بايدن يقول إنه سوف ينهي حرب اليمن- لكن هل الاحتفال قريب جداً
ما يهم هو تفاصيل إعلان بايدن عن أنهاء حرب اليمن, اما الان لا تزال الامور غير واضحة.
بقلم: شيرين الأديمي و سارا لازار
( موقع “إن ذيس تايمز” الأمريكي- ترجمة: نجاة نور، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
إعلان 4 فبراير من قبل مستشار الأمن القومي جيك سوليفان بأن الرئيس بايدن سينهي دعم الولايات المتحدة لـ “العمليات الهجومية” في اليمن, قوبل بترحيب من قبل المعارضين للحرب.
يدور رحى الصراع في اليمن منذ ما يقرب من ست سنوات بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات, حيث تركت الحرب على اليمن البلد في حالة دمار بسبب الكوارث الإنسانية والمجاعة.
أمضى النشطاء المناهضون للحرب هذه السنوات – أولاً خلال إدارة أوباما وبايدن، ثم إدارة ترامب وبنس، والآن إدارة بايدن – في الحث على إنهاء مشاركة الولايات المتحدة في الهجوم.
لقد كان جهداً تنظيمياً بدا غالباً وكأنه صراخ في مهب الريح، مع تصاعد قصف المستشفيات والمصانع وحفلات الزفاف.
إن الأشخاص الذين لا حصر لهم والذين كانوا يسعون بجد في الخفاء لإنهاء هذه الحرب، وأولئك في اليمن الذين شاركوا في هذا الجهد بينما كانوا محاطين بالصعوبات والمعوقات والموت، يستحقون بالتأكيد الثناء والامتنان لحقيقة أننا وصلنا إلى هذا الحد.
لكن خطاب السياسة الخارجية لبايدن، الذي ألقاه بعد ساعات فقط من إعلان سوليفان التشويقي، أكد للأسف أنه يجب ألا نحتفل بنهاية الحرب حتى نتحقق من أنها انتهت فعلياً ومادياً.
وذلك لأن تصريحات بايدن تترك مساحة كافية للرئيس للإشارة إلى إنهاء الحرب دون إيقاف كل عمليات المشاركة الأمريكية فيها.
أشار بايدن أولاً إلى أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ستصل إلى المدنيين في اليمن الذين عانوا من “دمار لا يُحتمل” (أوقفت إدارة ترامب المساعدات لليمن في عام 2020) وأعلن أن “هذه الحرب يجب أن تنتهي”.
ثم أضاف: “إننا ننهي كل الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في الحرب في اليمن بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة”.
قال بايدن إنه عين الدبلوماسي تيموثي ليندركينغ مبعوثاً خاصاً إلى اليمن, لكن الرئيس واصل قائلاً، “في الوقت نفسه، تواجه السعودية هجمات صاروخية وضربات الطائرات بدون طيار وتهديدات أخرى من القوات المدعومة من إيران في العديد من البلدان, سنواصل مساعدة السعودية في الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها وشعبها”.
لسوء الحظ، لا تشير التصنيفات مثل “الهجومية” و”ذات الصلة” إلى التزام واضح بإنهاء جميع أشكال الدعم للحرب الأمريكية في اليمن، والتي تشمل المساعدة في الاستهداف ومبيعات الأسلحة (الولايات المتحدة هي أكبر مورد للأسلحة إلى السعودية)، والخدمات اللوجستية، والتدريب، وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع التحالف الذي تقوده السعودية.
إن تصنيف الحوثيين في اليمن على أنهم “قوات مدعومة من إيران” والالتزام بالدفاع عن “سيادة” السعودية، يذكرنا بالتظاهر الأولي للرئيس أوباما عند الدخول في الحرب على اليمن في عام 2015.
بيان البيت الأبيض الذي أشار إلى أن دخول أوباما غير القانوني، حيث أعلن رداً على ذلك ” في ظل تدهور الوضع الأمني، ستقوم السعودية وأعضاء مجلس التعاون الخليجي وآخرون بعمل عسكري للدفاع عن حدود السعودية وحماية الحكومة الشرعية في اليمن”.
بعبارة أخرى، منذ البداية، صوّرت الولايات المتحدة هذا الهجوم على أنه دفاعي.
والأهم من ذلك، أشار سوليفان إلى أن إنهاء الحرب في اليمن “لا يمتد إلى الأعمال ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية”.
في الوقت الذي تم فيه اصدار العقوبات والسماح باستخدام القوة العسكرية ضد الارهابين*، من المهم معارضة هذه الحرب الموازية بقيادة الولايات المتحدة في اليمن والتي أدت أيضاً إلى مقتل المدنيين.
الآن، أكثر من أي وقت مضى، من الضروري التمسك بخط صارم حول ما تعنيه النهاية الحقيقية لمشاركة الولايات المتحدة في حرب اليمن:
إنهاء جميع المساعدات الأمريكية، بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخبارية، والمساعدة اللوجستية، والتدريب، وتوفير قطع الغيار للطائرات الحربية, وبيع الأسلحة ودعم الحصار البحري (ما زلنا لا نعرف المدى الكامل للدعم الأمريكي للتحالف).
كما يتطلب ذلك من الولايات المتحدة التراجع فوراً عن تصنيف إدارة ترامب للحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، وهو قرار يقطع المساعدات الحيوية عن شمال اليمن ويصعد بشكل كبير أزمة المجاعة الجماعية.
نظراً لأن هذه الأشياء لم تتحقق بعد، فمن الأهمية مواصلة الضغط حتى تنتهي الحرب حقاً.
بقدر ما قد نرحب بالرسائل الإيجابية- ولا شك أنها نتيجة للضغط الذي مارسه المنظمون المتشددون – يجب ألا نرتاح حتى نفوز بالنصر الملموس فعلياً.
من المهم أن يشعر الرئيس بايدن الذي بادرت إدارة أوباما وبايدن لأول مرة بالتدخل الأمريكي في الحرب، أنه يتعين عليه الرد على النشطاء المناهضين للحرب.
شهد يوم العمل العالمي لإنهاء الحرب في 25 يناير خروج حشد من الناس في الشوارع, إلى شبكات التواصل الاجتماعي مطالبات كبيرة بوقف فوري للحرب، مما يعكس القوة المتزايدة للحركة الدولية التي تطالب بإنهاء الهجوم.
اتخذت إدارة بايدن بعض الخطوات, في الساعات الأربع والعشرين الاولى لها حاولت معالجة القرارات التي اتخذها ترامب قبيل مغادرته منصبه.
اشتملت الحرب الأخيرة على المدنيين اليمنيين وعلى توقيع صفقة أسلحة بقيمة 23 مليار دولار إلى الإمارات، بالإضافة إلى تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية.
بعد يومين من توليه منصبه، أطلقت وزارة خارجية مراجعة لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، مشيرة إلى “القلق العميق بشأن التعيين الذي تم إجراؤه على أنه لا يحقق شيئاً عملياً بشكل خاص في دفع الجهود ضد قوات الحوثيين او إعادتهم إلى طاولة المفاوضات، مع جعل الأمر أكثر صعوبة مما هو عليه بالفعل لتقديم المساعدة الإنسانية للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها”.
بعد أسبوع من توليه منصبه، عمل الرئيس بايدن مؤقتاً بتجميد صفقات بيع طائراتF-35 المدرجة في صفقة ترامب، وكذلك الصواريخ الموجهة بدقة مع السعودية.
لكن هذا الايقاف والمراجعات المؤقتة لم يكن لها حتى الآن أي آثار ملموس، حيث لم يتم الغاء تصنيف الحوثيين ولم يتم إلغاء مبيعات الأسلحة إلى السعودية والإمارات.
في الواقع، أشار تقرير احتفى بالقرار في صحيفة وول ستريت جورنال بتاريخ 27 يناير حول “إيقاف” إدارة بايدن لمبيعات الأسلحة إلى السعودية بمهارة في الفقرة الثالثة, إلى أن التوقف المؤقت “ليس أمراً غير معتاد بالنسبة لإدارة جديدة” و “العديد من معاملات [الأسلحة] من المرجح أن يتم المضي قدماً فيها بالنهاية”.
ومع ذلك، يمكن أن تشير هذه الخطوات إلى استعداد إدارة بايدن لإنهاء تورط الولايات المتحدة في الحرب على اليمن, لكن الإشارات الخطابية والإيجابية ليست كافية.
نحن بحاجة إلى إنهاء ملموس لجميع المساعدات الأمريكية فوراً، قبل أن يتوفى يمني آخر، ونحتاج إلى التحقق من انتهاء هذه المساعدة قبل إعلان النصر.
ادعت إدارة ترامب، في نقاط مختلفة، أنها تعمل على إنهاء الحرب من خلال “حل سياسي”.
بالطبع، صعدت إدارة ترامب الحرب بشكل مروع, فالخطاب على العكس من ذلك لم يحمي اليمنيين من القنابل المصنعة في الولايات المتحدة أو الهجوم على ميناء الحديدة.
أشار النائب رو خانا (ديمقراطي من كاليفورنيا) في خطابه يوم 25 يناير في تجمع عالمي عبر الإنترنت “العالم يقول لا للحرب على اليمن”، إلى التزامه بإنهاء الحرب في اليمن من خلال إعادة تقديم قرار سلطات الحرب الذي استخدمه ترامب.
وقال: “سنقوم أنا والسيناتور ساندرز بالدعوة وتقديم قرار سلطات الحرب مرة أخرى لوقف أي دعم لوجستي … أي دعم استخباراتي، أي دعم عسكري للسعوديين في حملتهم على اليمن”.
إن تمرير قرار آخر لسلطات الحرب مع هذه الأحكام سيوفر ضغطاً إضافياً وهاماً على إدارة بايدن.
أصدرت إدارة أوباما وبايدن العديد من الإعلانات في عامي 2012 و 2013 بأنها ستنهي الحرب الأمريكية في أفغانستان بحلول عام 2014.
لكننا رأينا أنها إعلانات في حد ذاتها، حيث لم تنهي العدوان الأمريكي.
ينطبق هذا المبدأ بشكل خاص عندما يتم تحميل الإعلانات بمؤهلات رفع العلم الأحمر مثل “العمليات الهجومية” و “أنظمة الأسلحة ذات الصلة”.
يجب أن نعرف في غضون أسابيع ما هي تفاصيل الخطط لإيقاف الحرب على اليمن.
المهمة في هذه الأثناء هي الحفاظ على الضغط، لضمان أن تؤدي إدارة بايدن إلى إنهاء حقيقي للحرب التي ساعد الرئيس في اندلاعها ويقول إنه يريد إنهاءها.
*تخويل يسمح باستخدام القوات المسلحة للولايات المتحدة الأمريكية ضد المتسببين في أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001, أقره الكونغرس في 14 من سبتمبر 2001, حيث يعطي الإذن الرئيس الأمريكي سلطة استخدام القوة العسكرية “اللازمة والمناسبة” ضد من يحدّد أنهم خططوا لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، سمحوا بوقوعها، ونفّذوها أو أعانوا على تنفيذها.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.