السياسية:

قال وزير الأمن العام في سريلانكا، سارات ويراسيكيرا،
اليوم السبت ، إن بلاده ستحظر ارتداء البرقع تماماً وتغلق أكثر من ألف مدرسة إسلامية، في أحدث الإجراءات التي تستهدف الأقلية المسلمة.

كانت السلطات في سريلانكا بدأت في إجراءات تستهدف الأقلية المسلمة منذ مدة، إذ تم حظر البرقع مؤقتاً في الدولة التي تسكنها أغلبية بوذية في عام 2019 بعد تفجير كنائس وفنادق، مما أسفر عن مقتل أكثر من 250.

حظر البرقع لدواعي “الأمن القومي”

وزير الأمن العام في سريلانكا قال في مؤتمر صحفي إنه وقع قراراً الجمعة 12 مارس/آذار، للحصول على موافقة الحكومة على حظر الغطاء الكامل للوجه الذي ترتديه بعض النساء المسلمات، وذلك لدواعي “الأمن القومي”.

مضى يقول: “منذ سنوات مضت لم تكن النساء والبنات ترتدي البرقع.. هو علامة على التطرف الديني الذي حدث أخيراً. سوف نحظره قطعاً”.

كما أضاف ويراسيكيرا أن الحكومة تعتزم حظر أكثر من ألف مدرسة إسلامية وصفها بأنها إهانة لسياسة التعليم الوطني. وقال: “لا يمكن أن يفتح أحد مدرسة ويعلِّم الأطفال فيها ما يريد”.

سريلانكا متهمة بالتضييق على المسلمين

القرار الذي اتخذته سلطات سريلانكا يأتي رغم الانتقادات التي وجهت لها بخصوص التضييق على الأقلية المسلمة في البلاد، خاصة بعد إجبارها المسلمين على حرق جثث ضحايا كورونا.

حسب منظمة “هيومن رايتس ووتش” فقد تبنّت حكومة غوتابايا راجابسكا القومية السنهالية منذ توليها السلطة في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، سياسات وممارسات عديدة تميز ضد الأقليتين المسلمة والتاميل. 

فقد منعت السلطات احتفال التاميل بمناسباتهم التذكارية، ودمّرت نُصُباً تذكارية للحرب، وصعّدت الانتهاكات ضد المعابد الهندوسية.

كما واصلت حكومة راجاباكسا المضايقات والاعتداءات التي كان يتعرض لها المسلمون من قبل. عندما تعرض مسلمون لهجوم من قبل حشود من المتعصبين القوميين في 2018.

تضمن خطاب الكراهية الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الرئيسية شائعات كاذبة بأن المسلمين يتآمرون لتعقيم النساء البوذيات، أدت إلى اعتقال طبيب مسلم، ومقاطعة مطاعم المسلمين. 

في أعقاب تفجيرات عيد الفصح التي حملت تأثير تنظيم “داعش” في 2019، مُنعت النساء اللاتي يرتدين الزي الإسلامي من دخول المباني العامة. في 2020، خلال تفشي فيروس “كورونا”، اتهمت وسائل الإعلام الموالية للحكومة المسلمين بنشر الفيروس عمداً.

المنظمة الدولية قالت إن تصعيد الانتهاكات ضد أقليات سريلانكا يجعل من الضروري أن يتبنى مجلس حقوق الإنسان قراراً صارماً في دورته الحالية. لن تتوقف سياسات الحكومة السريلانكية القاسية، وغير المبررة، والتعسفية حتى يخرج العالم عن صمته، خاصة بعد قرارها حرق جثث المسلمين المتوفين بكورونا.

حرق جثث المسلمين المتوفين بكورونا

كما خلَّف قرار حكومة سريلانكا بحرق جثث جميع الأشخاص الذين قضوا بسبب إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، استياءً عارماً لدى المسلمين في البلاد، الذين وجهوا انتقادات لاذعة للحكومة مطالبين بوقف القرار فوراً، قبل أن تتراجع عن ذلك خلال شهر فبراير/شباط الماضي.

إذ كانت الحكومة السريلانكية، قد قررت حرق جثث جميع من توفوا بفيروس كورونا، مهما كانت معتقداتهم الدينية، وهو الأمر الذي تم اعتباره “تعدياً سافراً على حرمة أموات المسلمين”.

فيما دأبت العديد من الدول التي اجتاحها الفيروس، على دفن موتاها المصابين وفق إجراءات صارمة وخاصة، مخافة انتقال العدوى من الجثة لأشخاص آخرين، بينما لجأت إيطاليا إلى حرق الجثث بإقليم لومبارديا بسبب تكدسها وإغلاق جميع المقابر.

من جانبها، دخلت منظمة العفو الدولة على خط قرار الحكومة السريلانكية، معبرة عن استيائها من هذا القرار، الذي مسَّ مشاعر عدد كبير من المسلمين في سريلانكا والعالم.

ففي رسالة وجهتها لحكومة البلاد، دعت المنظمة هذه الأخيرة إلى “السماح لأبناء الأقليات الدينية في البلاد بالقيام بواجبهم الأخير تجاه موتاهم حسب معتقداتهم وشعائرهم الدينية”.

المسلمون في سريلانكا

تشير المعلومات الموثقة حول مسلمي سريلانكا إلى أنهم يشكلون نحو 10% فقط من نسبة السكان؛ بناءً على إحصائية صدرت عام 2015، من مجموع نحو 21 مليون نسمة.

ينقسم مسلمو سريلانكا من ناحية العِرق إلى ثلاثة أقسام، فهناك مسلمو “مورو”؛ وهم من البرتغاليين الذين احتلوا الجزيرة في القرن السادس عشر، وهم الأغلبية الساحقة بين المسلمين.

أما مسلمو الـ”ملايو” فهم غالباً من الجنود الإندونيسيين بالجيش البريطاني، في حين يشكل مسلمون هنديون الضلع الثالث من مسلمي سريلانكا، وقد جاءوا تجاراً من الهند واستقروا في البلاد.

يشعر مسلمو سريلانكا بقوة انتمائهم الديني بغضّ النظر عن الاختلاف العرقي والإثني فيما بينهم.

في سريلانكا أكثر من ألفي مسجد، أشهرها مسجد “بيرولا”، ومسجد “كولمبو”، بالإضافة إلى عديد من المساجد الصغيرة الموزعة بحسب مواقع المسلمين في الجزيرة.

يتلقى أبناء المسلمين في سريلانكا تعليماً إسلامياً، ولهم مدارس خاصة؛ إذ يوجد فيها نحو 500 مَدرسة إسلامية ابتدائية تخضع لإشراف حكومة البلاد. وتوجد أيضاً مدارس تفتتح أبوابها لأبناء المسلمين أيام الأحد وتسمى “الأحدية”، أسستها جمعيات إسلامية، لتعليمهم مبادئ الدين الإسلامي وحفظ القرآن.

عربي بوست