“أوراسيا ديلي”أردوغان مضطر للمقامرة بكل ما يملك: خطة ما بعد الانقلاب الخمسية
السياسية :
كتب فياتشيسلاف ميخائيلوف، في “أوراسيا ديلي”، حول خسارة أردوغان المرتقبة واستعداد الغرب لجعله يدفع حساب استعراضه استقلاليته وطموحاته.
وجاء في المقال: تركيا تقترب من الذكرى الخامسة لمحاولة الانقلاب. ففي ليلة السادس عشر من يوليو 2016، تمكن الزعيم الدائم للبلاد، رجب طيب أردوغان، من تدمير خطط مجموعة من المتآمرين العسكريين ثم البدء في قطع الطريق بقسوة على أي انقلاب في المستقبل.
يجد التعب من أردوغان تجلياته الواضحة في المقاييس الداخلية للرأي العام، والتي أصبحت أكثر تكرارا في الأشهر الأخيرة. فبحسب نتائج دراسة الرأي العام، “كان (أردوغان) سيخسر أمام كل من المرشحين الأربعة المحتملين للرئاسة لو أجريت الانتخابات الرئاسية في يونيو”.
وقال كمال أوزكيراز رئيس وكالة AKAM معلقاً على نتائج الاستطلاع الذي أجرته شركته: “ليس لدى أردوغان أي فرصة (للفوز في الانتخابات)، فهو يخسر في جميع السيناريوهات”.
إن كسر توجه أحزاب المعارضة، ممثلة في تحالف الأمة، للعمل في جبهة موحدة واسعة ضده في العام 2023 ليست مهمة سهلة على أردوغان وحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه. من الواضح أن الوضع الاقتصادي غير موآت، ولا توجد دلائل على تغييرات نوعية في سوق العمل المحلي وتسارع نشاط البزنس في العامين المتبقيين على الانتخابات الجديدة. لذلك، يمكن بثقة افتراض أن الزعيم التركي سيواصل محاولة موازنة المشاكل الداخلية باستعراض النجاحات على الجبهة الخارجية أمام المواطنين.
في الواقع، لا بديل أمام أردوغان، لدعم شعبيته الداخلية، عن خطوات جريئة على الجبهات الخارجية، وبالتالي حشد المحافظين الدينيين والقوميين الأتراك في معسكره. لقد رفع مستوى مواجهة تركيا للقوى العالمية إلى الدرجة القصوى، وانغمس أكثر فأكثر في مقامرة جيوسياسية بكل ما يملك. تتمثل مهمة أردوغان القصوى في ضمان البقاء على رأس الدولة في العام 2023 وإعداد خليفة في السنوات الخمس المقبلة. لكن، تعترض طريق الرئيس إلى الهدف المنشود مشاكل عديدة. لن يصبر الغرب الجماعي إلى ما لا نهاية على هذا الحليف العنيد في جناح الناتو الجنوبي، والذي يسعى كل مرة إلى استعراض الاستقلالية ويتجاهل التضامن الأوروبي الأطلسي. الانتخابات العامة المقبلة فرصة مناسبة لوضعه عند حده، وتقديم الحساب لتركيا “الخارجة عن السيطرة”.
* المصدر : روسيا اليوم
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع