السياسية :

تحت العنوان أعلاه، كتب إيغور بشينيتشنيكوف، في “إزفيستيا”، حول الأسباب التي جعلت جو بايدن يصعّد خطابه ضد روسيا ورئيسها، بطريقة وقحة.

وجاء في المقال: ما قاله الرئيس الأمريكي جو بايدن عن روسيا ورئيسنا أمس لا ينبغي أن يكون مفاجئا. فكان سيحدث، على أية حال، سواء اليوم أو غدا.

قال بايدن، في مقابلة مع قناة ABC التلفزيونية، ​​إن بوتين “سيدفع ثمن” تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية. سقط سيد البيت الأبيض إلى درجة إهانة الزعيم الروسي. ردت روسيا بسرعة على هذه الوقاحة. تمت دعوة السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنطونوف إلى موسكو لإجراء مشاورات. ورد فلاديمير بوتين بشكل لامع للغاية، قائلا: “الكلام صفة المتكلم”، وتمنى للزعيم الأمريكي الصحة.

يمكن طرح السؤال على النحو التالي: هل قال بايدن هذا “في هبة حماسة” أم كان ذلك معدا للمقابلة؟ لا فرق جوهريا. هذا هو الموقف الثابت لتلك القوى التي تقف وراء بايدن والتي أوصلته إلى السلطة.

هذه القوى هي المؤسسة الأمريكية الداعية إلى الليبرالية المتطرفة. هنا عبادة المال والتسلط على العالم.

تنطلق القوى التي تقف وراء بايدن من فرضية أنه يجب تدمير روسيا كمنافس جيوسياسي. ترى الإدارة الأمريكية الحالية، أو بالأحرى “الدولة العميقة” الأمريكية، التنافس مع روسيا ليس في المنافسة الاقتصادية والعسكرية بقدر ما في الصراع بين وجهات نظرهم وآرائنا حول قضايا الحياة البشرية. فروسيا، بتاريخها الممتد ألف عام وثقافة المئات من شعوبها الغنية، وبقيمها التقليدية القائمة على الأرثوذكسية والديانات التقليدية الأخرى، تقدّم للعالم أجمع مقاربة وجودية تناقض أفكار المؤسسة الأمريكية الموجهة ضد الإنسانية، وبالتالي، فلا ينبغي أن يكون لروسيا وجود.

من وجهة نظر العقل السليم، فإن تصريح بايدن وأي شيء تفعله المؤسسة بيديه مجرد هراء. بل هو أشبه بهوس ديني تعانيه المؤسسة الليبرالية الأمريكية، إذا صح التعبير. وهذا، للأسف، مرض لا يعالج. وما علينا إلا أن نأخذ هذا في الحسبان ونكون مستعدين لتفاقم جديد لهذا الهوس الذي يعانيه المريض الأمريكي.

* المصدر : روسيا اليوم
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع