السياسية:

حذر المجلس العسكري في ميانمار المتظاهرين الرافضين للانقلاب من أنهم سيعرضون أنفسهم للموت، لكن آلاف الأشخاص نزلوا إلى الشوارع مرة أخرى الاثنين مع تصاعد التوتر بعد مقتل أربعة محتجين.

وتشهد ميانمار احتجاجات كبيرة بشأن إطاحة الجنرالات بالزعيمة المدنية أونغ سان سو تشي واحتجازها قبل ثلاثة أسابيع.

وخرجت مظاهرات حاشدة في الشوارع في جميع أنحاء البلاد، بينما أدت حملة عصيان مدني إلى خنق العديد من العمليات الحكومية وكذلك الشركات.

وقال بيان بثته محطة (إم آر تي في) الحكومية الأحد “المحتجون يحرضون الناس الآن، خاصة المراهقين المدفوعين بالعاطفة والشباب، على المواجهة، سيؤدي بهم هذا إلى خسائر في الأرواح”.

وحذر البيان، الذي قرئ باللغة البورمية، مصحوبا بنسخة إنجليزية على الشاشة، المتظاهرين من إثارة “الشغب والفوضى”.

وجاء التحذير بعد أكثر عطلة نهاية أسبوع دموية منذ الانقلاب، فقد قتل شخصان عندما أطلقت قوات الأمن النار على المتظاهرين في مدينة ماندالاي، وقتل رجل ثالث بالرصاص في يانغون.

كما توفيت شابة الجمعة بعد إصابتها برصاصة في رأسها في احتجاج، وقضت ما يقرب من أسبوعين في المستشفى على أجهزة الإنعاش.

وكانت المرأة، التي شيعت جنازتها الأحد، هي أول حالة وفاة مؤكدة في الاحتجاجات، وظهرت باعتبارها رمزا قويا للحركة المناهضة للمجلس العسكري.

وقال المقرر الخاص للأمم المتحدة، توم أندروز، إنه يشعر بقلق عميق من التهديد الجديد للمجلس العسكري.

وكتب على تويتر يقول: “تحذير للمجلس العسكري: على عكس عام 1988، أفعال قوات الأمن ستسجل، وسوف تحاسبون”.

لكن المتظاهرين بدأوا صامتين الاثنين، إذ تجمع الآلاف في حيين في يانغون، أكبر مدينة ومركز تجاري في ميانمار.

وقال كياو كياو، وهو طالب جامعي يبلغ من العمر 23 عاما، “خرجنا اليوم للانضمام إلى الاحتجاج والقتال حتى نفوز”.

وأضاف “نحن قلقون من القمع، لكننا سنمضي قدما. نحن غاضبون جدا”.

وجلس المتظاهرون في بلدة باهان، على امتداد الطريق، مشكلين بحرا من الرايات الصفراء والحمراء لدعم سو تشي.

واستيقظ سكان يانغون على وجود أمني مكثف، بما في ذلك شاحنات للشرطة والجيش على الطرق، وفي منطقة السفارات المطوقة.

ومن المتوقع أن تظل الأسواق والمحال التجارية مغلقة تضامنا مع المحتجين.

كما كانت هناك مظاهرات في مدينتي ميتكيينا، وداوي.

ونزل المتظاهرون إلى شوارع العاصمة ناي بي تاو على دراجات نارية.

النشأة والعيش تحت الحكم العسكريلماذا حدث انقلاب في ميانمار الآن وما الذي سيحدث لاحقا؟

“تدخل سافر”

رد جنرالات ميانمار على الانتفاضة بالتصعيد التدريجي، وزيادة استخدام القوة وزيادة عدد السجناء السياسيين.

واستخدمت القوات والشرطة الرصاص المطاطي، والغاز المسيل للدموع، وخراطيم المياه، وحتى الذخيرة الحية، في بعض الأحيان.

واحتجزت السلطات 640 شخصا منذ بدء الانقلاب، بحسب مجموعة مراقبة جمعية مساعدة السجناء السياسيين.

ومن بين المستهدفين عمال السكك الحديدية، وموظفو الخدمة المدنية، وموظفو البنوك، الذين تركوا وظائفهم للمشاركة في حملة مكافحة الانقلاب.

ووفقًا لمجموعة المراقبة “نيت بلوكس”، حد المجلس العسكري بشدة أيضا من الوصول إلى الإنترنت، طوال الليل لمدة ثمانية أيام متتالية.

وبررت وزارة خارجية ميانمار الأحد استخدامها للقوة في مواجهة المحتجين، واتهمت الأمم المتحدة وبعض الحكومات بـ”التدخل السافر” في الشؤون الداخلية للبلاد.

وقالت في بيان “على الرغم من مواجهة المظاهرات غير القانونية والتحريض على الاضطرابات والعنف، فإن السلطات المعنية تمارس أقصى درجات ضبط النفس من خلال استخدام الحد الأدنى من القوة لمواجهة الاضطرابات”.

وفرضت الولايات المتحدة، وكندا، وبريطانيا عقوبات على الجنرالات الذين يديرون شؤون ميانمار.

وحذرت الولايات المتحدة مرة أخرى الأحد من زيادة الضغط.

وكتب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، على تويتر الأحد يقول: “ستواصل الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات حازمة مع من يرتكبون أعمال عنف في مواجهة شعب بورما، وهم يطالبون باستعادة حكومتهم المنتخبة ديمقراطيا”.

وكالات