بقلم: جهاد جيلون

(صحيفة “جون أفريك- jeune afrique” الفرنسية – ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

غلبت على فترة مراهقته بشكل كبير استخدام مواقع الشبكات الاجتماعي, لاسيما “تويتر” الذي لطالما فضله السعوديون على فيسبوك.

“برلمان البلد”

في أوائل العام 2010، كان “تويتر” يُعتبر بالنسبة للشعب السعودي بمثابة “برلمان البلد”, كل شيء يناقش ويُنتقد من خلاله دون أي محرمات تقريباً: السياسة الخارجية للمملكة، وحقوق المرأة، والإصلاحات الدينية، وما إلى ذلك.

وفي العام 2011, كان أول ظهور لحساب “مجتهد-“Mujtahid، الذي لديه عدة ملايين من المشتركين, ومع مرور الوقت أصبح واحدا من المصادر الرئيسية للمعلومات عن مؤامرات القصر.

يدعي “مجتهد” أنه يحصل على معظم معلوماته شفوياً, لاسيما عن طريق الأمراء, لكن دون الكشف عن هويته، ونادراً ما يخطئ فيما يتناوله من الأخبار وحقائق، لدرجة أن البعض يشك في انتمائه إلى العائلة المالكة نفسها.

وفي حين لم يتحدث أحد حتى الآن عن التقارب بين بعض الدول العربية ودولة إسرائيل، إلا أن “مجتهد” كشف عن أن السياسة السعودية تجاه الدولة العبرية سوف تشهد تحولاً كبير تحت تأثير محمد بن زايد – عراب بن سلمان- وولي عهد أبو ظبي.

ومن ناحية أخرى، لا يبدو أن القيادة السعودية القديمة تدرك بالكامل الدور الذي تلعبه هذه المنابر أثناء فترة الربيع العربي, فيما يخص نشر رسائل الاحتجاج.

مسألة بالغة الأهمية:

في المملكة العربية السعودية، يبلغ متوسط العمر حوالي 29, ونتيجة لهذا, فإن السيطرة على الشبكات الاجتماعية تعتبر بمثابة قضية حساسة و بالغة الأهمية.

ولكن بالنسبة لأهم أمراء الأسرة الحاكمة الذين هم عادة ما يكونون الأكبر سنا، يبقى التأثير أساس مسألة شبكات قبلية وعلاقات مع كبار الشخصيات الدينية ممن يكون في نفس العمر.

ومن جانبه, يعي محمد بن سلمان بسرعة كبيرة كل الفوائد التي يمكن أن يحصل عليها من “تويتر” للتعريف بنفسه وتعزيز من شعبيته.

ومع ذلك, ففي العام 2014, راوده القلق حول الشائعات المتداولة التي انتشرت عن والده سلمان، الذي كان على وشك اعتلاء العرش، حيث قيل أنه مصاب بداء الزهايمر.

وفي مواجهة هذا الأمر, كلف الأمير الشاب صديقه المخلص بدر العساكر بإيجاد طريقة لكشف هوية أصحاب الحسابات المجهولة التي تسمح بمثل هذا النقد.

وفي يونيو 2014، زار العساكر مقر شركة تويتر في سان فرانسيسكو وهناك التقى أحمد أبو عمو، وهو مواطن مزدوج الجنسية من الولايات المتحدة ولبنان.

كان أبو عمو في ذلك الوقت يعمل مديراً للشراكات الإعلامية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على تويتر في الفترة ما بين نوفمبر 2013 إلى مايو 2015.

ومن دون الكشف عن هوية محمد بن سلمان، يقول العساكر لأبو عمو إنه يعمل نيابة عن أمير سعودي.

وبعد هذا الاتصال الأولي بقرابة سبعة أشهر، وخلال اجتماع في لندن، اهداء المسؤول السعودي أبو عمو ساعة بقيمة 20 ألف دولار على الأقل.

بعد ذلك بوقت قصير، طلب العساكر من أبو عمو اكتشاف عنوان البريد الإلكتروني ورقم الهاتف الخاص بحساب “مجتهد” وذلك بفضل وصوله إلى قاعدة بيانات تويتر.

وتستمر المطالب مع اعتلاء سلمان العرش, وبالتالي أصبح الأمير محمد واحدا من أقوى الرجال في المملكة.

في فبراير 2015,  أودع المسؤول السعودي 200 ألف دولار في حساب مصرفي تم افتتاحه مؤخراً في مصرف في لبنان.

ونتيجة لكون أبو عمو لا يملك المهارات الفنية الكبيرة التي من خلالها سوف يلبي كل طلبات الأمير السعودي, سوف يرغب العساكر قريباً في الحصول على أكثر من جاسوس داخل العملاق الأمريكي.

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع

8-6 : عارضات الأزياء، حفلة بيتبول، جزيرة خاصة … عطلات بن سلمان الفاخرة في جزر المالديف