السياسية:

كشف المتحدث باسم طالبان،اليوم الإثنين 23 أغسطس/آب 2021، إن مسلحي الحركة يحاصرون ولاية بنجشير آخر منطقة خارج سيطرة الحركة في البلاد، ويحاولون حل الأمر عبر التفاوض، على حد قولهم.

ونشرت الحركة عبر صفحتها الرسمية على موقع تويتر مقطع فيديو يوثق انتقال المئات من مقاتلي الحركة في طريقهم إلى بنجشير، إذ أظهر الفيديو رتلاً من الشاحنات عليها علم طالبان الأبيض أثناء تحركها على طريق سريع.

وكتبت الحركة تعليقاً على الفيديو المنشور قالت فيه: “مئات من مجاهدي الإمارة الإسلامية يتوجهون نحو ولاية بنجشير للسيطرة عليها، بعد رفض مسئولي الولاية المحليين تسليمها بشكل سلمي”.

وفي مقابلة خاصة مع “عربي بوست” قال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، محمد نعيم: “بعض مديريات ولاية بنجشير تخضع بالفعل لسيطرة طالبان، وهناك جزء بسيط منها لم يخضع لنا حتى الآن، إلا أن هذه المشكلة سيتم حلها قريباً بالحوارخلال الأيام المقبلة، لكن إذا لم تنجح محاولات الحوار والتفاهم السلمي فآخر الدواء الكي كما هو معروف”.

تصريحات أحمد شاه مسعود 

يأتي هذا بعد أن قال نجل أحمد شاه مسعود، الذي كان أحد القادة الأساسيين لمقاومة الاحتلال السوفييتي لأفغانستان، في حقبة ثمانينات القرن الماضي، الأحد، إنه لن يسلم المناطق الواقعة تحت إمرته لحركة طالبان، متعهداً بمواصلة صموده في مواجهة الحركة التي أكد أنها لن تستمر طويلاً إذا استمرت على نهجها الحالي، وفق قوله.

سعود أضاف، في مداخلة هاتفية مع قناة العربية السعودية من معقله في وادي بنجشير الذي لم تسيطر عليه طالبان حتى الآن، أنه في حال قيام طالبان بإيقاف هجومها على بنجشير سيجدون طريقاً أفضل للمستقبل، لكنها إذا حاولت الدخول لمعقلهم سيقاتلون وسيحاولون توسيع المقاومة ضدها.

فيما تابع: “لدينا بعض القوات الحكومية والأهالي للدفاع عن أراضينا”، مشيراً إلى أنه مستعد للتضحية بحياته من أجل بلاده، وقيم والده الزعيم الراحل شاه مسعود.

تشكيل حكومة شاملة

في غضون ذلك، دعا مسعود (32 عاماً) إلى تشكيل حكومة شاملة تتولى حكم البلاد بمشاركة طالبان التي لفت إلى أنه لا يوجد مانع أو مشكلة لديه في مشاركة طالبان في الحكومة الجديدة، وقال: “نحن مستعدون للحوار مع طالبان وجاهزون أيضاً للقتال ولن نستسلم”.

لكنه حذّر من أنه “لا مفر من الحرب إذا رفضت طالبان الحوار”، مضيفاً: “على روسيا والقوى الدولية التحرك الآن حيال بلادنا إن كانت مهتمة بمكافحة الهجرة والتهديدات الإرهابية”.

في حين لفت إلى أن حكومة الرئيس السابق أشرف غني هي المسؤولة عن شرح أسباب السقوط السريع لقواتها.

“انتزاع 3 مناطق من طالبان”

في السياق، قال وزير الدفاع الجنرال بسم الله محمدي، الذي تعهد بمقاومة طالبان، على “تويتر”، السبت، إنه تم الاستيلاء على مناطق ديه صالح وبانو وبول حصار في إقليم بغلان المجاور شمالي بنجشير.

بينما لم يتضح حتى الآن هوية هذه القوات، لكن هذا التطور يزيد من المؤشرات على وجود معارضة لطالبان التي وصلت إلى السلطة في حملة خاطفة شهدت سيطرتها على جميع المدن الرئيسية في أفغانستان في غضون أسبوع.

لكن دبلوماسيين غربيين وآخرين عبّروا عن شكوكهم بشأن قدرة الجماعات المتجمعة هناك على شن مقاومة فعالة في ظل الافتقار إلى الدعم الخارجي والحاجة إلى إصلاح الأسلحة وصيانتها.

كان مسعود، نجل قائد المجاهدين الراحل، قد كتب قبل أيام، مقالاً بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، قال فيه إن أفراداً من الجيش الأفغاني، بمن فيهم بعض من وحدات الصفوة من القوات الخاصة، هبوا لنصرته، مناشداً الغرب تقديم يد المساعدة.

تابع مسعود في المقال: “لدينا مخازن ذخيرة وأسلحة جمعناها بصبر منذ عهد والدي، لأننا كنا نعلم أن هذا اليوم قد يأتي”، منوهاً بأن بعض القوات التي انضمت له جلبت أسلحتها معها.

جاء هذا المقال في أعقاب إعلان أمر الله صالح، وهو من بين أحد المساعدين المقربين لأحمد شاه مسعود، والذي أصبح لاحقاً نائباً للرئيس، أنه الرئيس الشرعي لأفغانستان بعد فرار أشرف غني من كابول مع سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية يوم الأحد 15 أغسطس/آب الجاري.

يذكر أن وادي بنجشير، شمالي كابول، ما زال يعج بهياكل المدرعات السوفييتية التي دُمرت في معارك فاشلة لغزوه، كما صمدت المنطقة أيضاً أمام طالبان عندما حكمت الحركة أفغانستان في الفترة بين 1996 و2001.

كان أحمد شاه مسعود لاقى حتفه قبل أيام من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة، على يد مسلحي تنظيم القاعدة، لكن اسمه ما زال له مكانته في أفغانستان وأنحاء العالم.

عربي بوست