ادوات العدوان يتملقونه بالإرتماء في حضن “اسرائيل”..!
السياسية : نجيب هبة
لن يحصد عيدروس الزبيدي وزبانيته من إعلان استعداده لإقامة علاقات مع العدو الصهيوني أكثر من خيبة جديدة وانكشاف الأهداف الخبيثة وإدانة واستنكار أبناء جنوب اليمن الأحرار..
تلويح بالنية لعمل لايمكن أن يتم من يمنيين (التطبيع) ، في حال تحقيق مطلب لايمكن أن يتحقق على أرض الواقع (انفصال الجنوب)، وهذا الشيء يظهر جذوراً خبيثة لهؤلاء المتسلقون المستعدون للتحالف حتى مع الشيطان لتحقيق مصالح وهمية.
وكان عيدروس الزبيدي صرح الأسبوع الماضي لقناة “روسيا اليوم” إن لدى مجلسه نية التطبيع الكامل مع العدو الصهيوني في حال استعادة دولة جنوب اليمن.
وقال الزبيدي إن “المجلس على استعداد لفتح سفارة لإسرائيل في العاصمة عدن”..واصفاً تطبيع العواصم العربية مع تل أبيب بـ”العمل المثالي لتحقيق السلام في المنطقة”.. وبهذا يتملق الزبيدي أسياده في أبوظبي أملا في تمكينه من إقامة دولة انفصالية في جنوب الوطن.
إدانات من مختلف القوى
وفي ردود الفعل، توالت الإدانات من مختلف القوى اليمنية بعد تصريح رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ، حيث شدد محافظ لحج ، أحمد جريب، المعين من قبل حكومة صنعاء ، على تمسك أبناء المحافظات الجنوبية بالقضية الفلسطينية ووقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة “الغطرسة الصهيونية”.
وأضاف جريب: “الأصوات النشاز المتواطئة مع موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني من قبل أدوات صنعها المحتل الإماراتي لا تمثل أبناء الجنوب”.. معتبراً أن تصريحات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي “لا تمثل أبناء المحافظات الجنوبية وإنما تعبر عن مدى السقوط الأخلاقي والقيمي لتلك الأدوات التي لا تمثل إلا نفسها”.
من جانبه، قال محافظ شبوة اليمنية في حكومة “أنصار الله”، أحمد الحسن الأمير، إن تصريحات الزبيدي “تتناقض كليا مع موقف أبناء المحافظات الجنوبية المناهض للتطبيع والتمسك بعدالة القضية الفلسطينية”.. معتبراً هرولة الزبيدي للتطبيع “خيانة للقضية والشعب الفلسطيني”.
ووصف مستشار وزارة الإعلام في حكومة المرتزقة حديث الزبيدي بـ”الموقف الشاذ. وأضاف أن “مواقف كل اليمنيين رافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني”.. مشيراً إلى أن “الزبيدي والانتقالي يمثلان 3 مناطق بالجنوب وليس كله..وعبارة عن أداة بيد الإمارات”.
رئيس “تجمع القوى الجنوبية” عبد الكريم السعدي ، وصف من جانبه تلويح المجلس الانتقالي بالتطبيع مع إسرائيل بـ”الكارثي”، ودعا السعدي المجلس الانتقالي إلى ترتيب الأولويات بـ”تحرير القرار السياسي والعسكري من التبعية للكفيل الإقليمي (في إشارة للإمارات) قبل اللهاث وراء التطبيع”.
ومن جانبه، قال القيادي في “الحراك الجنوبي” عبد الكريم قاسم، إن “الخلاف مع المجلس الانتقالي ليس لأنه حرف مسار الثورة لخدمة أجندة الإمارات في اليمن، وإنما هو خلاف فكري عقائدي”.
وقال في منشور عبر حسابه على “فيسبوك”: “نحن نرى أن فلسطين قضية الأمة جمعاء، ومسألة التطبيع مع العدو الصهيوني خيانة عظمى”.
بدوره اعتبر الوزير السابق، صالح الجبواني، أن تصريحات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، حول إمكانية التطبيع مع إسرائيل، بأنها دليل واضح على تبعية المجلس لدولة الإمارات.
وقال الجبواني، في تصريح لوكالة “سبوتنيك”: “تصريحات الانتقالي حول التطبيع مع إسرائيل تدل على شيئين لا ثالث لهما، الأول تبعية هذا المكون للإمارات وواضح أن التطبيع سياسة إماراتية، وهم ليسوا إلا موظفين في بلاط محمد بن زايد.. والثاني ضعف هذه الشخصيات وهزالة الدور الذي يقومون به، فهم ليسوا مؤهلين لشيء بعد خيانتهم للشعب اليمني الذي ظل طوال تاريخه واقفا إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، حتى تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف”.
معتبرا أن “الهرولة نحو إسرائيل والتماس الرضى منها، آخر ما كنا نعتقد أننا سنراه من يمني، لكن هؤلاء الذين يتآمرون على وطنهم ليس غريبا عليهم ما فعلوا. وجماهير شعبنا لن تغفر لهم هذا السقوط المريع”.
ويرى مراقبون أن تصريحات رئيس الانتقالي لم تكن نابعة عن قناعات وإنما هي قرارات خارجية من الداعمين للمجلس، الأمر الذي قد يخصم كثيرا من رصيده الشعبي، في حين يراها آخرون خروجا عن الخط الأحمر.
يقول رئيس تحضيرية مؤتمر عدن الجامع ورئيس حزب العمل الديمقراطي النهضوي وعضو الهيئة الدولية لفض النزاعات الدبلوماسية والسياسية، إيهاب عبد القادر، إن “تصريحات الزبيدي تعبر عن وجهة نظره الشخصية، وأغلب الجنوبيين أعربوا عن عدم ارتياحهم لما قاله، حيث كان الزبيدي غير موفق في هذا الحديث وإن كان ما قاله يتماشى مع وجهة النظر التي تدعم المجلس”.
وتابع عبد القادر،” كنا نتوقع أن يشجب المجلس الانتقالي ما جاء في تصريحات رئيسه، نظرا لما لدى المجلس من قواعد شعبية ومؤيدين، لكن بكل أسف لم يحدث هذا، وتماهى الجميع مع توجهات الداعم الرئيسي لهم، وقد خلفت تلك التصريحات حالة سخط غير عادية وكبيرة في الأوساط الجنوبية وفي اليمن على العموم”.
من جانبه قال القيادي الجنوبي، عضو منظمة العفو الدولية رائد الجحافي، أرى أن حديث رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي حول التطبيع مع الكيان الاسرائيلي لم يأت عن قناعة الرجل، إنما لمجرد تعاطي سياسي يتماشى والمرحلة، فهو فلم تكن قناعاته صوابية التطبيع مع الصهاينة، بل لأنه ظن أن السؤال الذي وجه إليه جاء لإحراجه، خصوصا وأن الانتقالي مدعوم من أبوظبي التي تقود التطبيع الجديد مع الكيان المحتل لفلسطين.
وأضاف لـ “سبوتنيك”، “لا ألوم الزبيدي، لكن العبرة بالواقع والخواتيم، وشعب الجنوب شعب مقاوم يحب فلسطين، وكانت الجنوب أبرز الدول المساندة والداعمة لها قبل العام ١٩٩٠م، ونعتبر الدولة الوحيدة في المنطقة لا يوجد لديها جالية أو أقلية اسرائيلية، مع أننا نؤمن باحترام الديانات وتعدد الملل والنحل والمذاهب.
وتابع الجحافي، بالنسبة لكلام عيدروس الزبيدي حول مسألة التطبيع، حتى وإن كان خطأ، لكننا نعتبره على أي حال مجرد وجهة نظر شخصية.
تصريحات تغضب اليمنيين
وقد لاقت تصريحات الزبيدي ردود فعل يمنية غاضية على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي.. حيث غرد محمد عبده “تصريحات عيدروس الزبيدي لا تسمن ولا تغني من جوع. فـ”إسرائيل” لا تحسب لجميع الدول المطبعة حساب، لان من تخاف منهم وتحسب لهم الف حساب لم ولن يطبعوا”.
وقال عبدالله العاقل مغرداً “اخبروا #عيدروس ان دولة الجنوب التي يطالب “اسرائيل” ان تساعده يعيدها كانت من اشد الدول العربية عداوة لـ”اسرئيل” المحتله لدولة فلسطين العربية ونفتخر بهذا انها كانت دولة ذات قرار وسيادة وليست أداة بيد الداعم دولة الجنوب وشعبها كان ولا زال داعم للفسطينيين و كاره لليهود المحتلين”.
وغرد “الروهجان حسين” : “شئ معروف في دول الخليج وحكامها بأنهم مسيرون من قبل حكام واستخبارات أمريكا ودول الغرب وحتى على مستوى كل الدول العربية وهاهو عيدروس الزبيدي يصرح من موسكو ويلمح بالتطبيع مع “إسرائيل” وكلاً منهم يريد التقرب منهم واحمد العيسي قد سبقه إلى “إسرائيل” ويوقع معها إتفاقيات تجارية متنوعة فالكل عميل”
“ينتظرون من نتنياهو غزو اليمن”..
وكانت صحيفة “إيغور سوبوتين” الروسية، كتبت تحت هذا العنوان في سبتمبر الماضي ، عما يسميه المقال “تحول انفصاليي الجنوب في اليمن إلى نقطة ارتكاز للإمارات و(إسرائيل)”.
وقالت الصحيفة الروسية، إن “عملية التطبيع الإماراتي الإسرائيلي ولّدت توقعات بأن تقدم إسرائيل الدعم لسياسة الإمارات العربية المتحدة في اليمن”.
وتزامنت احتفالات توقيع اتفاقيات التطبيع في الولايات المتحدة بين الامارات والبحرين مع الكيان الصهيوني، مع ما كشفته المعلومات حول إنشاء قاعدة استخبارات مشتركة بين (اسرائيل) والإمارات، في جزيرة سقطرى اليمنية