السياسية:

كشفت مصادر أمريكية، امس الإثنين 24 مايو/أيار 2021، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أحدثت تغيراً على طبيعة الأسلحة التي سبق أن أقرت بيعها لإسرائيل، في صفقة تزامنت مع العدوان على قطاع غزة، وهو ما أثار استياء بين نواب ديمقراطيون سعوا خلال الأيام الماضية إلى تعطيل الصفقة في الكونغرس. 

ووفق إخطار سري أرسلته وزارة الخارجية الأمريكية إلى الكونغرس، وأطلعت عليه مجلة Newsweek، فإن الإدارة الأمريكية في إطار تبريرها لصفقة بيع أسلحة لإسرائيل، قد أقرت تزويدها بذخيرة من القنابل الموجهة صغيرة القطر (SDB)، وهو ما يوفر، حسب زعمها، “ذخيرة أشد فاعلية مع أضرار جانبية أقل”.

بحسب المجلة، قال مسؤولون بالقوات الجوية الأمريكية ووزارة الدفاع إن مواصفات الذخيرة التي ستقدمها الولايات المتحدة إلى العدو الإسرائيلي هذه المرة يُتوقع أن تخفف من حدة مخاوف المنتقدين.

وبحسب ما صرَّح به أحد مسؤولي البنتاغون، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، فإن “كل الذخيرة المعروضة على إسرائيل هذه المرة هي أحدث وأكثر دقة وأقل تدميراً مما تمتلكه إسرائيل حالياً”.

وقال المسؤول الأمريكي إنه يصعب الخوض في تفاصيل ومواصفات الذخيرة المقدمة إلى إسرائيل من وزارة الدفاع الأمريكية، لكن المُراد تأكيده أن القنابل الصغيرة القطر التي ستقدمها الولايات المتحدة ربما ستُتيح لإسرائيل شنَّ الضربات على الفصائل الفلسطينية بدرجة تدميرٍ جانبي أقل من ذي قبل.

صفقة أمريكية خلال العدوان 

وفي الأسبوع الأول من العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، أخطرت إدارة بايدن الكونغرس بصفقة بيع مقترحة لإسرائيل، بقيمة 753 مليون دولار، وتشمل قنابل دقيقة التوجيه من النوع المحمول جواً إلى إسرائيل. 

وتتكون الصفقة بالأساس من نوعي ذخيرة: “ذخائر الهجوم المباشر المشترك” (JDAM) من صناعة شركة “بوينغ” وتُوجَّه بالأقمار الصناعية -وهي نوع من القنابل الدقيقة التوجيه التي وفرتها الولايات المتحدة لإسرائيل منذ فترة طويلة- والجديد هو قنبلة أحدث من أنواع القنابل الصغيرة القُطر (SDB)، وهي ذخيرة من إنتاج شركة “رايثيون” وتدخل لأول مرة إلى ترسانة الأسلحة الإسرائيلية.

يبلغ وزن القنابل “جي بي يو-39” GBU-39/B الصغيرة القُطر نحو 250 رطلاً (110 كيلوغرامات)، وتُطلق من الجو وتُوجَّه بواسطة أقمار صناعية تستخدم نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وأنظمة توجيه ذاتية لتحديد مواقع الاستهداف في الجو، وإتاحة تعديل المسار. 

وتعمل أجنحة القنبلة ذات الشكل الماسي على حفظ توازن الذخيرة في الجو وزيادة وقت السقوط، ما يسمح للطائرات بإطلاق القنبلة من مسافة تصل إلى 65 كيلومتراً من الهدف، وهو ما يقلل أيضاً من تعرض المقاتلات لأي مخاطر.

من المخطط أن تحل هذه القنابل محلَّ ذخائر الهجوم المباشرة المشترك (JDAM)، وهي قنابل موجهة بالأقمار الصناعية استُخدمت لأول مرة في عمليات قتالية في عالم 1999. أُنتجت هذه الذخيرة في البداية بنسخة تزن 2000 رطل (907 كيلوغرامات)، وتحدَّثت على مدى عقدين من العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، لتشمل الآن إصدارات بوزن 1000 رطل (453 كيلوغراماً) و500 رطل (227 كيلوغراماً). 

لكن الأهم من ذلك، بحسب مصادر في القوات الجوية الأمريكية، أن دقة هذه الذخائر قد تحسنت باستمرار من نطاق تأثير 15 متراً الذي كانت عليه في بداية الحرب الأمريكية على أفغانستان عام 2011 إلى نطاق توجيه دقيق يصل إلى 2 متر الآن.

ومع ذلك، يعترف ضابط متقاعد بالقوات الجوية الأمريكية، أن الهدف من هذه التعديلات لم يكن دافعه الوحيد مصلحة المدنيين، فالمقصد الأساسي الآخر من وراء هذه التعديلات هو أن الحجم الصغير للقنابل يتيح للطائرات حمل كميات أكبر من الذخائر في كل طلعة، ما يتيح قصفَ المزيد من الأهداف، ومن ثم زيادة مستوى فتك الهجمات وتأثيرها.

تحركات في الكونغرس 

كان نواب ديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي، قد طرحوا الأربعاء 19 مايو/أيار 2021، مشروع قانون يسعى لحجب مبيعات أسلحة دقيقة التوجيه، قيمتها 735 مليون دولار، لإسرائيل، في رد فعل رمزي على التصعيد الحالي في الصراع بين إسرائيل وقطاع غزة.

إذ قادت النائبتان ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز ورشيدة طليب والنائب مارك بوكان جهود طرح المشروع مع ستة آخرين على الأقل، من بينهم بعض أكثر الديمقراطيين في المجلس ميلاً نحو اليسار.

هؤلاء النواب من بين مجموعة تطالب بجهد أمريكي وتنسيق لوقف العنف، ومنه الضربات الإسرائيلية الجوية التي قتلت عشرات المدنيين في قطاع غزة.

في حين تحظى دولة الكيان الإسرائيلي، بشكل عام، بتأييد قوي من النواب الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي. وإسرائيل هي أكبر متلقٍّ للدعم الأجنبي الأمريكي منذ الحرب العالمية الثانية، وتزود واشنطن إسرائيل حالياً بمساعدات عسكرية سنويةٍ قيمتها 3.8 مليار دولار.

عربي بوست