مصارعة الأذرع بين واشنطن وطهران
السياسية :بقلم: كان أكون(موقع مؤسسة “سيتا – *SETA” التركية, النسخة الفرنسية- ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
بدأت العلاقات الأميركية الإيرانية، التي كان من المقرر لها أن تتطور في سياق أكثر إيجابية مع وصول بايدن إلى السلطة بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية في نوفمبر المنصرم، في التحول إلى صراع, خاصة على الخط العراقي السوري، مع فشل المفاوضات النووية.
وبينما تستهدف إيران القواعد العسكرية الأمريكية من خلال وكلائها في المنطقة، تقوم الإدارة الأمريكية بقصف القوات التابعة لإيران.
ومن المرجح أن تتفاقم دوامة الصراع المنخفضة الحدة بين البلدين من خلال اجتياح الأراضي السورية.
ورغم أن السياسة الأميركية المنتهجة في التعامل مع النظام في إيران قد تعززت تدريجياً أثناء فترة ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، إلا أنها تطورت في نهاية المطاف إلى ما تم التعبير عنه باعتباره “ضغوط أقصى ضد إيران.
وبينما انسحبت الولايات المتحدة بقيادة الرئيس ترامب من الاتفاق النووي وشرعت على الفور في فرض عقوبات اقتصادية وحظر على إيران، لم يعد بمقدور إيران قط تصدير النفط.
ومرة أخرى، في حين تم دعم العناصر ضد إيران على الخط بين العراق وسوريا واليمن، فإن الضغط على إيران ازداد تدريجيا مع تشكيل التحالف مع إسرائيل ودول الخليج.
وبمقتل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني والانتقام العسكري الإيراني، وصل البلدان إلى حافة الحرب بصورة مباشرة.
ولكن مع انتخاب بايدن رئيساً للولايات المتحدة، تفكك هذا التحالف المناهض لإيران, كما اتجهت السياسة الأميركية نحو إيران إلى اللين.
اختار الرئيس بايدن استئناف المحادثات النووية مع إيران وتهيأت الأجواء الإيجابية نسبيا بين الدولتين, كما أن قرار وقف الولايات المتحدة الأمريكية تقديم الدعم للحرب في اليمن عزز من هذا الموقف.
ومع ذلك، ومع الموقف المتصلب الذي أبداه الطرفين وعرقلة ملف المحادثات النووية، بدأ التوتر بين البلدين في التصعيد.
يمكن القول إن أنشطة الضغط التي تقوم بها إسرائيل ودول الخليج في نظر الولايات المتحدة الأمريكية كان لها أيضا تأثير على هذا الموقف.
وأخيراً، فبينما كانت الأحزاب تنخرط في صراع كبير على السلطة، خاصة على الأراضي العراقية، بدأت عناصر من الميليشيا الشيعية (الحشد الشعبي) التي تعمل لصالح إيران في استهداف القواعد والقوافل اللوجستية التابعة للقوات الأميركية.
كثيرا ما كانت أماكن مثل قاعدة أربيل الجوية وقاعدة عين الأسد العسكرية، حيث تتمركز القوات العسكرية الأمريكية، هدفا للصواريخ والطائرات بدون طيار المحملة بالقنابل.
ومن جانبها, لطالما سعت القوة العسكرية الأمريكية في المنطقة إلى الرد على الميليشيات الشيعية من خلال القصف الجوي.
وهكذا, انتقل هذا الصراع المنخفض الحدة بين البلدين وممثليهما أيضا كما كان متوقعا إلى سوريا.
فمن ناحية, عملت القوات الإيرانية على مهاجمة القاعدة الأمريكية في منطقة بئر عمر النفطية، شرق منطقة دير الزور بواسطة طائرة بدون طيار.
ومن ناحية أخرى، قصفت الولايات المتحدة الأمريكية مقر القوات الشيعية في منطقة إلبو كمال.
السؤال الحقيقي المطروح الآن, هو ما إذا كانت الأطراف تفضل رفع وتيرة هذه الصراعات على نحو متبادل, بينما يتخذ الجانبان خطوات لتعزيز تواجدهما في المفاوضات النووية، فإنهما لا يترددان في نشر قواتهما العسكرية على أرض الميدان.
دول مثل العراق وسوريا هي من سوف يدفع الثمن ويمكن اعتبار فترة الانسحاب العسكري التدريجي من الولايات المتحدة من منطقة الشرق الأوسط فترة مشجعة لإيران, ومع ذلك، يجب ألا ننسى عملية التوازن بين الدور الذي تلعبه إسرائيل ودول الخليج.
* كان أكون: الخبير في مديرية السياسة الخارجية في مؤسسة سيتا للبحوث السياسية والاقتصادية والاجتماعية في أنقرة
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع