بقلم: توماس بورغل

(موقع ” سليت- ” Slate الأمريكية, النسخة الفرنسية- ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ” )

إن دبلوماسية النفط تشكل عالماً يخيم عليه الهدوء والتروي بشكل عام، إذ تتم فيه المشاحنات بين الجدران الأربعة لاجتماعات منظمة الأوبك أو منظمة الأوبك بلس، وهي مجموعة أكثر رسمية تضم في طياتها روسيا وتسعة منتجين آخرين.

وفي هذه الأيام يبدو أن المفاوضات مشحونة بمرارة وبصورة علنية، الأمر الذي قد يتحول بسرعة إلى حدة.

فمع تعريض الانتعاش العالمي للخطر، بدأ سعر برميل النفط في الارتفاع مرة أخرى.

واستجابة لهذا الأمر، اجتمعت البلدان الأعضاء في منظمة أوبك بلس في أوائل تموز لاتخاذ قرار بشأن زيادة الناتج في منظمة أوبك بلس, ولكن اثنين من حلفاء المنظمة التقليديين: الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية كشفا هذه المرة خلافاتهما.

ومن جانبها, كانت أبو ظبي هي الدولة الوحيدة التي عرقلت الاتفاقية التي وافق عليها الآخرون, حيث وصفت أبو ظبي الاتفاقية علناً بأنها “غير عادلة”, وطالبت بشروط أفضل لها وأنها لن تتراجع عن موقفها.

تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة التي استثمرت في السنوات الأخيرة استثمارا كبيرا من خلال زيادة قدراتها على الاستخراج إلى الاعتراف بمركزها الجديد بين أقرانها.

فهي تريد زيادة “خط الأساس” وهو رقم الأساس الذي تستند إليه حسابات المنظمة والذي أحصي آخر مرة في أبريل 2020, من 3.2 إلى 3.8 مليون برميل يوميا.

سياسات جغرافية:

وفي المقابل, إذا صوتت دولة الإمارات، شأنها شأن غيرها، لصالح زيادة الإنتاج، فإنها تعارض إرادة رفاقها في منظمة أوبك بلس وتمديد الاتفاق حتى نهاية عام 2022.

وهذا من شأنه أن يمنع البلد من إعادة حساب كميات النفط التي تستطيع ضخها يوميا, كما سوف يحرمها من إيرادات كبيرة.

ومن الناحية الحسابية، سوف تكون السعودية هي الرابح الثاني إذا ما تغلب موقف أبو ظبي, ولكن سوف تكون روسيا هي الخاسر في هذه الحلقة, وفي المقابل, لا تستطيع المنظمة أن تفعل ذلك بدونها.

ومع ذلك، تشير مجموعة بلومبرغ – مجموعة مالية أمريكية متخصصة في تقديم الخدمات إلى المتخصصين في الأسواق المالية وفي المعلومات الاقتصادية والمالية كوكالة صحفية مباشرة عبر العديد من الوسائل: المرئية والمسموعة والمقروءة- أن منظمة الأوبك معتادة منذ إنشاءها على هذه المعارك الكبيرة، وأنه ليس من المستحيل أن تحاول الإمارات العربية المتحدة في لعبة البوكر هذه ذات المصالح العالمية الخداع, لتأكيد موقفها المستقبلي على طاولة المفاوضات.

ومع ذلك، تسلط مجموعة بلومبرغ الضوء على خصومات جيوسياسية أخرى ظهرت في السنوات الأخيرة بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ولاسيما فيما يتعلق بالوضع الحاصل في اليمن أو فيما يتعلق بتقارب الأولى مع إسرائيل, فيما عرف باسم اتفاقيات ابراهيم.

لذا, فإن الخداع قد لا يكون مجرد خداع, وإذا كانت أبو ظبي، قبل استئنافها يوم الاثنين 5 يوليو، قامت بعرقلة المفاوضات الجارية، فإنها بذلك تخاطر بحدوث انفجار دائم لأسعار الذهب الأسود وبالتالي خطر الانتعاش بعد الوباء.

أو كما تفسر بلومبرج في حالة القصوى, فإن انهيار محض وبسيط لمنظمة أوبك ومنظمة أوبك بلس, سوف يشمل ذلك كل جهة على حد, كما سوف يتسبب بحرب فوضوية في الأسعار، يخسرها الجميع, سواء داخل المنظمة أو على الصعيد العالمي بلا شك.

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع