بقلم: دومينيك غارود

(افتتاحية صحيفة “شارينت ليبر- Charente Libre” الفرنسية- ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

استدعاء السفير الإيراني في لندن، والتهديدات التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية بشأن ما أسمته “الرد المناسب “واستعداد إسرائيل “لتوصيل الرسالة على طريقتها”,  بعد أربعة أيام من الهجوم المميت الذي أسفر عن مصرع اثنين من طاقمها, أحدهما بريطاني الجنسية والأخر روماني, والذي استهدف ناقلة نفط أم/ تي ميرسر ستريت” الإسرائيلية في بحر العرب والمملوكة من الملياردير الإسرائيلي إيال عوفر, جميعها جعل من النظام الإيراني الجديد في مرمى إسرائيل وحلفائها.

إن الإعلان عن وجود “أدلة” على الهجوم الذي استخدم فيه طائرتين مفخختين بدون طيار والتهديد بالإنكار يخلف بعضهما البعض في ظل التصعيد الذي لا تزال فيه القضية المحورية قائمة فيما يتصل بالعودة أو عدم العودة إلى اتفاقيات باريس بشأن الطاقة النووية الإيرانية التي تم التوقيع عليها في العام 2015, والتي مزقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وحتى ذلك الحين، كان هذا الهجوم بمثابة روتين معركة بحرية متقطعة, كانت قد شُنت منذ أشهر بين الأعداء الإسرائيليين والإيرانيين في منطقة الخليج الفارسي.

وفي النادر ما يزعم بصورة مباشرة أن هذه الأعمال التخريبية والانتقامية كانت جزءاً من “الحرب” المتعددة التي نشبت بين القوتين – طهران وتل أبيب-  في كل صراعات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط, في كلاً من سوريا، والعراق، واليمن، ولبنان وقطاع غزة.

إن ارتقاء الدولة العبرية بالتقدم النووي لمنافستها إلى تهديد حيوي، يُظهِر على نحو منتظم قدرتها على ضرب المنشآت الإيرانية – داخل إيران وخارجها- في حين تنشر طهران توسعها السياسي العسكري الإقليمي.

بتجنب المواجهة المباشرة في إسرائيل، جعل خلفاء نتنياهو الذين لا يتمتعون بأغلبية مستقرة من أولوياتهم تجنب أي تطبيع للملف النووي بين “الأب الروحي” الأميركي والنظام الإيراني الجديد.

وفي هدوء تولت إدارة الرئيس جو بايدن زمام الأمور، وبدعم من فرنسا وألمانيا، كانت المفاوضات في فيينا قد تأجلت بالفعل في شهر يونيو الماضي إلى حين تنصيب رئيس المحافظين الإيرانيين الجديد، إبراهيم رئيسي.

ولكن على الرغم من الأزمة الاقتصادية الحادة التي تفاقمت بسبب تراكم العقوبات في ظل فترة ولاية الرئيس ترامب، فإن رجل طهران القوي الجديد ليس في عجلة من أمره لاستئناف المناقشات التي يريد أن يركز فيها على “المصالح الوطنية” لإيران.

ومع مراعاة التحذير الأخير من “المرشد الأعلى”، آية الله خامنئي، الذي كان الدرس الوحيد من سنوات الجمود هذه هو أن “الثقة في الغرب لا تنجح” وإن وقف التصعيد ليس مدرجا في جدول الأعمال.

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع