بعد عشر سنوات، أين أصبحت البلدان التي شهدت “الربيع العربي” ؟
الجزء الثاني
(موقع”فرانس انفو- francetvinfo” الفرنسي – ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
الشرق الأوسط, منطقة شبه الجزيرة العربية
سوريا:
المطالب الأساسية:
في 6 من مارس 2011، كتب ما يقرب من 15 مراهقاً على جدران مدرستهم في مدينة درعا، جنوب سوريا: ” إجاك الدور يا دكتور”, مشيرينا بذلك إلى الرئيس السوري بشار الأسد – المتخصص في طب العيون – كما كتبوا العديد من العبارات التي تم اقتباسها من وحي ثورات الربيع العربي, حيث حاكت تلك العبارات ما كان يدور بخلد الكثيرين من السوريين.
ومن جانبها, عملت السلطات السورية على توقيف المراهقين وتعذيبهم, حيث أدى اعتقال المراهقين وتعذيبهم إلى إشعال الشرارة الاولى للثورة والمظاهرات من أجل التغيير الديمقراطي.
وفي مواجهة القمع الوحشي الذي يمارسه النظام، تحولت الانتفاضة إلى حرب أهلية.
ومن جانبهم, أعلن الجهاديون من تنظيم الدولة الإسلامية أو ما يعرف بتنظيم داعش وتنظيم القاعدة, الخلافة الإسلامية على مناطق شاسعة في سوريا, حيث اتسم هذا التنظيم الجهادي بزرع الإرهاب وتنفيذ عمليات الإعدام عن طريق قطع الرأس, وعمليات الإعدام الجماعي والاغتصاب والاختطاف والتطهير العرقي.
ولمساعدة الجيش السوري، الذي أصبح على حافة الانهيار, أطلقت روسيا، الحليف العظيم لدمشق، حملة عسكرية مكثفة في أواخر سبتمبر من العام 2015.
وبالتالي, أصبح الرئيس بشار الأسد قادراً، بفضل مساعدة من الآباء الروحين له، على البقاء على رأس هرم السلطة في البلد الذي لم يعد يوجد منه سوى الأنقاض.
أشارت وزارة الخارجية الفرنسية إلى أن سقوط حلب في العام 2016 يفتح فترة من الاستقرار لنظام الرئيس بشار الأسد، بما في ذلك في معاقل المعارضة التاريخية: الغوطة الشرقية أو منطقة درعا, كما يتهم النظام باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد السكان.
الوضع الحالي:
أسفر الصراع حتى الآن عن حصد ارواح أكثر من 380 ألف شخصاً, كما شهد البلد موجة نزوح الملايين من المدنيين داخليا وخارجيا.
ووفقاً للعديد من المنظمات غير الحكومية, لا يزال المحتجزون يموتون في السجون التي يشيع فيها التعذيب, حيث يقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان (OSDH) أن “100 ألف شخصاً قتلوا في السجون” في البلد منذ العام 2011.
وبحسب ما أشارت إليه “فرانس 24″ و”صحيفة لوموند” عملت عمليات القصف والهجمات التي شنها النظام على تدمير الاقتصاد السوري, في حين زادت العقوبات الدولية المفروضة على دمشق من صعوبة الاستثمار الأجنبي ودخول الواردات.
كما اتسعت رقعة الفساد والنشاط الإجرامي على نطاق واسع، وفقد الليرة السورية معظم قيمتها، وارتفع التضخم وكذلك أسعار السلع الأساسية.
ونتيجة لكل هذا, أصبح نظام الرعاية الصحية على حافة الانهيار، كما أصبح غير قادر على مواجهة وباء “كوفيد-19”.
في يونيو 2020, نظمت تجمعات جديدة في مدينة السويدا في الجنوب بنفس شعارات العام 2011: “أرحل يا بشار, الشعب يريد اسقاط النظام”.
وفي المقابل, نظمت الحكومة مظاهرة مضادة من خلال التهديد بفرض عقوبات على المسؤولين الذين لن يخرجوا إلى الشوارع للتعبير عن دعمهم للنظام.
واليوم, وبعد عشرين عاماً من توليه السلطة، أصبح بشار الأسد على رأس دولة على حافة الخراب.
الأردن:
في يناير 2011, خرجت عدة مظاهرات، شارك فيها عدة آلاف من السكان، منددين بالحياة باهظة تكاليف والسياسة الاقتصادية للحكومة.
ومن بين الشعارات التي رددها المتظاهرون: “لا للجوع الذي يهدف إلى إركاعنا”.
ومن جانبها, أستجيب الحكومة لمطالب المتظاهرين, أولاً من خلال اتخاذ تدابير اجتماعية، بما في ذلك تخفيض أسعار معينة.
و في فبراير، عين الملك عبد الله الثاني رئيسا جديدا للوزراء لإجراء “إصلاحات سياسية حقيقية”، ولكنه لم يرض المعارضة.
وبحسب ما اشار اليه موقع “فرانس 24”, خرجت حركة احتجاجية جديدة إلى شوارع العاصمة عمان للاحتجاج على زيادة الضرائب في العام 2018.
وفي مواجهة الاحتجاجات، استقال رئيس الوزراء هاني ملقي، ولكن المتظاهرين ما زالوا يدينون تدابير التقشف الاقتصادي.
ومن أجل خنق أي احتجاجات، عمل النظام على استهداف الناشطين السياسيين و تشديد قوانين حرية الصحافة، حيث إدانة منظمة هيومن رايتس ووتش تلك التصرفات.
اليمن:
المطالب الأساسية:
تظاهر عشرات الآلاف من الناس في شوارع العاصمة صنعاء والعديد من المحافظات الأخرى في أوائل العام 2011 ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح، الذي لا يزال متربعاً على عرش السلطة في البلد منذ العام 1978.
تعرض المتظاهرون لعمليات قمع عنيف من جانب قوات الأمن والمؤيدين للرئيس صالح.
وفي 27 فبراير تنازل صالح عن مقاليد الحكم في اليمن, بعد أكثر من 33 عاما في السلطة لنائبه في ذلك الوقت عبد ربه منصور هادي, وذلك بعد أكثر من عام من بدء الاحتجاجات الشعبية العارمة التي حشدت عشرات الآلاف من المحتجين.
وبهذا, يعتبر الزعيم العربي الرابع الذي يطيح به الربيع العربي، ولكن رحيله يأتي بعد عملية انتقال للسلطة تم التفاوض عليها تحت ضغط من ممالك الخليج, ولكنه حصل مقابل ذلك على حصانة كاملة.
ولكن عملية الانتقال السياسي السلمي فشلت وأدت إلى حرب أهلية بعد أن تمكن الحوثيون في أواخر سبتمبر 2014 من الاستيلاء على العاصمة صنعاء (المقاتلين المنتمين إلى الأقلية الزيدية، وهم فرع من فروع الإسلام الشيعي)، وذلك بدعم من الرئيس السابق صالح.
واليوم، لا يزال البلد ذو الأغلبية السنية, رهينة حرب مميتة والتي يدور رحاها بين معسكر الحكومة المركزية بدعم من دول التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية وتدعمه واشنطن وبين المعسكر الحوثي الذي يتلقى الدعم من النظام الايراني.
الوضع الحالي:
يعاني اليمن من حالة إنسانية خطيرة جدا وتستمر في التدهور, وبحسب ما أشارت إليه وزارة الخارجية الفرنسية، فإن اليمن يعتبر واحد من أربعة بلدان صنفتها الأمم المتحدة على أنها دولة سابقة للمجاعة، حيث يعتمد اليوم 80% من إجمالي عدد السكان على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة, كما تفاقم الوضع جراء العواقب الصحية والاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن انتشار جائحة كوفيد-19.
أدى الصراع الدائر في البلد إلى تدمير النظام الصحي وتشريد 3.3 مليون شخص, حيث يعيشون اليوم في مخيمات مؤقتة تنتشر فيها الكوليرا والعديد من الأمراض.
كما قتل عشرات الآلاف من المدنيين، بمن فيهم مئات الأطفال، جراء الغارات الجوية والقصف بالقنابل التي تمطرها دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
وفي 10 يناير 2021, أعلنت الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها (بقيادة دونالد ترامب) أنها ستضع الحوثيين على قائمتها السوداء “الإرهابية”.
وقد يؤدي هذا القرار، وفقاً للمنظمات الدولية، إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي تعصف بالبلد، وهي أسوأ أزمة إنسانية في العالم وفقاً للأمم المتحدة.
البحرين:
في 15 فبراير 2011, ميدان التحرير في مصر يلهم الشارع البحريني, حيث تم تغيير اسم ساحة اللؤلؤة في العاصمة البحرينية المنامة من قبل الآلاف من المتظاهرين إلى ميدان التحرير, حيث دعا المحتجون من خلال تسيير العديد من المظاهرات إلى ملكية دستورية حقيقية وإصلاحات سياسية.
إلا أن الانتفاضة سحقت في منتصف مارس بعد أن تدخلت قوات عسكرية ضمت 1200 عسكري سعودي و 800 جندي إماراتي والمنضوية تحت لواء قوات درع الجزيرة وهي قوات مشتركة تابعة لمنظمة مجلس التعاون لدول الخليج, وذلك بناء على طلب حكومة مملكة البحرين لحماية المنشآت الحيوية بعد اندلاع الأزمة البحرينية مطلع العام 2011.
*المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع
للمتابعة وقراءة المزيد
بعد عشر سنوات، أين أصبحت البلدان التي شهدت “الربيع العربي” ؟