باريس, 15 فبراير 2021( صحيفة “أكتويل- actuailes ” الفرنسية- ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

على مدى السنوات الست الماضية، لا يزال اليمن يعيش في خضم حربا أهلية مريرة ومميتة للغاية, حيث يدور رحى هذا الصراع بين المعسكر الموالي للحكومة المعترف بها من قبل المجتمع الدولي والتي تتلقى الدعم من قبل دول التحالف العربي العسكري بقيادة الرياض وبين المعسكر الموالي للحركة الحوثية والذي يتلقى الدعم بدوره من قبل النظام في إيران.

ما هو الدور الذي يلعبه الحوثي ؟ والحركة الحوثية, متمردة أم إرهابية؟

قررت إدارة جو بايدن الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية, في 12 من فبراير الجاري, رفع اسم الحركة الحوثية في اليمن من قائمة الأمريكية “للإرهابيين”، حيث وضعهم سلفه، دونالد ترامب ، قبيل مغادرته البيت الأبيض.

وفي المقابل, لقي هذا القرار إدانة واسعة من قبل شريحة واسعة من العاملين في المجال الإنساني, حيث رأوا في هذا القرار حجرة عثرة أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين, بما في ذلك العاصمة صنعاء.

ومن جانبها, رحبت الحكومة اليمنية التي تتلقى الدعم من قبل دول التحالف العربي العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية, بقرار إدارة الرئيس ترامب, حيث قالت: “الحوثيون يستحقون أن يصنفوا على أنهم إرهابيون بسبب أعمالهم وجهودهم المستمرة لإطالة أمد الصراع”.

معركة كلامية تسلط الضوء على مدى الانقسامات التي يعيشها البلد, الذي يعتبر  أفقر دولة في منطقة شبه الجزيرة العربية، حيث ابتلى هذا الجزء من العالم  بحرب أهلية ضارية وتدخلات خارجية أدت إلى تقسيم البلد وتدميره.

من هم الحوثيون؟

الحوثيين هم جماعة سياسية ودينية مسلحة, ينتمون إلى الطائفة الزيدية (فرع من فروع التيار الشيعي).

ففي البداية نشطت الجماعة في المناطق الجبلية الشمالية والغربية من اليمن, ومن ثم في مختلف أنحاء المناطق الغربية التي استولوا عليها أثناء الحرب, إذ تتألف الحركة الحوثية من قرابة 10 ألف مقاتل.

لطالما راود الحركة الحوثية شعور بالتهميش على كافة الأصعدة: سياسيا واقتصاديا ودينيا, وذلك منذ إعادة توحيد اليمن في العام 1990, حيث طالبو بوضع أكثر استقلالية.

شارك الحوثيون في إسقاط نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في العام 2012, بعد أن اجتاح البلد موجة عارمة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية والتي عرفت في ذلك الوقت بثورات الربيع العربي.

وعندما تم إبعادهم من السلطة من قبل خليفة الرئيس صالح, رفع الحوثيون راية التمرد.

وفي أواخر سبتمبر من العام 2014, تمكنوا من إسقاط السلطة المركزية في العاصمة صنعاء.

توالت الأحداث في البلد, وفي أواخر مارس 2015, أعلنت دول التحالف العربي العسكري المنضوية تحت راية المملكة العربية السعودية شن أولى غاراته الجوية ضد الحوثي, ولكن، بدعم من إيران، انتقم الحوثيون الشيعية.

ثم غرقت الرياض في قتال لا نهاية له ضد هذه الجماعة, حيث عملت السعودية على خفض ضرباتها بسبب الانتقادات التي تعرضت لها جراء تسببها في وقوع خسائر فادحة بين المدنيين, كما شهد التحالف انقسامات بين صفوفه, ونتيجة لذلك، يزداد الحوثيون قوة يوم بعد يوم.

وبعد مرور ستة أعوام من الصراع الذي لم يسجل أي بوادر سلام تلوح في سماء الازمة اليمنية، وصفت الأمم المتحدة الوضع الحاصل في البلد، حيث يعتمد 80% من السكان على المساعدات الدولية، “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، قائلة “أن أكثر من 16 مليون شخص قد يعانون من المجاعة في العام 2021”, وبهذا فأن العام الجديد لا يعد بشيء جيد لليمن وشعبها.

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع