمكن استئصالها إلا بتجفيف مصادر تغذيتها بالمال والسلاح والفكر المتطرّف المتخلّف وهذا يحتاج إلى توعية شاملة للأمة كي لا تفتح ثغرات ولا توفر أجواء تمكّن الأعداء من توسيع نطاق هذه الظاهرة المؤلمة التي تستهدف الإساءة إلى الإسلام والمسلمين وإلى كل ما يحمله المسلمون من شعارات مقدّسة.
وأكد على ضرورة إشاعة مفهوم الأخوّة الإسلامية بين المسلمين في البلدان الإسلامية وخارجها باعتباره فريضة يجب تربية الأجيال عليها، مع بيان ما تستوجبه هذه الفريضة من سلوك وتعامل، والتأكيد على أن هذه الفريضة الإنسانية الإسلامية الهامة لا يمكن تحقيقها إلاّ بإزالة الأغلال من القلوب إذ لا تتحقق الأخوّة مع وجود الأغلال، الطائفية منها والعنصرية والذاتية الأنانية.
وطالب المؤتمرون بتوسيع الحوارات العلمية بين العلماء والشخصيات الدينية والثقافية الفاعلة في العالم الإسلامي وبتبيان الأساليب التي يعتمد عليها الاستكبار العالمي لإزالة الأخوة الإسلامية ولإشاعة الإرهاب، كما طالبوا بتبيان طرق مواجهة هذه الأساليب وبتحقيق الاستفادة القصوى من نفوذ القادة الدينيين والاجتماعيين في الدول الإسلامية لتحقيق هذا الهدف.
وركز المشاركون على القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المحورية على الساحتين الدولية والإسلامية، وأكدوا أن السلام والأمن والاستقرار في المنطقة بل في العالم لا يمكن أن يستتب إلا بإزالة بؤر الأزمات المتمثلة بالصهيونية العالمية وغدّتها السرطانية اسرائيل.
وبشأن القضية الفلسطينية أكد المشاركون أن الحل الأمثل لهذه القضية هو المشروع الذي قدمته الجمهورية الإسلامية بشأن إجراء استفتاء عام للفلسطينيين بكافة أديانهم داخل الأرض المحتلة وفي الشتات بشأن مستقبل بلدهم.. وهو مشروع ديمقراطي عادل يتناسب مع الأعراف الدولية والمبادئ الإنسانية.
كما أكد المشاركون على أن التطبيع الذي تسارعت إليه بعض البلدان مع الأسف يشجع الاحتلال على التمادي في غيّه وبطشه وعدوانه، ودعوا تلك البلدان إلى إعادة النظر في مواقفها وطالبوا شعوب تلك البلدان أن تعلن مواقفها لهذا التراجع المذلّ.
وحيا المشاركون فصائل المقاومة الصامدة في وجه الاحتلال الصهيوني.. مطالبين بلدان العالم الإسلامي مساندتها ومساعدتها فإنها تمثل رمز ما نحن عليه من عزّة وكرامة، كما حيّوا جهود الأسرى الفلسطينيين الرابضين في سجون الاحتلال، وعوائل الشهداء الذين قدّموا فِلذاتِ أكبادهم في سبيل الله.