بقلم: يانيك جينتي بودري

( صحيفة ” Air et Cosmos – إيغ إية كوسوموس”  الفرنسية – ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

تحظى هذه القاعدة بموقع استراتيجي, حيث سوف تتمكن من السيطرة على التدفقات عند مدخل البحر الأحمر ولكن أيضا للقيام بعمليات على طول امتدادها على الجانب اليمني، حيث تتواجد القوات التابعة للحركة الحوثية.

قاعدة جوية:

تستكمل دولة الإمارات العربية المتحدة بناء قاعدة جوية جديدة في جزيرة بيريم اليمنية، وذلك وفقا لأحدث الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية التجارية.

بدأ العمل في الجزيرة الواقعة وسط المضيق البحري خلال العام 2016, بعد أن تمكنت قوات التحالف العربي والقوات الحكومية من استعادة منطقة مضيق باب المندب الاستراتيجي من قبضة الحوثيين، قبل أن تتعرض عمليات البناء لعدة انقطاعات.

ولكن خلال الأشهر القليلة الماضية، أظهرت أشرطة الفيديو التي بثها بعض السكان المحليون على مواقع التواصل الاجتماعي أن عمليات نقل مواد البناء عن طريق البحر قد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً.

تم الآن تحديد إنجاز مدرج طوله 3200 متر, حيث سوف يكون  قادر على استيعاب أي نوع من أنواع الطائرات العسكرية، بما في ذلك طائرة الشحن من طراز أنتونوف 124, بشكل واضح لنقل الرجال والمعدات بسرعة في حالة وقوع هجوم كبير.

كما يلاحظ أيضا وجود ملجأين تتطابق أبعادهما مع تلك التي تستضيف الطائرات الصينية المسلحة من طراز ” وينج لونج 2-  Wing Loong 2″ التي نشرتها الإمارات على قاعدة أسام في إريتريا أو على قاعدة الخادم في ليبيا.

وعلى الرغم من اكتمال إنشاء “المنطقة المعيشية” للجيش في الجهة الجنوبية الغربية أيضا، فإن القاعدة لم تعمل بعد, لأن مسار الوصول والهياكل الأساسية اللوجستية لا تزال قيد الإنشاء, وفيما يتعلق بكمية المخلفات الترابية المخزنة، يمكن أن تتسع القاعدة أكثر.

موقع استراتيجي:

تقع جزيرة بيريم (المسماة ميون باللغة العربية) في مضيق باب المندب، بين البحر الأحمر وخليج عدن، مقابل جيبوتي وإريتريا.

كما تسيطر هذه الجزيرة على أضيق نقطة عبور في مضيق باب المندب الاستراتيجي فيما يخص طريق التجارة العالمية, وليس هذا فحسب, فهي تسيطر ايضاً على طرق نقل المواد الهيدروكربونات إلى القارة الأوروبية.

ومن هذه النقطة لا يمكن تعقيد تسليم إيران للمعدات العسكرية للحركة الحوثية فقط، بل يمكن في المقام الأول تعزيز عمليات الاستطلاع والهجوم على معاقل الحوثيين الواقعة على المنطقة الجبلية التي تمتد على طول البحر الأحمر.

إعادة الانتشار:

ويتوافق هذا النشاط المتجدد مع مغادرة القوات التابعة لدولة الإمارات في فبراير الماضي قاعدة عصب في إريتريا، مما سمح لهم في البداية بالاقتراب من مناطق العمليات في اليمن ولكن أيضا دعم الحكومة الإثيوبية في سياق حرب تيغراي مع عمليات الطائرات بدون طيار المسلحة في بداية نوفمبر من العام 2020.

ناهيك ايضاً عن أن قاعدة عصب مكنت من نقل  10 آلاف مرتزق سوداني الذين أرسلوا إلى جبهات القتال على الأراضي اليمنية, كما ما زال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت جزيرة بيريم ستحل محل قاعدة عصب.

ولكن الإمارات العربية المتحدة تؤكد هنا عزمها على ترسيخ جذورها حول منطقة مضيق باب المندب مثل فرنسا، أو الولايات المتحدة الأمريكية، أو الصين، أو روسيا، أو إيران، أو تركيا أو قطر.

وقد أصبح هذا الانتقال الاستراتيجي مكانا للمواجهة بين القوى العسكرية الكبرى من خلال وسيط من الوكلاء المحليين.

ومن المرجح أن يستمر هذا الوضع ليس في منطقة شرق البحر الأحمر فحسب، بل أيضا في المنطقة الغربية مع انتشار الصراعات بين الدول والمجتمعات المحلية في منطقة القرن الأفريقي.

*     المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع