بقلم: بيير سوتروي

( صحيفة “لا كروا- “La Croix الفرنسية – ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ” )

لم تتمكن محادثات وقف إطلاق النار, من وقف عنف الاشتباكات الدموية  الدائرة في اليمن, حيث  قتل أكثر من مائة مقاتل في ثلاثة أيام فقط خلال العمليات القتالية التي تشهدها محافظة مأرب.

وعلى الرغم من الدعوات المتكررة لوقف إطلاق النار من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن الحوثيون يواصلون هجومهم على هذه المنطقة الغنية بالنفط والتي تعتبر المعقل الأخير للحكومة اليمنية في الجزء الشمالي من البلد الخاضع لسيطرة الحوثيون.

وعلى الرغم من الهدوء الذي خيم على تلك الجبهة خلال شهر مايو المنصرم, فقد استؤنف القتال مرة أخرى بين القوات الحكومية التي تتلقى الدعم من قبل دول التحالف العربي العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية وبين الحوثيون الذين يتلقون الدعم بدورهم من قبل النظام في إيران.

قال الباحث الفرنسي فرانسوا فريسون روش من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي “CNRS” والمدير السابق لمشروع”  المساعدة الانتقالية في اليمن” الذي اختارته الحكومة الفرنسية ليكون مستشاراً لدى الجمهورية اليمنية ليساعد اليمنيين على وضع الدستور اليمني الجديد في فترة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني ولجنة صياغة الدستور في الفترة ما بين 2012 إلى 2014, أن الحوثيون يواصلون الضغط لمحاولة توطيد مواقفهم، وإقامة توازن في القوى، وتثبيتهم في المفاوضات وإظهار أنهم محاورون أساسيون”.

ومن جانبها, تأسف الرياض لأن الحوثيون لم يقبلوا اقتراح وقف إطلاق النار, حيث يطالب الحوثيون الذين يسيطرون على غالبية المناطق الشمالية من البلد والعاصمة صنعاء، الرياض بإنهاء الحصار الجوي والبحري المفروض على بلادهم كشرط مسبق لاتفاق وقف إطلاق النار.

وهذا الشرط يعتبر بمثابة قضية حساسة بالنسبة للحكومة اليمنية والمملكة العربية السعودية، التي تخشى أن يعيد الحوثيون خطوط الإمداد.

وفي الخطاب الذي القاه أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في منتصف شهر يونيو المنصرم، أبلغ مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيثس، عن فشل مهمته التي استغرقت ثلاث سنوات وجهوده الرامية إلى إيجاد حل سلمي.

كما اغتنم الدبلوماسي البريطاني الفرصة للدعوة مرة أخرى إلى وقف إطلاق النار في هذا الصراع المستمر منذ أواخر سبتمبر من العام  2014 والذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف.

حفظ ماء الوجه:

لا تزال المفاوضات مستمرة، وخاصة من خلال الوسيط العماني وفي ظل رعاية الأميركيين، الذين اعترفوا مؤخرا بالحوثيين كمحاورين شرعيين ــ معرضين لخطر وضع أنفسهم في موقف صعب مع حليفهم السعودي.

قال  صادق ألسار، المستشار السابق بالسفارة اليمنية في باريس ومؤسس المنظمة غير الحكومية سلام لليمن “إن تعيين تيم ليندركينغ مبعوثا لإدارة الرئيس جو بايدن في فبراير أثار الكثير من الأمل”.

ويلاحظ الباحثان إلانا ديلوزييه وآدم بارون في تحليل نشره معهد واشنطن, إلى أن النظام السعودي يسعى بشتى الطرق إلى إنهاء هذه الحرب التي أصبحت كارثة علاقات عامة في الغرب، كما أنها بمثابة اختبار لثقة شعبها في الجيش”.

ومع ذلك، فإن الحوثيين والحكومة اليمنية على حد سواء, ليس لديها الكثير من الاهتمام في التوصل إلى اتفاق.

وبالتالي فإن التحالف [بقيادة المملكة العربية السعودية] في وضع دقيق: فالظروف ليست مواتية بالنسبة لهم، ولكن من المرجح أن يتدهور موقفهم التفاوضي ودفعهم إلى تقديم تنازلات.

يرى فرانسوا فريسون – روش، الذي يريد أن يخفف من حدة الحماس “إن السعوديين يريدون بشكل ٍ قطع قراراً يجعل من الممكن الخروج من الصراع وإنقاذ الوجه, كما يقول أن “الوضع لا يزال متوقفا “وسأندهش إذا ما شهدنا تقدما في الأجل القصير أو المتوسط”.

وسوف يكون التوصل إلى اتفاق بمثابة نجاح لإدارة الرئيس جو بايدن التي تأمل في تخفيف حدة التوتر بين المملكة العربية السعودية وإيران.

وكدليل على تخفيف حدة التوترات بين البلدين، فقد تم عقد عدة اجتماعات سرية منذ يناير  المنصرم بين الرياض وطهران اللتان قطعتا علاقاتهما الدبلوماسية منذ مطلع العام 2016.

وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية, في أوائل يونيو، اتهم وزير الخارجية اليمني النظام في طهران بالرغبة في استخدام الصراع اليمني كورقة مساومة في مفاوضاتها النووية.

*    المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع