السياسية:

نبدأ عرض الصحف البريطانية بمقال رأي في الإندبندنت أونلاين لسامي أبو شحادة، وهو مؤرخ فلسطيني وعضو الكنيست الإسرائيلي عن القائمة المشتركة، بعنوان “لا يمكن للمجتمع الدولي أن يستمر في تجاهل المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل”.

ويقول الكاتب في مطلع مقاله “بالنسبة لأولئك الذين يعرفون بنيامين نتنياهو، كان من الواضح أنه لن يستطيع تشكيل حكومة، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي في طريقه لزعزعة الاستقرار كي يظهر كزعيم يميني قوي يمكنه السيطرة على كل شيء”.

ويضيف أن نتنياهو فعل ما برع فيه، مشيرا إلى “الهجمات على الفلسطينيين الذين يذهبون للصلاة في المسجد الأقصى وإغلاق باب العامود وتهديدات الإخلاء ضد عشرات العائلات الفلسطينية”.

ويوضح في هذا الصدد أنه تم “تنسيق الهجمات بين الشرطة الإسرائيلية والمتطرفين المتدينين الذين … بذلوا قصارى جهدهم لجعل الوضع ينفجر، بما في ذلك الهجمات الشرسة ضد المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل. ثم تحركت الأمور باتجاه غزة”.

وبعد 11 يوما من الحرب، تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ويبدو أن استراتيجية نتنياهو قد فشلت، بحسب الكاتب.

لكن الكاتب يشير إلى أن “هذه ليست نهاية القصة. هذا لا يتعلق فقط بوقف إطلاق النار. يتعلق الأمر بإيجاد حل سياسي يحتضن المبادئ العالمية الأساسية مثل الحرية والعدالة والمساواة والأمن للجميع”.

ويردف ” لن يتحقق سلام دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك في القدس الشرقية. إذا كانت الأسابيع الماضية قد قدمت دروسا للمجتمع الدولي، فإن أحد الدروس الرئيسية هو أنه لا يمكنهم الاستمرار في تجاهل المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل. يجب أن يتضمن أي حل المساواة الكاملة لجميع المواطنين وكذلك احترام حقوقنا والاعتراف بها كأقلية وطنية”.

ويحمل الكاتب إدارة بايدن مسؤولية خاصة، مشيرا إلى أن “التمويل غير المشروط لآلة الحرب الإسرائيلية من قبل الولايات المتحدة هو جزء من المشكلة. ويجب على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الممول الرئيسي والشريك التجاري لإسرائيل أن يوضحوا للحكومة الإسرائيلية أنه ستكون هناك عواقب لسياساتهم المستمرة. يبدو أن أولئك الذين يزعمون أنهم يتشاركون القيم مع إسرائيل لم يروا ما يمر به جميع الفلسطينيين”.

ويقول الكاتب إن “حقيقة أنه لا توجد دولة عضو في الاتحاد الأوروبي تدعم تصويت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على لجنة تحقيق يمثل رسالة جديدة لإفلات إسرائيل من العقاب. التصويت السلبي البريطاني لم يفعل شيئا سوى إضافة الملح إلى الجرح، خاصة بالنظر إلى مسؤوليته التاريخية”.

“ليس هذا هو الوقت المناسب للدبلوماسيين لتكرار نقاط الحديث القديمة لحماية إسرائيل من أي نوع من العمل الدولي المشروع. بل إنها لحظة لمعالجة الأسباب الجذرية ولضمان المساءلة عن جميع انتهاكات القانون الدولي وحقوق الإنسان. هكذا يتحقق السلام. هذه هي الطريقة التي يتم بها تحقيق نظام عالمي قائم على القواعد. إن إفلات إسرائيل من العقاب يفعل العكس تماما”.

ويخلص الكاتب إلى أن “إنهاء الاحتلال وتحقيق المساواة في الحقوق مطلبان أساسيان لسلام عادل ودائم. ولن تكون هذه عملية سهلة ولكنها الطريقة الوحيدة للمضي قدما”.

حرب دعائية

وننتقل إلى مقال في التايمز لديدي تانغ بعنوان “شي جينبينغ يخطط لحرب دعائية لجعل الصين محبوبة”.

وتنطلق الكاتبة من تصريح الرئيس الصيني شي جينبينغ أمام جلسة للمكتب السياسي للحزب الحاكم، حين قال إن “على الصين أن تؤكد نفسها بشكل أكثر فاعلية على المسرح العالمي لتقوية صوتها ومكانتها”.

وأضاف شي أنه يتعين على بكين بناء “نظام تواصل استراتيجي بخصائص صينية مميزة” أكثر تطورا لقيادة الرأي العام العالمي.

ويأتي ذلك في وقت تتعرض فيه صورة الصين العالمية للضرر بسبب الخلافات المتعلقة بحقوق الإنسان في الداخل، وحملة القمع في هونغ كونغ واستجابتها لفيروس كورونا، وفق الكاتبة.

وتعقّب الكاتبة على كلام شي جينبينغ “لطالما رأى الحزب الشيوعي الدعاية على أنها حاسمة في حكمه، وينفق مليارات الجنيهات كل عام على شبكة واسعة من القنوات الناطقة باللغات الأجنبية. في السنوات الأخيرة، تم تشجيع الدبلوماسيين الصينيين على إنشاء حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي الغربية – غير المتوفرة في الصين – للترويج لرواية بكين، سواء كان ذلك حول الظروف في منطقة شينجيانغ المسلمة، أو الاستيلاء على هونغ كونغ أو أصل كوفيد – 19”.

وتشير الكاتبة إلى أن الصين “تعمل بنشاط على توفير الأخبار من خلال وسائل الإعلام الحكومية للدول النامية وحتى الدول الغربية في محاولة لتغيير السردية في جميع أنحاء العالم، كما صعدت حملتها ضد وسائل الإعلام الغربية بسبب تقاريرها المنحازة، جزئيا من خلال جعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للصحفيين الأجانب، وخاصة أولئك الذين يعملون في الصين من أستراليا بريطانيا والولايات المتحدة”.

“نظرا لأن الإيديولوجية الاستبدادية للحزب تتعارض بشكل متزايد مع القيم الغربية الليبرالية، فإن بكين تعتبر الرأي العالمي ساحة معركة، ويجب أن يتولى القيادة، كما فعلت في الداخل، حيث تخضع جميع وسائل الإعلام لسيطرة الدولة”.

وتلفت الكاتبة إلى أنه “يمكن بالفعل رصد نهج أكثر براعة في منطقة الكوارث في العلاقات العامة المتمثلة في إقليم شينجيانغ، حيث اتهمت الحكومات الغربية الصين بارتكاب إبادة جماعية ضد السكان المسلمين في المنطقة”.

وتشير في ختام المقال “نظمت حكومة الإقليم جلسة تضم العديد من الشهادات من المسلمين في شينجيانغ حول التقدم الاقتصادي الذي تحقق بفضل الحزب الشيوعي. كما عقدت الحكومة مؤتمرات صحفية منتظمة في بكين ونظمت سلسلة من الزيارات الخاضعة للإشراف الدقيق إلى شينجيانغ لنقل روايتها” لما حدث.

بي بي سي