السياسية:

شهدت الساعات الأخيرة ضغوطاً دولية، واتصالات مكثفة بين الجانب الفلسطيني الممثل بفصائل المقاومة في غزة، والعدو الإسرائيلي، في سبيل التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار، بعد 11 يوماً من القتال، ما جعل بوادر الإعلان عن تهدئة تلوح بالأفق.

فما رشح من تصريحات لما يحدث خلف الغرف المغلقة بين الجانبين، يشير إلى أن هدنة سيتم الإعلان عنها خلال يوم أو يومين، فيما ذهبت وسائل إعلام إسرائيلية للقول إن ساعة الصفر ستكون عصر الجمعة 21 مايو/أيار 2021.

كواليس الساعات الأخيرة

من ضمن التسريبات التي خرجت لوسائل الإعلام، والتي تشير إلى تقدم ملحوظ بالمفاوضات، قال مصدر أمني مصري إن الجانبين وافقا من حيث المبدأ على وقف إطلاق النار بعد تدخل وسطاء، وإن كان التفاوض على التفاصيل مازال يجري سراً.

صحيفة wall street journal كشفت أن مصر اقترحت عدة خيارات على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية بحسب مسؤول كبير في المخابرات المصرية. 

كما سيشمل وقف إطلاق النار “وقف جميع الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية لحركة حماس ووقف ملاحقة القوات الإسرائيلية لقادة وأعضاء الحركة، في المقابل ستوافق حماس على وقف جميع العمليات، بما في ذلك إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية، بحسب ما ذكرته صحيفة The new york times الأمريكية. 

أحد هذه الخيارات هو أن توافق حماس وإسرائيل على وقف إطلاق النار بدون شروط. أما الخيار الثاني فهو أن يوافق الجانبان على وقف مؤقت للقتال أثناء تفاوضهما على وقف إطلاق نار طويل الأمد.

في الوقت ذاته ذكرت قناة الجزيرة أن تور وينسلاند مبعوث الأمم المتحدة للسلام بالشرق الأوسط التقى مساء الأربعاء في قطر إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، دون مزيد من التفاصيل عن نتائج الاجتماع. 

إلا أن حماس، اللاعب الأبرز في هذه المواجهة، قالت على لسان القيادي في الحركة موسى أبومرزوق، إنها تتوقع أن يكون وقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة “خلال يوم أو يومين”، مؤكداً على أن “الاحتلال الإسرائيلي” هو من يستجدي ذلك، ولافتاً إلى أن هناك فشلاً كبيراً لنتيناهو في هذه المواجهة، وانتصاراً لحركة حماس.

لكن أبومرزوق أشار إلى أن “وقف إطلاق النار متعلق بقطاع غزة، وليس بكل أماكن الاحتكاك في الضفة الغربية”، مؤكداً على أن “معادلة المقاومة الفلسطينية واضحة، وهي قصف مقابل القصف وتصعيد مقابل التصعيد”، مشدداً على أن “القدس خط أحمر، وعنوان المعركة التي انطلقت، نصرة للأقصى والشيخ جراح، ومقاومة حماس هي من أجل الأقصى والقدس وتحرير كل فلسطين”.

تحرك حاسم من بايدن

على الصعيد الدولي، طلب الرئيس بايدن -الصريح بشكل غير عادي- يوم الأربعاء من نتنياهو إيقاف تصعيد هجومه العسكري على غزة، وهو ما خلق صدعاً نادراً بين البلدين، وأثار استياء بعض مؤيدي إسرائيل في الولايات المتحدة، بينما أثلج صدر الديموقراطيين الذين دفعوا بشكل متزايد من أجل موقف أمريكي أكثر صرامة تجاه إسرائيل، بحسب صحيفة washington post الأمريكية.

فقد كان بايدن متردداً لعدة أيام لمواجهة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو علناً، كما أن مطالبته “بخفض التصعيد بشكل كبير على طريق وقف إطلاق النار” هزت عوالم السياسة والدبلوماسية، بحسب وصف صحيفة واشنطن بوست.

فقد قال البيت الأبيض لنتنياهو بشكل واضح، إن الأمور تتغير في الولايات المتحدة، ولا تصب في صالح إسرائيل، بما في ذلك المشرعون الذين كانوا يدعمون إسرائيل منذ فترة طويلة، وذلك بحسب شخصين مطلعين على الرسالة.

لا يملك بايدن سلطة مباشرة لفرض وقف إطلاق النار على إسرائيل، لكن الرسالة الصارمة للبيت الأبيض كانت واضحة: “إذا واصل نتنياهو الصراع إلى أبعد من ذلك، فإنه يخاطر بفقدان دعم كبير في واشنطن”.

التصعيد مستمر على الأرض

على الأرض، شنّ جيش العدو الإسرائيلي العشرات من الغارات على مناطق شمالي وشرقي وجنوبي قطاع غزة، استهدف عدد منها منازل لقادة في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وذراعها العسكرية كتائب عز الدين القسام.

بينما وجّهت الفصائل الفلسطينية ضربات صاروخية لمدن وبلدات جنوبي إسرائيل، فضلاً عن قواعد عسكرية إسرائيلية، وذلك رغم تزايد التصريحات بشأن قرب سريان وقف إطلاق النار بين الجانبين.

وانطلقت صفارات الإنذار من الصواريخ مبكراً الخميس في بلدة بئر السبع جنوبي إسرائيل وفي مناطق على الحدود مع غزة. ولم ترد تقارير عن حدوث خسائر في الأرواح أو الممتلكات.

يقول مسؤولون فلسطينيون بقطاع الصحة إن 228 قتيلاً سقطوا منذ اندلاع القتال في العاشر من مايو/أيار في القصف الجوي الإسرائيلي، الذي زاد من تفاقم الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة.

وذكرت سلطات العدو الإسرائيلية أن عدد القتلى بلغ 12 في إسرائيل حيث أثارت الهجمات الصاروخية المتكررة الذعر وجعلت الناس يُهرَعون إلى المخابئ.

عربي بوست