بقلم: أمجد تادروس

( شبكة “سي بي اس” الامريكية- ترجمة: نجاة نور, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

عمان، الأردن- قال المبعوث الخاص الذي كلفه الرئيس بايدن بإيجاد حل سياسي للحرب الأهلية الدامية في اليمن، للمرة الأولى، أن الولايات المتحدة تعترف بالحوثيين المدعومين من إيران “كممثل شرعي”.

كما يوافق على أن كلا الجانبين في الصراع يتحمل المسؤولية عن العنف الذي يحدث باليمن.

كانت تصريحات المبعوث الخاص تيم ليندركينغ خلال ندوة عبر الإنترنت نظمها المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية, بمثابة مقدمة واضحة تجاه موقف الولايات المتحدة من الحوثيين.

ومع ذلك، لم يكن من الواضح ما إذا كان التحول الدقيق في موقف واشنطن يمكن أن يكون كافياً لإعطاء زخم حقيقي لعملية السلام التي بعد ما يقرب من سبع سنوات من الموت والدمار، لم تتقدم خطوة واحدة.

“ممثل شرعي”

قال ليندركينغ عن الحوثيين: “الولايات المتحدة تعترف بهم كطرف شرعي, لا أحد يمكن أن يتمنى إبعادهم أو خروجهم من الصراع، لذلك دعونا نتعامل مع الحقائق الموجودة على الأرض”.

وأضاف “تجربتي مع الحوثيين أنهم تحدثوا عن التزام تجاه السلام في اليمن وأعتقد أن هناك بالتأكيد عناصر داخل القيادة تؤيد ذلك”.

لقد كان تحولاً ملحوظاً في لهجة الحكومة الأمريكية, لسنوات، ألقى المسؤولون الأمريكيون باللوم في الحرب الجارية – التي تقول الأمم المتحدة إنها أودت بحياة ما يقرب من 8000 مدني وتشريد أكثر من 4 ملايين شخص- بالكامل تقريباً على الحوثيين المدعومين من إيران.

شنت السعودية بدعم من الولايات المتحدة، الحرب ضد الحوثيين دفاعاً عن الحكومة اليمنية المعترف بها من الأمم المتحدة في عام 2015.

ومنذ ذلك الحين، عززت قوات الحوثي سيطرتها على مساحة شاسعة من شمال اليمن وأنشأت حكومة موازية في هذه العملية.

تم اتهام كل من التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين بتصعيد الحرب في ظل تغييب كامل لأهمية أرواح المدنيين، بما في ذلك الضربات الجوية السعودية التي استهدفت المستشفيات والمنازل، والصواريخ الحوثية التي أطلقت بشكل عشوائي على المطارات والبنية التحتية للطاقة.

أقر ليندركينغ أن “الحوثيين لم يتسببوا بالعنف وحدهم, ومن الواضح أن التحالف الذي تقوده السعودية قد تحمل نصيبه من المسؤوليات كذلك”.

سعى مسؤول أمريكي كبير بسرعة إلى توضيح تصريحات ليندركينغ، وقال لشبكة سي بي إس نيوز إنه بينما “الولايات المتحدة وبقية المجتمع الدولي، [لا تزال] تعترف بالحكومة اليمنية باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة المعترف بها دولياً في اليمن … الحوثيون يسيطرون على الأرض، إنهم يتحكمون في الناس ويجب التعامل معهم, لذا فهم لاعبون سياسيون حقيقيون في اليمن, ولا يمكنك التظاهر بعدم وجودهم”.

كررت تغريدة نُشرت على الحساب الرسمي باللغة العربية لوزارة الخارجية تلك الرسالة، وشددت على أنه بينما تقبل الولايات المتحدة الحوثيين، يجب أن يكونوا جزءاً لا يتجزأ من أي عملية سلام في اليمن … ما زلنا قلقين بشأن تركيز الحوثيين على شن الحرب وتفاقم معاناة المواطنين اليمنيين بدلاً من أن يكونوا جزءاً من حل النزاع”.

دورة العنف:

عاد ليندركينغ الأسبوع الماضي فقط من آخر بعثاته الدبلوماسية إلى المنطقة والتقى مرة أخرى في السعودية بمسؤولين حكوميين سعوديين ويمنيين، لكن حتى الآن، في سبع زيارات، لم يعقد أي اجتماعات مباشره مع الحوثيين.

تركزت الحرب في اليمن مؤخراً حول محافظة مأرب الغنية بالنفط، حيث يقاتل الحوثيون للسيطرة على آخر محافظة تسيطر عليها الحكومة في شمال البلد.

خلفت المعركة خسائر فادحة في كلا الجانبين ومئات الآلاف من المدنيين عالقون في منتصف المعارك, لكن مثل الحرب نفسها، إنها حالة من الجمود، ولا تنجح إلا في تعريض ملايين الأشخاص المستضعفين للخطر.

حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقريرها العالمي الأخير: “بعد أكثر من ست سنوات من الصراع، لا يزال اليمن يمثل أكبر أزمة إنسانية في العالم، ولا يزال ملايين اليمنيين النازحين على بعد خطوة واحدة من المجاعة”. “وصل عدد النازحين داخليا إلى 4 ملايين شخص، وتواجه العائلات النازحة خطر المجاعة الشديد وسط أعمال العنف وانهيار الخدمات والنزوح المطول”.

قال ليندركينغ “أعتقد أنه يتعين علينا كسر الدائرة, هذا أمر أساسي لمهمتي: كسر الفكرة التي تشعر بها أي مجموعة يمنية أو خارجية, أن الطريقة الوحيدة لتحقيق التقدم هي في ساحة المعركة”.

لكن نصر الدين عامر، رئيس المركز الإعلامي للحوثيين والمتحدث باسم الجماعة، رفض المساعي الدبلوماسية الأمريكية.

“الشرعية” والحصار:

قال لشبكة سي بي إس نيوز “نحن لا ننتظر من أحد أن يعترف بشرعيتنا بقدر ما هو تغيير في سلوك الولايات المتحدة تجاه بلدنا ككل”.

وأضاف “بدلا من الاعتراف بنا عليهم الاعتراف بمعاناة الشعب اليمني ومحاولة تخفيفها ورفع الحصار الذي تفرضه السفن البحرية الأمريكية حتى تكون هناك حلول سلمية”.

لطالما طالب الحوثيون بإنهاء الحصار المدعوم من الولايات المتحدة والذي تفرضه السعودية على أراضيهم، والذي يتضمن ضوابط مشددة على جميع الموانئ اليمنية وحظر الرحلات الجوية من وإلى المطار الدولي الذي يسيطر عليه الحوثيين في صنعاء.

ومن جانبه, اتهم التحالف الحوثيين باستخدام المطار لتهريب الأسلحة، وهو ما نفاه الحوثيين مراراً.

لم يحد حظر الطيران وحظر الشحن من تدفق السلع الحيوية إلى شمال اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيين فحسب، بل زادوا من صعوبة خروج اليمنيين من بلدهم الذي مزقته الحرب.

وذكر عامر أن “نسبة السفن (المحملة بالوقود) التي دخلت خلال فترة بايدن صغيرة جداً مقارنة بالسفن التي دخلت [في] عهد ترامب”.

وأشار إلى أن الحرب التي تقودها السعودية ضد الحوثيين, تم الإعلان عنها في واشنطن عام 2015، وقال إنه من وجهة نظر الحوثيين، فإن واشنطن وحدها هي التي يمكنها إنهاءها.

وقال عامر إن الرئيس بايدن “يجب أن يوقف هذا العدوان من نفس المكان الذي أعلن منه، والمزيد من الزيارات تحتاج إلى نوايا جادة وإلا فإنها لا قيمة لها”.

لم يكن يأمل أن تؤدي زيارات ليندركينغ إلى كسر الجمود: “المسألة بسيطة للغاية؛ إذا أوقفوا الغارات ورفعوا الحصار، ستنتهي الحرب”.

قال مسؤول أمريكي رفيع المستوى  تحدث إلى شبكة سي بي إس نيوز, إن واشنطن تعتقد أن الحوثيين يمكن أن يلعبوا دوراً أساسياً في أي حكومة مؤقتة يتفق عليها من خلال المفاوضات.

لكن المسؤول قال إنه سيكون من المستحيل الوصول إلى تلك المرحلة “من خلال عملية عسكرية”، وشدد على أن الحوثيين “يجب أن يكونوا مستعدين للالتزام بوقف إطلاق النار وإجراء محادثات”.

واضاف “الحوثيون هم العقبة الرئيسية – الحرب مستمرة بسبب رفض الالتزام بوقف شامل لإطلاق النار”.

*    المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع