(صحيفة” لاكسبرس – le xpress ” الفرنسية- ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

في المنطقة الجبلية من محافظة تعز، المدينة اليمنية الثالثة التي دمرتها الحرب، تنتظر عشرات المقابر المحفورة حديثا, دفن العدد المتزايد من ضحايا جائحة الفيروس التاجي.

تحتضن مقبرة السعيد, موكب دائم للرجال، ومعظمهم لا يرتدون أقنعة أو قفازات، يحملون التوابيت على طول الذراع وأحيانا بواسطة الشاحنات.

رسميا, سجلت اليمن التي يبلغ عدد سكانها حوالي 30 مليون نسمة, أكثر من 4700 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، بما في ذلك 946 حالة وفاة, في ظل غياب الاختبارات والإحصاءات الدقيقة في هذا البلد الذي وجد نفسه فريسة سهلة للوقوع في مستنقع الفوضى والدمار.

تخوض الحكومة اليمنية المدعومة من قبل دول التحالف العربي العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية حرباً منذ أكثر من ست سنوات ضد الحوثيين الذين يتلقون الدعم من إيران, بعد أن تمكنوا من بسط سيطرتهم على أجزاء شاسعة من المناطق الشمالية من البلد, بما في ذلك العاصمة صنعاء, أواخر سبتمبر من العام 2014.

يكافح سكان مدينة تعز الواقعة في الجهة الجنوبية الغربية من البلد, الذين يعيشون في ظل الحصار منذ سنوات، ارتفاع في معدل عدد القتلى, حيث تعيش هذه المدينة اليوم تحت التهديد المستمر للهجمات الحوثية, وبالتالي, لا يمكنهم حفر القبور إلا بسرعة لدفن موتاهم.

قال شعبان قائد, وهو المسؤول على المقبرة, لوكالة الصحافة الفرنسية:”نحن نستقبل في اليوم الواحد ما يقرب من تسع إلى عشر جثث”, ونتيجة لذلك, اضطررنا لذهاب إلى السوق للبحث عن متطوعين لمساعدتنا قبل أن نستسلم لاستخدام الجرافة للقيام بالعمل, كما يقدم الأطفال حافي القدمين باستخدام المجرفة اليدوية المساعدة قدر استطاعتهم”.

أبعد قليلا, تجري مراسم جنازة يقيمها بعض الرجال الذين يرتدون ملابس تقليدية في زاوية من المقبرة, في حين لا تزال آلة الحفر تعمل على حفر قبور جديدة.

وفي أماكن أخرى، تتجمع النساء اللواتي يرتدين ملابس سوداء حول أحد القبور, يتلون آيات من القرآن.

“الإهمال والفشل”

وفقا لتقارير الصادرة عن الأمم المتحدة، فقد ارتفع معدل عدد الإصابات في هذا البلد الفقير و الواقع في شبه الجزيرة العربية بأكثر من الضعف في الأسابيع الأخيرة مقارنة بالفترة التي شهدت بداية انتشار الوباء, حيث يسجل اليمن حوالي 100 حالة جديدة يومياً.

وبالنظر إلى الافتقار إلى الفحص اللازم والتأخير في الحصول على الأدوية  اللازمة والصعوبات التي يواجهها السكان المدنيون في الوصول إلى المراكز الصحية، تعتقد الأمم المتحدة أن التقييم الرسمي لا يعكس الواقع.

ربما كانت هذه الأرقام أعلى بكثير في اليمن الذي انهار نظام الرعاية الصحية فيه, والذي يشهد، وفقا للأمم المتحدة، أسوأ أزمة إنسانية في العالم من صنع الإنسان.

كتب على لافتات رفعها المتظاهرون أمام المقبرة “لماذا لا تفعل الحكومة أي شيء لوقف انتشار الوباء؟” و”من يتحمل مسؤولية الكارثة الصحية في تعز؟”.

ومن جانبه, قال أحمد البكاري، وهو من سكان المدينة “هناك إهمال وفشل من جانب الحكومة التي لا تؤدي دورها كما ينبغي, ففي الموجة السابقة (من التلوث)، لم تكن التدابير بالفعل على مستوى الكارثة, ويبدو أن الموجة الثانية أشد قسوة, وفي المقابل, فإن السلطات لا تحمي حياة الناس، كما يتوجب عليها”.

تسلم اليمن في الأسبوع الماضي دفعة أولى من لقاحات “- AstraZeneca  أسترازينيكا” المضاد للأجسام من خلال آلية كوفاكس للمساعدات الدولية, حيث بلغت 360 ألف جرعة، بعد أن دعت لجنة حكومية إلى “حالة الطوارئ الصحية” و “حظر التجول الجزئي”.

*     المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع