السياسية – رصد:

خالد الحمادي

أطاح رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن عيدروس الزبيدي بقيادات عسكرية في القوات التابعة للمجلس الانتقالي الممول من دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك تفاديا لخروجها عن سيطرة المجلس الانتقالي بعد صراعات مسلحة بينية بين الحين والآخر، أحدثها أوقعت أكثر من 25 قتيلا وجريحا الأربعاء الماضي.

وقالت المصادر الجنوبية الرسمية ان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي أصدر الجمعة قرارات عسكرية تضمنت تغيير القيادات العليا في قوات الدعم والإسناد والحزام الأمني التابعتان للمجلس، وهي القوات المتنازعة على تقاسم النفوذ والمصالح، وتسبب الخلاف بينهما في مواجهات مسلحة في منطقة الشيخ عثمان بمحافظة عدن الاربعاء الماضي أسفر عن مقتل وإصابة 25 من الجانبين، بينهم ضحايا مدنيين.

وتضمن قرار الزبيدي إقالة قيادات هذه القوات بتعيين قيادة جديدة لقوات الدعم والإسناد وضمها للقوات البرية الجنوبية، حيث عيّن العميد صالح السيد قائدًا لقوات الدعم والإسناد والعميد علي ناصر مثنى المعكر قائدا لأركان هذه القوات والعميد عبدالسلام زين علي البيحاني ركن عمليات ألوية الإسناد والدعم.

وكان السيد يشغل مدير أمن محافظة لحج وهو من أبرز القيادات في قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الموالية لرئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، والذي قامت قواته بتنفيذ مهام عسكرية عديدة في محافظة عدن بعد سيطرة ميليشيا المجلس الانتقالي بشكل كامل على مدينة عدن.

وذكرت مصادر محلية لـ»القدس العربي» ان الصراع الدامي الذي شهدته منطقة الشيخ عثمان والمواجهات السابقة بين قوات الدعم والإسناد بقيادة محسن الوالي الذي ينتمي إلى منطقة يافع بمحافظة لحج وكذا أغلب قواته بينما عيدروس الزبيدي وأغلب قوات الحزام الأمني، ينتمون إلى محافظة الضالع، وهو ما أرجع أسباب الصراع المسلح بينهما إلى اسباب مناطقية التي أججتها الصراع على تقاسم المصالح والنفوذ بينهما في محافظة عدن.

وذكرت أن قرارات الزبيدي هدفت إلى الاطاحة بالقيادة القوية لقوات الدعم والإسناد ممثلة بمحسن الوالي وتشتيت قواته بل ونقلها إلى خارج محافظة عدن، لضمان عدم تمردها على قيادة المجلس والتي أصبحت قوة ضاربة تتجاوز قوة الحزام الأمني الموالية للزبيدي، حيث شمل القرار أن يتم ضمها ضمن الألوية البرية للقوات المسلحة الجنوبية وخضوع ألويتها وقواتها لقيادة القوات البرية هناك، في محاولة لكسر شوكتها وضمان عدم تمردها على الزبيدي في محافظة عدن.

وتفاديا لعدم تمرده على قرارات الزبيدي، أصدر الأخير قرارا بتعيين محسن الوالي قائدا لقوات الحزام الأمني في محافظة عدن، ومختار النوبي نائباً لقائد قوات الحزام الأمني، وعبيد مثنى قاسم لعرم أركان عمليات قوات الحزام الأمني وهي القوات المعنية بالملف الأمني في محافظة عدن، والتي تنتمي أغلب قوام هذه القوات لمحافظة الضالع التي ينتمي لها الزبيدي والتي تدين له بالولاء الشديد وتخضع لسيطرته.

وقال موقع «يمن شباب» الإخباري، ان «الأحداث الأخيرة في منطقة الشيخ عثمان هي امتداد لخلافات بين عيدروس الزبيدي وقيادة الدعم والإسناد ممثلة بمحسن الوالي ونائبه نبيل المشوشي، وتصاعدت بعد عودة الزبيدي إلى عدن».

وأوضح انه «مع أن هناك أسبابا مناطقية خفية بين الجانبين، يعلمها المقربون، إلا أن الخلافات تركزت مؤخرا حول اقتسام ايرادات نقاط التفتيش الأمنية والعسكرية، الخاضعة لقوات الحزام الأمني، وقوات الدعم والإسناد، والتي يقدر حجمها بـ 20 مليون ريال في اليوم الواحد».

وذكر أن أسباب انفجار الوضع عسكريا بينهما نهاية الأسبوع المنصرم راجعة إلى رفض محسن الوالي اقتسام هذه الايرات التي تجنيها قواته مع عيدروس الزبيدي بحجة أن بقية القوات الأمنية، مثل أمن عدن وقوات العاصفة الموالية للزبيدي، لديها إيرادات الميناء وأسواق القات، وإيرادات أخرى كثيرة ولم يتقاسموها مع قوات الدعم والإسناد في المحافظة.

ويعد هذا الموقف، المتجسد برفض محسن الوالي تقاسم هذه الايرادات، يشكل تهديدا صريحا على المجلس الانتقالي بقيادة عيدروس الزبيدي، خصوصا وأن قوات الدعم والإسناد كانت قد تحولت بشكل سريع مؤخرا إلى القوة الضاربة الأكثر حضورا وتأثيرا في محافظة عدن، على حساب قوات الحزام الأمني، بعد أن كانت الأخيرة هي المسيطرة على المحافظة طوال الفترة الماضية، قبل تشكيل قوات الدعم والإسناد.

ولعبت الحسابات المناطقية دورا كبيرا في تأجيج الصراع وزيادة المخاوف والخلافات البينية بين محسن الوالي الذي ينتمي إلى منطقة يافع بمحافظة لحج وعيدروس الزبيدي الذي ينتمي إلى محافظة الضالع، وأن الخلافات على تقاسم الإيرادات والنفوذ، مثّلت بداية الانعطافة نحو صراع دامي، بهدف إضعاف نفوذ الوالي وقواته، التي يعتمد عليها في فرض نفسه كطرف قوي ومؤثر بمحافظة عدن.

المصدر: القدس العربي

المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع