السياسية – ( موقع “راديو كلاسيك- “Radio Classique الفرنسي- ترجمة: أسماء بجاش, ال‘دارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”):

يعيش اليمن في حالة حرب اهلية منذ أواخر سبتمبر من العام 2014, وذلك عندما تمكن الحوثيون من دخول وبسط سيطرتهم على العاصمة صنعاء.

وعلى أثر ذلك توالت العديد من الأحداث على هذا البلد, حيث واصلت الحركة الحوثية من تقدمها إلى أن وصلت إلى المناطق الجنوبية, وعلى إثر ذلك أعلنت المملكة العربية السعودية والمنضوية تحت رايتها دول عربية سنية, بدأ عمليات التدخل العسكري في اليمن, حيث أخذت على عاتقها صد التقدم الحوثي ودعم الحكومة اليمنية, وذلك منذ أواخر مارس من العام 2015.

ومنذ ذلك الحين, تم التخلي عن ناقلة النفط “صافر” العائمة قبالة سواحل مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر, بالرغم من كون الناقلة العائمة لا تزال تحتفظ في جوفها بالنفط الخام، وهو ما يكفي لإحداث انسكاب نفطي قد يتسبب في وقوع كارثة.

ومن جانبها, لطالما حاولت الأمم المتحدة منذ أشهر من الوصول إلى الناقلة، ولكن دون تحقيق أي نتائج مرجوة حتى الوقت الراهن, وذلك نظراً لكون الحوثيون هم الجهة المسيطرة على المنطقة التي ترسو فيها الناقلة صافر.

ترسو ناقلة “صافر” على بعد 9 كيلومترات من الساحل اليمني، حيث تم تحويلها في العام 1986 إلى وحدة لتخزين النفط الخام, حيث لا تزال تحتفظ في باطنها حتى الآن على 150 ألف طن من النفط الخام, وهذا ما يثير المخاوف في حالة وقوع انسكاب نفطي.

ولكن منذ العام 2015, لم تخضع الناقلة لأي أعمال صيانة, على الرغم من دخولها حيز الخدمة منذ أكثر من 45 عاماً.

في العام الماضي, تم اكتشاف تسرب مائي في غرفة المحرك ولحسن الحظ تم إصلاحه.

منذ عامين وحتى الآن، لطالما حذرت الأمم المتحدة من الخطر الذي تمثله هذه القنبلة الموقوتة.

وفي يوليو الماضي، حذر إينغر أندرسن، رئيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة، من “حدوث كارثة بيئية وإنسانية واقتصادية وشيكة”، وأن من شأن انسكاب النفط في هذه المنطقة, قد يلقي بظلاله على حركة المرور في البحر الأحمر.

ومن الواضح أن آلاف من الصيادين في اليمن، فضلاً عن الصيادين في مصر أو السودان، بالإضافة إلى أكثر من 8 ملايين شخص, سوف يتأثرون بالتلوث وفقا لدراسات مستقلة، وأن ذلك سيكون كارثة بالنسبة للتنوع البيولوجي.

كما يحذر العلماء من المصير المأساوي الذي سوف يخيم على الحياة البحرية, حيث تزخر منطقة البحر الاحمر بتوليفة نادرة من الشعاب المرجانية.

ومن جانبها, تسعى الأمم المتحدة بصورة حثيثة منذ عدة سنوات إلى صيانة الناقلة, حيث تم التوصل إلى اتفاق في نوفمبر الماضي مع الحوثيين, حيث كان من المقرر بالفعل القيام بأعمال الصيانة في يناير أو فبراير، ولكنها تأخرت مرة أخرى, بيد أنه لا يزال من الوارد أن يتم ذلك خلال الشهر المقبل.

*      المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع