البنتاغون يدير “جيشا سريا حول العالم مؤلفاً من 60 ألف جندي”
العملاء المجندون يشاركون في عمليات على المستويين المحلي والأجنبي
مات ماثرز
فادت معلومات بأن جيشاً سرياً قوامه نحو 60 ألف جندي، يقوم بتنفيذ عملياتٍ داخلية وخارجية لمصلحة وزارة الدفاع الأميركية، في برنامج يهدف إلى تقليص التهديدات الموجهة إلى أمن الولايات المتحدة.
هذه القوة التي يُقال إنها أكبر بعشر مرات من حجم الوحدة السرية لـ”وكالة الاستخبارات المركزية” CIA، تتألف من عملاء يقومون بأنشطتهم في الخفاء، وبعضهم يعمل في كبرى الشركات في مختلف أنحاء العالم، بحسب ما ذكرت مجلة “نيوزويك” الأميركية.
ويشارك العملاء المنخرطون في هذا البرنامج الذي عمل البنتاغون على تطويره تحت اسم “سيغنيتشر ريداكشين”Signature Reduction على مدى الأعوام العشرة الأخيرة، في مهماتٍ سرية عبر الإنترنت كما في الحياة الواقعية، وغالباً ما يكونون جنوداً ومدنيين ومقاولين يخفون أسماءهم الحقيقية باستخدام هويات مزيفة.
وأوضحت مجلة “نيوزويك” أن هذا الجيش السري الذي تصل الموازنة المخصصة له إلى نحو 900 مليون دولار، يؤدي مهامه من دون علم الكونغرس الأميركي أو موافقته. وأكد ذلك عنصر في الاستخبارات لم يذكر اسمه، بقوله إن الجيش المذكور يعمل في إطار Signature Reduction، على الرغم من أن هذا المصطلح غير معترف به رسمياً من وزارة الدفاع الأميركية. ومع ذلك، فإنه يُستخدم لتحديد “الإجراءات التي تُتخذ لحماية العمليات”.
وفي هذا الإطار، يُعتقد أن كوريا الشمالية وروسيا وإيران ليست سوى بعض الدول التي يُنظر إليها على أنها معادية للولايات المتحدة وينشط فيها العملاء.
وعلى الرغم من أن بعض العملاء ينشطون في الظل، فإن مجلة “نيوزويك” أشارت إلى قضية رايان فوغل كمثال للحالات التي يتم فيها كشف هوية هؤلاء العملاء. وفوغل هو عميل مزعوم لوكالة “سي آي أي” تم اعتقاله في روسيا بتهمة محاولة تجنيد ضابط استخبارات روسي.
وتم بث لقطات لفوغل وهو يتعرض للتوبيخ من جانب محققين في “جهاز الأمن الاتحادي الروسي” FSB يرتدون ملابس مدنية، على القنوات التلفزيونية الروسية في مايو (أيار) 2013، إضافةً إلى صورٍ فوتوغرافية ولقطات فيديو لأدوات تجسس قديمة الطراز ومثيرة للغرابة، منها قطعتان من الشعر المستعار وبوصلة وخريطة لموسكو وأوراق نقدية من فئة 500 يورو.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أكدت في حينه أن أحد عملائها تم اعتقاله، لكنها رفضت الانجرار وراء التأويلات والمزاعم التي تقول بأن عملاءها كانوا ناشطين في محاولات تجنيد عملاء روس.
وكشف تحقيق مجلة “نيوزويك” أيضاً كيف قامت شركة مقرها في ولاية “نورث كارولينا” بتدريب العملاء على تغيير أعمارهم ومظهرهم الخارجي، من خلال استخدام أساليب التنكر، وتزويدهم بأكمام من السيليكون تسمح لهم بتغيير بصماتهم.
ووفقاً للمجلة، يعمل ما يصل إلى 30 ألف عنصر من القوات المندرجة ضمن برنامج Signature Reduction، في جميع أنحاء العالم، بدءاً من باكستان في الشرق الأوسط وصولاً إلى غرب أفريقيا في الجنوب.
اتصلت “اندبندنت” بوزارة الخارجية الأميركية للتعقيب.
المصدر : ذي اندبندنت