بدء فعاليات مبادرة “أسبوع القدس العالمي” لنصرة الأقصى بمشاركة 52 دولة
السياسية :مرزاح العسل
بدأت اليوم الإثنين، فعاليات مبادرة “أسبوع القدس العالمي” نصرة للمسجد الأقصى المبارك وللقضية الفلسطينية، بمشاركة نحو 60 مؤسسة وهيئة ورابطة وملتقى واتحاد علمائي من 52 دولة حول العالم.
ويأتي انطلاق فعاليات مبادرة “أسبوع القدس العالمي” بعد اجتماعات ومشاورات عن بُعد، أجرتها الهيئة التنسيقية العلمائية، حيث تم الاتفاق على إعلان الأسبوع الأخير، من شهر رجب في كل عام، أسبوعًا لنصرة الأقصى وفلسطين تحت عنوان “أسبوع القدس العالمي”.
وتهدف المبادرة إلى دعوة الجميع للتضامن مع الأقصى والتعريف به ونصرته، وتنظيم فعاليات مختلفة نصرة للأقصى، ما يمنح الفرصة لإظهار المسلمين حبهم لأولى القبلتين، الذي يتعرض لمحاولات تهويد مستمرة من قبل أذرع الاحتلال المختلفة.
كما تهدف إلى إحياء الفعاليات والأنشطة المناصرة لفلسطين والقدس المحتلة، والرد على المطبعين وانحرافهم عن نهج الأمة، ودعم المرابطين والمرابطات في القدس الشريف والمسجد الأقصى وعموم فلسطين.
وتتزامن هذه المناسبة (24 – 30 رجب 1442هــ الموافق 8 – 14 مارس 2021م) مع ذكرى تحرير المسجد الأقصى والقدس في 27 رجب عام 583 هجري، على يد القائد صلاح الدين الأيوبي، وذكرى حادثة الإسراء والمعراج.
ودعت الهيئة التنسيقية (التي تتكون من 60 مؤسسة وهيئة ورابطة وملتقى واتحاد علمائي من 52 دولة)، المؤسسات والاتحادات والمنتديات العلمائية والإسلامية والجامعات، إلى المشاركة في تعبئة واستنهاض الأمة والأجيال لمعرفة القضية المركزية للعرب والمسلمين.
وأكدت الهيئة على ضرورة تكثيف عقد المؤتمرات والندوات واللقاءات والمحاضرات، وإصدار النشرات وطباعة الكتيبات للتعريف بمكانة القدس الدينية والتاريخية للأمة الإسلامية.
وبهذه المناسبة دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى تخصيص خطبة يوم الجمعة القادم الـ28 من رجب 1442هـ الموافق 12 مارس 2021م، لتتناول قضية المسجد الأقصى وفلسطين والدفاع عن القدس المحتلة.
وقال الاتحاد في رسالة وجهها إلى جميع العلماء والخطباء والدعاة: إن الدفاع عن القدس بتخصيص خطبة الجمعة واجب شرعي ودعما للقضية الأولى للمسلمين “القضية الفلسطينية”.
وأكد الاتحاد أنه من واجب الخطباء والعلماء والدعاة على المنابر إحياء “أسبوع القدس العالمي”، والتعريف بكل الجوانب الشرعية والقانونية والتاريخية التي أحيطت بقضية القدس وجهاد فلسطين من أجل تحرير وتطهير القدس الشريف من المعتدين الغاصبين المحتلين.
وباركت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إعلان هيئات وتجمعات ومراكز عُلَمائية “أسبوع القدس العالمي”، في الأسبوع الأخير من شهر رجب كل عام، عادَّة أن في هذا التوجه دلالة على أن قضية القدس حية في نفس كل مسلم.
وقال رئيس حركة حماس في الخارج الدكتور ماهر صلاح في تصريح صحفي: إن “القدس أكثر من مدينة، وأكبر من عاصمة، إنها روح أمّة إسلامية ممتدة، وعنوان وحدتها، ورمز عزتها وكرامتها، لذلك كان فتحها مختلفًا عن كل انتصارات سبقت، وكان تحريرها إعلانًا بانكسار استعمار غربي يسعى دومًا للنيل من عزّة الأمّة وإرادتها باحتلال قبلتها الأولى، ومحط أنظارها، ومهوى فؤادها”.
وأضاف: “في هذه الظروف الصعبة التي تتعرّض فيها المدينة المقدّسة لهجمة تهويدية واسعة، ويواجه أهلها الصامدون المرابطون شتى أشكال الاستهداف، وتتوالى اقتحامات المسجد الأقصى المبارك، في محاولات لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، إضافة إلى ما سبق من تصريح باطل مشؤوم بأن القدس عاصمة للكيان الصهيوني، تأتي البشائر بإعلان هيئات وتجمعات ومراكز علمائية “أسبوع القدس العالمي”، في الأسبوع الأخير من شهر رجب كل عام”.
واعتبر أن هذه هي البشرى بأن قضية القدس حيّة في نفس كل مسلم، ومهما تزاحمت المآسي فإنها تحتل المكانة الأولى، كما كانت دائمًا على مدى التاريخ.
ودعا القيادي في حركة حماس، الجميع من المنتمين إلى الحركة، والمنتسبين إلى مشروعها، والمؤمنين بخطها، من أفراد ومؤسسات، إلى المشاركة في الفعاليات المطروحة، والتفاعل مع حملة “أسبوع القدس العالمي”.
وفي غزة أطلقت وزارة الأوقاف والشئون الدينية الفلسطينية اليوم، ضمن أسبوع القدس العالمي، وعبر أثير إذاعة القرآن الكريم التابعة لها موجة إذاعية مفتوحة موحدة بمشاركة الإذاعات المحلية القدس والأقصى والرأي الفلسطينية والاسرى والوطن والشعب نصرةً للقدس والأقصى وذلك ضمن فعاليات أسبوع القدس العالمي الذي أطلقته الوزارة بمشاركة مؤسسات محلية وعالمية.
وأوضحت الوزارة أن “الموجة الاذاعية الموحدة ستستمر على مدار أسبوع كامل في إطار فعاليات أسبوع القدس العالمي حيث سيتم البث يومياً من إحدى الإذاعات وسيتخلل البث العديد من الفقرات والبرامج المختلفة وبروموشونات والفواصل الإذاعية المتعلقة بقضية القدس والأقصى”.
وأكدت الأوقاف على أهمية الدور الإعلامي في نصرة القدس والأقصى والعمل على حشد الطاقات والرأي العام للدفاع عن المدينة المقدسة إزاء ما تتعرض له من انتهاكات واعتداءات يومية، تستدعي وقوف الجميع عند مسؤولياته.
كما شاركت رابطة علماء فلسطين في المؤتمر الصحفي الذي عُقد الأحد في مقر وزارة الأوقاف بمدينة غزة، للإعلان عن إطلاق فعاليات أسبوع القدس العالمي، وقد حضر المؤتمر مندوبين عن كافة المؤسسات العاملة للقدس في قطاع غزة.
من جهته حدد رئيس هيئة علماء فلسطين، ورئيس اللجنة التحضيرية لأسبوع القدس العالمي، نواف تكروري، 4 رسائل لأسبوع القدس العالمي.. مشددًا على أنه يرمي لنصرة المدينة المحتلة وإسناد أهلها.
وقال تكروري في مقابلة مع “المركز الفلسطيني للإعلام”: إن هذا الأسبوع فكرة طرحت خلال لقاء علماء وأكاديميين في تركيا قبل 3 أشهر، وكان مقرراً أن يكون في تركيا؛ ولكن استمع لوجهات نظر عدة، وكان التوافق بعمل أسبوع القدس العالمي.
وأشار إلى أن الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين دعم هذه الفكرة وأعلن عنها، وبالتالي أصبحت الفكرة واردة ومتوافق عليها من كل الجهات، وأعدت لجنة تحضيرية من 15 شخصاً من حوالي 10 بلدان.
وأكد أن المراد من الأسبوع العالمي للقدس أن تصل من خلاله مجموعة من الرسائل.. الرسالة الأولى: لأهل القدس أنكم لستم وحدكم، وأن الأمة مع جهادكم وتعتز به وتدعمه بكل ما أوتيت من إمكانيات.
والرسالة الثانية موجهة للذين انهاروا وذهبوا للتطبيع مع الكيان الصهيوني، حيث قال تكروري: “نريد أن نقول لهم (المطبعين) في هذا الأسبوع أنكم لستم من يمثلنا، وإنما تمثلون أنفسكم المهزومة، والأسبوع سيكون فيه إعلان براءة الشعوب من الخونة والطغاة والمتاجرين بمقدرات الأمة وكرامتها”.
وأضاف:” أما الرسالة الثالثة فهي موجهة للكيان الصهيوني؛ بأن هرولة البعض للتطبيع معك لا يعني أنك تمكنت، وأن إجرامك كلما ازداد؛ كلما ازدادت مواجهة الأمة له، وأنك لا تستطيع أن تجعلها معركة محتلين مع شعب؛ لأن الأرض المحتلة هي أرض أمة وليس ملكا لشعب”.
أما الرسالة الرابعة فهي موجهة للعلماء الذين أفتوا وباعوا دينهم بعرض من الدنيا، أنكم تخسرون دينكم ودنياكم، والرسالة الأخيرة للعلماء الغيورين، بالثبات والاستمرار، فإن أهل فلسطين مثل في الثبات والصبر فكونوا خلفهم، وادعموا مسيرتهم.. بحسب تكروري.
وأشار تكروري إلى أن الهدف من هذا الأسبوع العالمي أن يكون موسماً دائماً سنوياً للتذكير بالقضية الفلسطينية والقدس وتفعيل العمل بها، وان يكون محطة تقوية ونشاط إضافي ومضاعف في خدمة القضية والحديث عنها والتوعية بها ودعمها بكل الوسائل، وبعث الهمة والأمل للعام كاملاً.
وذكر أن من أهدافه أيضاً، الرد على المطبعين والمنهزمين مع الكيان الصهيوني، وأنهم إذا خذلوا قضية فلسطين فإن علماء الأمة ومؤسساتها والخيرين من حكامها لا يخذلوها.
وقال:” تنازل بعض المهزومين والمضطربين والخائنين وبيعهم للقدس وفلسطين، لا يعني أن هذا أصبح حقيقة أو تحول إلى واقع في أذهان شعوبهم، وبالتالي فإن هذا الأسبوع يأتي ردًّا على المطبعين وإعلاناً من علماء الأمة والصادقين فيها أن هذه القضية باقية حتى تنتزع انتزاعاً من أيدي المحتلين والغاصبين”.
وأعلنت الهيئات والروابط والمؤسسات المشاركة في أسبوع القدس العالمي انطلاق الفعاليات الخاصة بالأسبوع اليوم.. مشددة على أن نصرة القدس فريضة شرعية.
وجاء ذلك خلال لقاء تشاوري إلكتروني عقدته المؤسسات لمناقشة الاستعدادات لبدء الأسبوع.
وأكّد العلماء المشاركون في بيان ختامي مشترك أمس، أن نصرة المسجد الأقصى المبارك والسعي لتحرير القدس وفلسطين فريضة شرعية وضرورة إسلامية وإنسانية، تقع على عاتق كل فرد بحسب طاقته، وفي جميع مجالات الحياة.
كما أكدوا على أن السعي الجاد لتحرير الأقصى وفلسطين مسؤولية وواجب على الحكّام، والإعلاميين، وأصحاب الأموال، والمؤسسات، والأفراد جميعًا ودون استثناء، لاسيما وأن ما يقوم به الاحتلال الصهيوني من جرائم ضد الإنسانية، يفرض على الأمّة العمل على مواجهتها والقيام بعمل فعليّ لنصرة أهل فلسطين.
وحث البيان أبناء الأمة الإسلامية على تفعيل المقاطعة الشاملة للاحتلال الصهيوني على جميع المستويات.. مؤكدًا أن التطبيع معه خيانة ومخالفة شرعية، وأمر يتصادم مع العقل السليم ويخالف الفطرة السوية.
وبدأت فعاليات اليوم على مستوى العالم، وذلك استجابة لنداء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والشؤون الدينية في تركيا وهيئة علماء فلسطين، وبمشاركة عشرات الهيئات والروابط ومؤسسات المجتمع المدني وكوكبة كبيرة من الشخصيات الدعوية والعلمية والأكاديمية في العديد من البلدان الإسلامية.
ومن أبرز الفعاليات التي يمكن أن تتحقق في هذا الأسبوع المسيرات والمظاهرات ومسيرات الدعم والتأييد.. لكنها لن تكون على نطاق واسع بسبب أزمة كورونا، وستكون في الأعوام القادمة حاضرة، وتتحرك الجموع لتعبر عن تأييدها ووقوفها خلف القضية المباركة وتبنيها لها.
وستكون النشاطات عريضة وواسعة في كل البلاد المشاركة، حتى وإن كانت أزمة كورونا ستحول دون الأعمال الميدانية الواسعة والكبيرة، لكن ستكون أعمال إعلامية وتعليمية وعلمية بالإضافة إلى عدد من المناشط المركزية، منها سيكون ملتقى للعلماء السبت القادم.
كما ستكون هنالك أمسيات خيرية لدعم مشاريع في القدس وفلسطين، ومشاريع إنشادية وفنية متنوعة، وسيكون هناك خطاب موجه من العلماء مباشرة للمصلين في المسجد الأقصى المبارك بعد صلاة الجمعة القادمة.
هذا وأعلنت منظمات وهيئات دولية، المشاركة في مبادرة “أسبوع القدس العالمي”، التي دعا إليها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.. حيث دعا الاتحاد، إلى إحياء “أسبوع القدس العالمي”، عبر “مضاعفة الجهد”، وتكثيف الأعمال الداعمة للقضية الفلسطينية.
فيما أعلنت منظمة “أصدقاء الأقصى” ومقرها بريطانيا، إطلاق مبادرة “أسبوع الأقصى العالمي” السنوية، والتي بدأت السبت، وهدفت إلى دعوة الجميع للتضامن مع الأقصى والتعريف به ونصرته، وتنظيم فعاليات مختلفة نصرة للأقصى، ما يمنح الجميع الفرصة لإظهار حبهم لأولى القبلتين، الذي يتعرض لمحاولات تهويد مستمرة من قبل أذرع الاحتلال المختلفة.
فيما أعلنت هيئة علماء المسلمين في العراق إحياء فعاليات “أسبوع القدس العالمي” ما بين (8 و14 مارس الجاري).
كما أعلنت المؤسسة الإسلامية الماليزية “ياديم” الإنضمام لفعاليات “أسبوع القدس العالمي” بمشاركة مجموعة من العلماء الماليزيين.
وفي لبنان، أكد مفتي لبنان، الشيخ عبد اللطيف دريان، دعمه لمشروع “أسبوع القدس العالمي”.. مشددا على أن المدينة الفلسطينية المحتلة هي “قضيّة كلّ مسلم”.
وأطلق رئيس الهيئة الدائمة لنصرة القدس وفلسطين، الشيخ أحمد درويش الكردي، نداء لإقامة أنشطة وفعاليات في “أسبوع القدس العالمي”، لمواجهة التطبيع ونصرة القدس وفلسطين.