السياسية :رصد

خلود الحلالي

قدم الفنان أبو بكر سالم بلفقيه، اليمني الأصل، أهم الأغنيات للمكتبة الفنية اليمنية، إلا أن أبرز ما يتذكره اليمنيون الذين يبحثون عن فرص الاغتراب بعيداً من وطن الحرب، هي أغنية “أنتِ وين، تعبت مني المطارات”، التي غناها مسافراً في ظروف أقل سوءاً مما هي عليه الأوضاع اليوم.

ويردد المواطنون هذه العبارات أثناء وقوفهم على أسوار المطارات والمعابر للسفر من مدينة إلى أخرى داخل البلاد، أو أثناء بحثهم عن فرصة سفر إلى الخارج.

عوائق وتحديات جمّة تقابلهم تبدأ منذ انطلاق رحلتهم الشاقة من أمام منازلهم، ليصبح الوصول إلى صالة المغادرة هدفاً ورحلة محفوفة بالمخاطرة والمغامرة.

ومع بدء الحرب بعد هيمنة الحوثيين على المشهد وإعلان التحالف العربي في 6 أغسطس (آب) 2016 إغلاق مطار صنعاء الدولي وهو المطار الأول في البلاد، تزايدت مخاطر السفر لليمنيين القاطنين في مناطق سيطرة الحوثيين كونهم محط ريبة من النقاط الأمنية التابعة لعناصر الحوثي والمنتشرة على طول الطرق الرئيسية في مناطق سيطرتهم.

التنقل الداخلي

ويتعرض كثيرون للتوقيف والاستجواب والاحتجاز بمجرد الاشتباه لسبب أو من دونه، وفوت مئات المسافرين رحلاتهم وحجوزاتهم لاحتجازهم واختطافهم، ليقبعوا في مراكز الاحتجاز لفترات تضطرهم إلى حجز جديد ودفع الغرامات اللازمة للسفر.

وحتى المناطق الواقعة سواء تحت سيطرة قوات المجلس الانتقالي، استوقفت مئات المسافرين من أبناء المناطق والمحافظات الشمالية، وهم في طريقهم إلى مطار عدن، واحتجزتهم في مراكز ومعتقلات إلى حين التبين من هوياتهم وأسباب سفرهم.

وكذا الحال فإن نقطة الفلج البوابة الرئيسية لمدينة مأرب للمسافرين الواصلين من صنعاء عبر طريق البيضاء، تتبع إجراءات أمنية مشددة حيال المسافرين وتستوقفهم بشكل يومي، وتخضعهم للاستجواب وحقائبهم وأمتعتهم وهواتفهم للتفتيش.

وقبيل انطلاق رحلات المسافرين، هناك معوقات تتعلق بصعوبة تحديد موعد قريب للطيران، بفعل تشغيل عدد قليل من الطيران من قبل شركات محدودة، وهي اليمنية الناقل الوطني للمسافرين من اليمن، إضافة إلى شركات السعيدة وبلقيس، وهي شركات يمنية تشغل رحلات محدودة إلى السودان والأردن وإثيوبيا وجيبوتي والسعودية.

السفر الجوي

تسببت الحرب في إغلاق عدد من المطارات اليمنية فإضافة إلى مطار صنعاء، فإن مطار الريان في المكلا تم إغلاقه ولم يتم استئناف الطيران فيه إلا قبل وقت قريب من هذا العام، وهذا عامل إضافي بجانب إغلاق الأجواء اليمنية أمام شركات الطيران الأجنبية ما تسبب في مضاعفة أسعار التذاكر، وازدحام الحجز على الرحلات.

وحول عدم تشغيل الشركات الأجنبية وتسيير رحلات إلى اليمن لخلق مزيد من التنافسية يقول الكابتن صالح سليم بن نهيد رئيس الهيئة العامة للطيران المدني في اليمن أن بلاده ترحب بالتشغيل للطيران الأجنبي إلى مطاراتنا شريطة توافر عوامل السلامة والمعاملة بالمثل لشركاتنا الوطنية، بحسب أنظمة الطيران المدني العالمي الإيكاو.

والتقت “اندبندنت عربية” المتحدث باسم شركة طيران اليمنية سلام جباري، الذي أكد أن “اليمنية تسعى لتجاوز صعوبات كبيرة لتسيير رحلاتها، كون الوقت المسموح لليمنية للدخول والخروج بطائرة من الساعة السادسة صباحاً حتى الرابعة مساء وأحياناً السادسة مساء، وهذا لا يكفي لتشغيل طاقتنا الكاملة”.

ويضيف جباري أن الشركة “تواجه تحدياً يتعلق بالصيانة لعدم قدرة الشركة على نقل مركز الصيانة من صنعاء إلى عدن، فتتم الصيانة في السودان أو مصر، والطائرات لها عدة صيانات يومية وأسبوعية وشهرية، وهذا يكلف الشركة تكاليف إضافية، ناهيك عن تكاليف مبيت الطائرات”.

وأفاد جباري بأن “قطاع غيار طائرات اليمنية موجودة في صنعاء وانتهت تماماً، وهذا مكلف جداً، وبعض الشركات لا تبيع لليمنية بحكم أنها خارج نطاق النظام الدولي للطيران ما يضطر الشركة لاستعارة بعض القطع، ناهيك عن تأخر خروج التصاريح من قبل التحالف والتي تصل قبل إقلاع الطائرات بساعات، فإذا رفضت إحدى الرحلات يرجع الركاب، وحصل ذلك كثيراً في السابق، حرصاً على سلامتهم”.

كانت شركة طيران اليمنية تشغل قبل الحرب 18 رحلة يومياً، إلا أنها أصبحت حالياً لا تتعدى ست رحلات، لتشتغل الشركة حالياً بقدرة تشغيلية قدرها 25 في المئة من إمكانياتها”.

ويفيد جباري بأن منظمات الطيران العالمية استبعدت الشركة بسبب الوضع الذي تمر به اليمن، لذا تم تحديد وجهات الرحلات نحو محطات معينة، ناهيك عن عدم قدرتنا على تشغيل الطيران الداخلي، وارتفاع التأمين إلى الضعف لأننا نشتغل في وضع حرب، ويقول إن “الحكومة لم تعف اليمنية من رسوم المطارات”.

وتأسست شركة طيران اليمنية عام 1962، ويتكون أسطولها من ثلاث طائرات تتبع الشركة إضافة إلى طائرة مستأجرة، فيما تأسست شركة طيران السعيدة في أكتوبر (تشرين الأول) 2008، وتمتلك المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص 75 في المئة من أسهم الشركة، فيما تبلغ حصة الخطوط الجوية اليمنية نسبة 25 في المئة من أسهمها، ودشنت شركة طيران بلقيس رحلاتها في ديسمبر (كانون الأول) 2016، إلى وجهات محددة كالأردن والسودان بنظام الطيران منخفض التكاليف.

المصدر: ذي اندبندنت

المادة الصجفيةتم نقلها حرفيا من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع