هل يتم “إخفاء” الخلافات والتجاذبات بعد قضية”الفتنة”؟..تساؤلات في عمان حول “إفطارات الاسبوع”
التي يقيمها السفير السعودي السديري مع نخب سياسية وتسريبات بالجملة بخصوص “علاقات باردة” وعدم التنسيق بعد التطورات الفلسطينية الأخيرة
السياسية – وكالات :
ظهر الطابع الدبلوماسي في الحراك الذي يقوم به وسط النخبة الاردنية السفير السعودي في العاصمة عمان نايف بن بندر السديري حيث يحافظ الان على تقليد له علاقة بإقامة افطار اسبوعي صباح كل جمعة لنخبة من الشخصيات الاردنية البارزة.
و صباح الجمعة نشر السفير السعودي في عمان على حسابه الشخصي بتويتر صورا حول الافطار الاسبوعي الذي اقامه كما قال في تغريده له على توتير لتوطيد عرى المحبة والتعاون بين السعودية والاردن.
ويعتبر السفير السعودي نايف السديري نشطا جدا في البعد الاجتماعي مع النخب الاردنية.
لكن نشاط السفير والسفارة قد يخفي خلافات أعمق بين الاردن والسعودية لها علاقة باتهامات باطنية لنخب اردنية كانت قد اشارت لها فيما سبق الصحافة الغربية عن تورط جهات سعودية تحديدا في ملف الفتنة الذي تم اعلانه في عمان في الثالث من نيسان الماضي.
وظهرت شخصيات اردنية بارزة في الافطار الاخير الذي اعلن عنه السفير السعودي حيث استضاف رئيس مجلس الاعيان الحالي فيصل الفايز ورئيس مجلس الوزراء والاعيان سابقا عبد الرؤوف الروابدة و نظيرهما طاهر المصري اضافة الى وزير الصحة الاسبق سعد جابر ولم تعرف بعد طبيعة العلاقات التي يحيكها مع افراد النخبة السياسية السفير النشط حيث يقيم افطارات ويعلن عنها كما ينشر صور لضيوفه الاردنيين.
واعتبرت مصادر دبلوماسية غربية خبيرة بان السفارة السعودية نشطة في مجال اظهار وجود علاقات حيوية وعميقة بين بلاده والاردن.
وهو نشاط يحاول لفت النظر الى ان العلاقات والاتصالات الاردنية السعودية لم تتأثر اطلاقا حتى الان على الاقل بالخلافات والتجاذبات التي نتجت عن اعلان ملف الفتنة.
والمعروف ان وفدا سعوديا رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية فيصل بن فرحان كان قد وصل الى عمان في الخامس من شهر نيسان الماضي للمطالبة بتسليم الاردني المتهم بالفتنة والذي يحمل جنسية سعودية وهو الدكتور باسم عوض الله .
لكن تعليمات وتوجيهات اردنية مرجعية رفضت تسليم الدكتور عوض الله للجانب السعودي في الوقت الذي اشتكى فيه السفير السديري لأصدقاء من السياسيين الاردنيين عدة مرات عن وجود مناخ غير ودي على مستوى الصحافة وبعض الصالونات السياسية يحاول اتهام جهات مسؤولة في بلاده بمحاولة التدخل بالشؤون الداخلية الاردنية والايحاء بان العلاقات سيئة.
وهي شكوى تم التأكد من ان عدة سياسيين اردنيين سمعوها او نقلوها عن السفير السعودي على هامش اجتماعات خلفية له بالقصر الملكي او مع سياسيين ودبلوماسيين اردنيين.
ولوحظ بكثافة ووضوح على المستوى السياسي والدبلوماسي مؤخرا بان التطورات التي حصلت في القدس وفي فلسطين والاعتداء الاسرائيلي على غزة لم يشهدا اي مشاورات من اي نوع بين القيادة الاردنية والسعودية.
ولم تحصل اي اتصالات تنسيقية في هذا السياق ، الأمر الذي يظهر وجود فجوة عميقة في العلاقات بين البلدين ينشط السفير السعودي في محاولة اخفائها حيث تجاذبات وخلافات.