بقلم: أنوج شوبرا

مونتريال, 20 فبراير 2021 (صحيفة “لا برس- “lapresse الكندية الناطقة باللغة الفرنسية – ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

عمد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، على التجاهل إلى حد كبير فيما يخص عملية اغتيال الصحفي المعارض جمال خاشقجي وسجن العديد من النشطاء في المملكة العربية السعودية.

ولذلك, وعد الرئيس بايدن بتحويل المملكة السعودية إلى دولة منبوذة بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان.

بيد أن المحللين يقولون إن الإدارة الجديدة تريد الحفاظ على شراكة استراتيجية مع الرياض في سعيها إلى استئناف المفاوضات النووية مع النظام الإيراني، وهي شراكة أخرى ذات وزن ثقيل في المنطقة ومنافسة قوي للمملكة السعودية.

وبعد بضعة أسابيع من المصالحة مع دولة قطر المجاورة بعد قطيعة طويلة، منحت الرياض للتو الإفراج المشروط عن سجناء سياسيين، بما في ذلك الناشطة النسوية لوجين الهذلول .

قال مصدر مقرب من الإدارة السعودية, أن الرياض تسعى إلى  الاسترضاء منافس إقليمي قوي آخر والمتمثل في تركيا, حيث عملت على الحفاظ على اتصال مفتوح مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رغم العداء الذي تكنه له”.

“مرونة جديدة”

يقول كريستين ديوان من معهد دول الخليج العربي, وفي مواجهة رغبة الولايات المتحدة في إعادة التواصل مع إيران وإعادة النظر بجدية في الروابط مع الرياض, حيث حرص السعوديون على تقديم أنفسهم كشركاء في حل النزاعات في المنطقة”.

ووفقا لما ذكره الباحث، فقد دافعت الرياض بشدة عن الخط المتشدد في السعودية تحت مسمى “المصالح الوطنية”.

لكن التطورات الأخيرة التي شهدتها المملكة تشير إلى “مرونة جديدة” في مواجهة إدارة بايدن التي أعلنت مؤخراً عن تعليق مبيعات الأسلحة إلى النظام السعودي.

كما أعلن الرئيس بايدن انتهاء الدعم الأمريكي للمملكة العربية السعودية في الحرب في اليمن المجاور لها.

عملت الإدارات الأمريكية السابقة منذ العام 2015 على تقديم الدعم العسكري لدول التحالف العربي العسكري بقيادة الرياض التي بدورها تقدم الدعم للقوات الحكومية ضد الحوثيين المقربين من إيران.

انتقد الرئيس الأمريكي “الكارثة” من خلال الإشارة إلى الحرب التي أغرقت اليمن الفقير بالفعل في خضم أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقا للتقارير الصادرة عن الأمم المتحدة.

وأخيرا، تعهد رئيس المخابرات الأمريكية الجديد، أفريل هاينز، بنشر تقرير سري عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي, الذي تعرض لعملية اغتيال في مبنى القنصلية السعودية بمدينة اسطنبول التركية مطلع أكتوبر من العام  2018.

سبق وأن خلصت وكالة المخابرات المركزية بالفعل إلى أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كان وراء عملية الاغتيال

“الحفاظ على الركائز”

ومع ذلك، دعمت واشنطن الحكومة السعودية في مواجهة الهجمات التي يشنها الحوثيون على الأراضي السعودية والتي يوسع الجيش الأمريكي وجوده عليها.

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في يناير المنصرم عن خطط لإنشاء الموانئ والقواعد الجوية في الصحراء الغربية للمملكة والتي سوف يسعى الجيش الأمريكي إلى تطويرها كمواقع لاستخدامها في حال اندلع حرب مع إيران.

قال المحلل السعودي الموالي للنظام علي الشهابي “خلافاً للتوقعات، فإن كل المؤشرات تشير إلى أن إدارة بايدن سوف تتبع سياسة معتدلة تجاه الرياض”.

وفقاً له، فأن الرئيس الجديد يحاول “الحفاظ على ركائز” العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية.

و لضمان هذا، تعمل الإدارة السعودية على توظيف جماعات ضغط عالية التكلفة في الولايات المتحدة، مثل مجموعة لارسون شناهان سليفكا التي وقعت عقداً بقيمة 1.5 مليون دولار أميركي مع السفارة السعودية في 2019, وذلك بحسب وثيقة عامة.

وفي ديسمبر، استعانة مجموعة الضغط  بمصادر خارجية في مهام فريق استراتيجية الساحة الذي يتخذ من ويسكونسن مقرا له, مثل “إبلاغ الجمهور والمسؤولين ووسائل الإعلام بأهمية تعزيز العلاقات القوية” بين الولايات المتحدة والسعودية، وذلك وفقا لوثيقة أخرى اطلعت عليها وكالة الأنباء الفرنسية.

ومن المؤكد أن وصول جو بايدن “ساعد وساهم كثيراً” في تأمين الإفراج عن الناشطة لوجين الهذلول  في الأسبوع الماضي بعد نحو ثلاث سنوات في السجن، وفقا لشقيقتها عليا, لكن الناشطة الشهيرة لا تزال تحت حكم مشروط ولا تستطيع مغادرة المملكة.

قال أحد أقارب المحتجزين السعوديين لوكالة الأنباء الفرنسية ” أن هذا الإفراج هو بمثابة  بادرة “رمزية” لتهدئة الرئيس الأمريكي الجديد، بينما لا يزال المئات من المعتقلين الآخرين يقبعون في سجون المملكة”.

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع