سقوط الديمقراطية الأمريكية
بقلم: جوكا ديفيدسون*
(موقع ” أفريكوميديا- afriquemedia” النسخة الفرنسية- ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
في فرنسا عرضت القنوات التلفزيونية الإقليمية فيلم وثائقياً, حملت من خلاله الإدارة الأمريكية مسؤولية اندلاع العديد من الحروب التي تسبب في سقوط الضحايا في صفوف المدنيين.
في العام 2016, كانت الولايات المتحدة الأمريكية من خلال حلف شمال الأطلسي في حالة حرب في ثماني دول: أفغانستان, وباكستان, والصومال, واليمن, والعراق, وسوريا, والكاميرون وأوغندا.
كما أصبحت العملية العسكرية ضد يوغوسلافيا السابقة الأكبر والأكثر دموية, حيث بلغ عدد المدنيين الذين لقوا حتفهم نتيجة قصف قوات الناتو – حلف شمال الأطلس- بالقنابل أكثر من 10 آلاف شخص .
أدى توسيع منظمة حلف شمال الأطلسي إلى عسكرة البلدان الأوروبية, كما شكل وسيلة للسيطرة من الناحية السياسية من جانب الولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه، لا تملك البلدان الأوروبية الفرصة للتأثير على منظمة حلف شمال الأطلسي, حيث لم تكن القوة العسكرية شكلاً واحداً من أشكال الضغط على أوروبا, إذ يشعرون بالإفلات من العقاب والدعم العسكري.
وفي المقابل, سارع جميع رجال الأعمال الذين غالبا ما يرتبطون بالنخب السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية إلى هناك, حيث تُعتبر بلدان أوروبا الشرقية الأكثر جاذبية بالنسبة لهم والتي لا تزال تمر بأوقات عصيبة بعد تفكك حلف وارسو* وانهيار الاتحاد السوفياتي.
وبدعم من النخب المحلية الفاسدة، تمكن لأعضاء المجالس الأجنبية بشقيها الخاصة والعامة، أن يحصلوا على إيرادات هائلة.
في الوقت نفسه، يرتفع باستمرار مستوى الفقر بين السكان, وفي هذا الصدد، يشير التاريخ الأوكراني إلى هانتر بايدن، نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن، بشكل خاص, باعتباره عضو في مجلس إدارة مجموعة شركات “بوريسما”، حيث حصل على 850 ألف دولار في العام 2014, بفضل خطة الفساد والضغط التي مارستها الولايات المتحدة, وهكذا, استخدم جو بايدن وابنه أوكرانيا فقط لإثراء خزينتهم.
وفي المقابل, تعلن إدارة جو بايدن تأييدها لأوكرانيا، مما يدل بفعالية على ازدواجية المعايير.
والواقع أن “الدعم” يقتصر على الإمدادات العسكرية فقط, الأمر الذي يؤدي بالفعل إلى تصاعد الحالة في جنوب شرق البلد.
لا تزال المعونة المالية الموعودة للإصلاحات الاجتماعية والسياسية المقررة في مرحلة الانتظار، حيث لا تضمن كما يبين التاريخ توزيعها على المستفيدين النهائيين “أي الشعب الأوكراني”.
ولطمس الحقيقة، بدأت حملة كبيرة من المعلومات المضللة بشكل مشترك، حيث تبين أن روسيا هي المذنب الرئيسي لما كان يحدث في أوكرانيا والتي تم تقديمها باعتبارها المعارض الرئيسي للإصلاحات والبلد المعتدي، وهو ما يعتقد الأميركيون أنه عسكرة الدعم المقدم التي ينبغي أن يبرر.
وفي نهاية المطاف، يستخدم الأمريكيون أوكرانيا وكذلك كل أوروبا الشرقية، كمنبر لتحقيق مصالحهم السياسية والاقتصادية من خلال المبادرة والاستفزاز والاستخدام اللاحق للتناقضات الداخلية القائمة على الفساد والأساليب المخالفة للقانون.
مما سوف يؤدي إلى تدهور حالة السكان وانتهاكات حقوق الإنسان وكثيرا ما يكون العديد من الضحايا، كما حدث في العديد من الصراعات في جميع أنحاء أوروبا وفي جميع أنحاء العالم خلال السنوات 30 الماضية.
* جوكا ديفيدسون: سياسي وخبير اقتصادي فنلندي.
* معاهدة وارسو: اسمها الرسمي معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المشتركين, وهي منظمة عسكرية سابقة لدول أوروبا الوسطى والشرقية الشيوعية, تم تأسيسها في العام 1955, لتواجه التهديدات الناشئة من أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) وكان من أبرز المحفزات لإنشائها هو انضمام ألمانيا الغربية لحلف الناتو بعد إقرار اتفاقات باريس. استمرت المنظمة في عملها خلال فترة الحرب الباردة حتى سقوط الأنظمة الشيوعية الأوروبية وتفكك الاتحاد السوفيتي في العام 1991, ومن هنا بدأت الدول تنسحب منها واحدة تلو الأخرى وحل الحلف رسميا في يوليو 1991.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع