بقلم: فرنسيسكو فونتيماجي

(صحيفة “لا برس- “lapresse الكندية الناطقة باللغة الفرنسية – ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

تم إدراج أسم جماعة الحوثي ضمن القائمة السوداء الأمريكية للمنظمات الإرهابية قبل شهر, بالتحديد في الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس دونالد ترامب، مما تسبب على الفور في غضب عارم من قبل المنظمات الإنسانية الدولية.

ومن جانبه, قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلنكن في بيان يوم الجمعة: “لقد سمعنا تحذيرات من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية وأعضاء الحزبين السياسيين الممثلين في الكونغرس، من بين جهات أخرى، بأن هذا التصنيف يمكن أن يكون له أثر مدمر على حصول اليمنيين على المساعدات الأساسية مثل الغذاء أو الوقود”.

وفور وصول الرئيس بايدن إلى البيت الأبيض في 20 يناير، أعلنت الولايات المتحدة عن مراجعة عاجلة لهذا القرار الذي جمدته.

وقبل أسبوع، أخطرت وزارة الخارجية الكونغرس الأميركي رسمياً بعزمها على رفع أسم جماعة انصار الله من قائمتها السوداء لمكافحة الإرهاب.

ومن جانبها, كانت المنظمات الإنسانية قد حذرت من أنه لا خيار أمامها سوى التعامل مع الحوثيين الذين يحكمون بحكم الأمر الواقع أجزاء كبيرة من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء.

وأن اعتبارهم إرهابيين يعرض كل من يتعامل معهم لخطر الملاحقة القضائية من قبل الولايات المتحدة.

التهديد بفرض مزيد من العقوبات:

قال أنتوني بلنيكن “من خلال التركيز على ضرورة تحسين الحالة الإنسانية في اليمن، نأمل أن تركز المعسكرات المتحاربة في اليمن على الحوار”.

كما أكد على أن القادة الحوثيين الرئيسيين ما زالوا مدرجين على القائمة السوداء على أساس شخصي, وهدد بفرض عقوبات على “المسئولين عن الهجمات التي استهدفت سفن النقل التجارية في البحر الأحمر والهجمات التي تشنها الطائرات بدون طيار والصواريخ على المملكة العربية السعودية”.

وفي نفس الوقت, فإن إدارة الرئيس بايدن تعاني بالفعل من بعض الحرج.

وبالإضافة إلى إلغاء قرار التصنيف، كان من بين أوائل أعمال إدارة بادين في منطقة الشرق الأوسط وقف الدعم العسكري وخاصة في مجال بيع الاسلحة للتحالف العسكري بقيادة السعودية الذي يحارب مع الحكومة اليمنية المعسكر الحوثي الذي يتلقى الدعم بدوره من قبل إيران.

وقد صاحب هذه السياسة الجديدة تجديد الالتزام بضرورة أيجاد حل سياسي للحرب في اليمن, حيث عيّن أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي ، تيم ليرنكينغ، مبعوثاً لليمن, وعلى الفور زار الأخير السعودية.

وفي الوقت الذي تدعو فيه الولايات المتحدة الأمريكية إلى إنهاء الصراع الذي خلف عشرات الآلاف من القتلى والملايين من المشردين والذي تسبب كذلك في خلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إلا أنه ظل غير فعال في الوقت الراهن، وفقاً للأمم المتحدة.

بل على العكس من ذلك، تصاعدت حدة القتال بين القوات الحكومية والحوثيين، بعد أن تراجعت حدة العمليات القتالية في الأشهر الأخيرة،  وذلك بسبب استئناف الهجوم من قبل الحوثيين, حيث أطلقوا طائرات بدون طيار استهدفت مطار سعودي يوم الأربعاء الماضي، مما أثار إدانة شديدة من قبل الولايات المتحدة.

ولذلك تحاول الإدارة الأمريكية رفع صوتها لضمان ألا تكون إزالة الحوثيين من على القائمة السوداء مرادفا للضعف.

كما حذر انتوني بلينكن من أن “نهج الولايات المتحدة لا يزال واضح حول أعمال الحوثيين واعتداءاتهم الضارة”.

كما وعد بمساعدة الرياض ودول الخليج الاخرى على “الدفاع عن نفسها” لكن من دون أن يوضحوا ماهية هذه المساعدات.

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.